بدأت حركة السير على الطريق الوطني 20 بقالمة، تعرف مرونة كبيرة بعد اقتراب مشروع التطوير من نهايته، بين مدينة مجاز عمار، و مدينة وادي الزناتي، حيث دخلت عدة مقاطع مرحلة العمل، مستقبلة آلاف المركبات، على واحدة من أهم الطرقات بالمنطقة.
و تسابق الشركات الزمن، لإنهاء العمل بكل المقاطع في غضون أيام قليلة، بعد أن قررت الشركات العاملة رفع التحدي، و الوفاء بالتزاماتها، عقب انتكاسات متكررة عرفتها أولى الشركات، التي حازت على مشروع التطوير قبل عدة سنوات، دون أن تتمكن من الجغرافيا الصعبة، و اضطرت في النهاية إلى الانسحاب.
و أصبح بإمكان السائقين، الاستمتاع بالقيادة، على طريق مزدوج بين مجاز عمار و وادي الزناتي، بعد سنوات طويلة من المعاناة مع المسار القديم، الذي تجاوزه الزمن و لم يعد قادرا على مواكبة التحولات الاقتصادية و الديموغرافية المتنامية بالمنطقة.
و بين مدينة وادي الزناتي و مدينة عين رقادة، على الحدود مع ولاية قسنطينة، تحرز الشركات المزيد من التقدم لبناء طريق مزدوج، على أنقاض الطريق الوطني القديم، و عندما يكتمل مشروع التطوير تكون ولاية قالمة قد خطت خطوة عملاقة، في مجال البنية التحتية، و أصبحت تتوفر على طريق سريع من حدود ولاية قسنطينة إلى مدينة قالمة على مسافة تتجاوز 60 كلم.
و بدأت مدة السير تتراجع بين وادي الزناتي و قالمة، و الطوابير الطويلة خلف شاحنات نقل البضائع، تختفي شيئا فشيئا، بعد سنوات طويلة من تلك المشاهد المقرفة، و الحوادث الدامية على منحدرات سلاوة عنونة و عين أحساينية، و منعرجات عين الحوتة و رأس العقبة.
و يتوقع سكان المنطقة انتعاش الحركة التجارية و السياحية، بعد نهاية مشروع التطوير على الوطني 20، الذي يعد شريان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية، حيث يعبر ما لا يقل عن 20 مدينة و قرية، من عين رقادة غربا إلى بوشقوف، عاصمة الإقليم الشرقي، حيث ينتهي الطريق الوطني 20 عندما يتقاطع هناك، مع الطريق الوطني 16 الذي يعرف هو الآخر عمليات تطوير هامة، ليصبح طريقا سريعا يؤدي إلى مدينة عنابة و السيار شرق غرب. و لو لا تعثر الشركات، متأثرة بأزمة كورونا، و تقلبات أسعار مواد البناء بالسوق الدولية، لكانت مشاريع التطوير على الطرقات الرئيسية بقالمة، قد انتهت قبل عدة سنوات، و يعمل قطاع الطرقات بقالمة، على تدارك الفرص الضائعة، و المضي في مشروع التطوير إلى نهايته.
فريد.غ
