تزايد الاهتمام بمشاريع قطاع الصيد والموارد البحرية عبر ولايات البرج سطيف وبجاية، من خلال تنفيذ مشاريع ضخمة لتربية المائيات البحرية وبالأحواض والحواجز المائية، خلال الأيام القليلة الأخيرة، حيث شهدت ولاية بجاية، استزراع 700 ألف سمكة بالأقفاص العائمة، بالإضافة إلى استزراع كميات هائلة من صغار سمك البلطي الأحمر وآلاف الأصبعيات في كل من سطيف وبرج بوعريريج، تزامنا مع تنظيم ورشات عمل مكثفة لتعزيز الاستثمار وتقديم الدعم للفلاحين والشباب الراغبين في الانخراط بهذا المجال الواعد.
وأكدت مصالح ولاية بجاية، أمس الثلاثاء، تحقيق مشروع هام في القطاع، بهدف تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الأزرق، إذ دخل مشروع جديد وحيوي في مجال تربية المائيات البحرية حيز الاستغلال بمنطقة تيغرمت ببلدية توجة، بهدف توفير الثروة السمكية وإيجاد بدائل متنوعة لزيادة المنتوج والمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية.ويتمثل هذا المشروع الواعد في استزراع قفصين عائمين بـ700 ألف وحدة من صغار سمك القاجوج الملكي (الدنيس)، كخطوة أولى ضمن خطة طموحة ومن المتوقع حسب ما تم تأكيده من نفس المصدر، أن يتم استزراع باقي الأقفاص المبرمجة تباعا خلال الأيام القليلة القادمة، استكمالا للبرنامج المسطر لهذه العملية الاستثمارية الكبيرة.ويعد هذا المشروع محصلة للجهود المتكاملة التي تبذلها مصالح الولاية، بالتعاون مع مختلف الشركاء، بهدف تطوير نشاط تربية الأسماك في الأقفاص العائمة، كما يهدف إلى تشجيع الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي والواعد والذي ينتظر أن يساهم بفعالية في خلق مناصب شغل جديدة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، بالإضافة إلى تنويع مصادر الدخل والرفع من كميات الإنتاج ما سينعكس على الأسعار والوفرة في السوق.
وغير بعيد عن ولاية بجاية، شهدت ولاية سطيف مؤخرا، عملية استزراع أكثر من 21 ألف وحدة من أصبعيات سمك البلطي الأحمر بمستثمرة فلاحية (بوراس موسى)، تحت إشراف مباشر من إطارات مديرية الصيد البحري وتربية المائيات، ما يعكس التوسع المتزايد لنشاط تربية المائيات في المزارع الفلاحية المدمجة.وقبل ذلك، كانت ولاية برج بوعريريج على موعد مع استزراع ما يزيد عن 10 آلاف أصبعي من سمك البلطي الأحمر بمؤسسة تربية المائيات (بلقمري توفيق) ببلدية تكستار وزيادة على هذا الاستثمار حققت ذات المزرعة خاصية مميزة، تتمثل في كون الفراخ المستزرعة منتجة محليا، ما يعكس نضج القطاع وقدرته على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا الجانب والحد من التبعية للاستيراد.وبالموازاة مع عمليات الاستزراع التي تزايدت خلال الأيام الأخيرة، بالحواجز المائية التابعة للخواص، نظمت مديرية الصيد البحري في إطار مرافقة ومتابعة تجسيد المشاريع الاستثمارية، عملية استزراع المرحلة الأولى لأزيد من 10 آلاف وحدة من صغار سمك البلطي الأحمر في الأقفاص العائمة المتواجدة على مستوى الحاجز المائي بوشطاط ببلدية تيزي نبشار.وقالت المديرية الجهوية للصيد البحري وتربية المائيات بولاية سطيف، أن هذه العمليات الاستزراعية تأتي تتويجا لجهود مكثفة لمرافقة ودعم الفلاحين والمستثمرين في هذا المجال الحيوي،من خلال تنظيم ورشات تقنية تخص آليات الاستثمار في تربية المائيات والامتيازات الممنوحة، فضلا عن تنظيم حملات تحسيسية مكثفة ودورات تكوينية حول التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة والتي عادة ما يتم تنظيمها بالتعاون بين الغرفة المشتركة ما بين المهن للصيد البحري وتربية المائيات بسطيف ومديرية الصيد البحري وتربية المائيات ومحطة الصيد البحري وتربية المائيات لولاية باتنة.
وأضافت ذات المديرية أنها تركز في مختلف الورشات، على الامتيازات التي توفرها الدولة للمستثمرين الشباب في مجال تربية المائيات، بالإضافة إلى إرشاد الفلاحين لاعتماد نظم إنتاج متكاملة، ورفع مستوى الإنتاجية، مع التشجيع على الانخراط في دورة إنتاج سمك البلطي والتعريف بشروط وكيفيات الاستفادة من العلاوة التحفيزية الممنوحة والمقدرة بـ 50 دينارا جزائريا لكل كيلوغرام من سمك البلطي المنتج.
وسمحت الحملات التحسيسية، بتسليط الضوء على آليات الدعم والتمويل المتاحة من طرف الوكالة الوطنية للقرض المصغر والوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية، ما سمح بدخول حوالي 100 فلاح من مختلف بلديات ولاية سطيف وبرج بوعريريج، في هذا المجال وتزايد اهتمامهم بتنفيذ برامج ومشاريع تربية
المائيات.
ع/بوعبدالله
