يفقد الكثير من المسنين الإحساس الطبيعي بالعطش، ما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالجفاف، خاصة في أيام الصيف التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات قياسية ، وهو ما يستدعي اهتماما مضاعفا من الأسرة لضمان حصول كبار السن على كمية كافية من السوائل يوميا ، بالإضافة إلى ذلك، يؤكد المختصون على تشخيص الجفاف وعلاجه في أسرع وقت ممكن، لتفادي أضراره على الصحة.
الدكتورة نسيمة قاسي طبيبة عامة، أكدت أن قلة العطش لدى كبار السن أمر طبيعي، لكن تجاهله قد يكون مميتا، موضحة أنه مع التقدم في العمر يتراجع أداء المستقبلات العصبية المرتبطة بالإحساس بالعطش في الدماغ، وبالتزامن مع ذلك، يقل محتوى الجسم من الماء تدريجيا، كما تتراجع قدرة الكلى على الاحتفاظ بالسوائل، وهذه العوامل، إلى جانب احتمالية وجود أمراض مزمنة أو تناول أدوية مدرة للبول، تجعل من الجفاف خطرا يتربص بصحة المسنين، ولذلك من المهم تقديم الماء لهم باستمرار حتى دون عطش، وتضيف أن التغذية تلعب دورا هاما، حيث تنصح بتناول الفواكه والخضروات الغنية بالسوائل مثل البطيخ، والخيار، البرتقال، والطماطم وغيرها، لمساعدة أجسامهم على البقاء رطبة وسليمة.
وأشارت إلى أن أعراض الجفاف قد تكون خفية في بدايتها ، ولكن سرعان ما تتطور لتصبح مضرة، بل وخطيرة، حيث يؤدي الجفاف إلى مشاكل صحية خطيرة لدى كبار السن، مثل الإحساس بالإرهاق العام أو النعاس المستمر وغير المعتاد، وفقدان الشهية، جفاف الفم والجلد والشفتين، قلة التبول أو تغير لونه إلى الأصفر الداكن، تقلصات وآلام عضلية، الصداع والدوار و اضطرابات في التوازن، انخفاض ضغط الدم أو تسارع في ضربات القلب، وحتى خطر السقوط ومضاعفات على وظائف الكلى، والإمساك أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، وتشوش ذهني، واضطراب في الوعي، لهذا تنصح بتقديم الماء لهم بانتظام على مدار اليوم، حتى دون أن يطلبوه. كما تنصح الطبيبة بعدم خروج كبار السن خلال ساعات الذروة بين الساعة 11 صباحا و4 مساء، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة جدا، وفي حال الخروج الاضطراري، ينبغي ارتداء قبعة واقية، واستخدام كريم واق من الشمس، وحمل قارورة من الماء.
كما أكدت أن الغرف في المنازل يجب أن تكون باردة وجيدة التهوية، مع ضبط المكيف على درجة معتدلة (حوالي 25 درجة مئوية)، مع ضرورة الاستحمام عدة مرات في اليوم، وارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة، مع تجنب بذل مجهود بدني كبير لأنه قد يؤدي إلى فقدان كميات إضافية من السوائل.
وإذا ظهرت علامات متقدمة للجفاف ولم تتحسن خلال وقت قصير، يجب التوجه بهم فورا إلى الطبيب أو المستشفى، لأن بعض حالات الجفاف تتطلب تعويض السوائل عن طريق الوريد، خصوصا إذا ترافق الجفاف مع الحمى، الإسهال أو القيء، أو ظهور اضطرابات في الوعي، مؤكدة أن جفاف كبار السن خطر صامت قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ولذلك يجب على الأبناء والعائلة أن يعتنوا بهم ويشجعونهم على شرب السوائل لتفادي هذه المخاطر.
سامية إخليف