استفادت ولاية قسنطينة لحساب العام المقبل من ثلاثة مشاريع كبرى في قطاع الأشغال العمومية، سيتم من خلالها إنجاز نفق سيساوي على مستوى الطريق الوطني رقم 3، ما من شأنه أن يحد من الازدحام المروري بأحد أكبر النقاط السوداء في المدينة، كما تم الإفراج عن مشروعين لازدواجية الطريق الوطني رقم 10 باتجاه أم البواقي، فضلا عن المحور الولائي رقم 101 الرابط بين عين سمارة وعلي منجلي، الذي تعبره يوميا أزيد من 25 ألف مركبة.
وأفاد رئيس لجنة الأشغال العمومية بالمجلس الشعبي الولائي، شعيب بيوض أن هذه المشاريع جاءت تبعا لتوصيات المجلس الشعبي الولائي ومن خلال لجنة الأشغال العمومية، عقب إعداد ملف حول وضعية الطرقات الوطنية والولائية قدم قبل أكثر من عامين، حيث تم تسجيل مشروع نفق سيساوي على مستوى الطريق الوطني رقم 3، وهو المشروع الذي سينهي معاناة المواطنين في تلك النقطة، مشيرا إلى أن الوالي عبد الخالق صيودة وكذا مدير الأشغال العمومية قد بذلا مجهودات كبيرة من أجل تجسيد هذا المشروع في أرض الواقع فضلا عن المشاريع السابقة وكذا المقبلة.
وسبق وأن أكد مدير الأشغال العمومية ، أن مصالح قد شرعت سنة 2024 في التحضير لدفاتر الشروط الخاصة بمشروع النفق بحي سيساوي عند المخرج الشرقي للولاية، باعتباره من أكبر النقاط السوداء المرورية التي تعرف تدهورا كبيرا في البنية التحتية، حيث أن هذه النقطة تقع بمدخل المدينة الشرقي عبر الطريق الوطني رقم 3، وتشهد يوميا عرقلة كبيرة في حركة السير، ما يؤدي إلى تشكل طوابير طويلة من المركبات إلى غاية محول الطريق السيار.
كما يسجل المحور اختناقا أكبر عند تساقط الأمطار إذ تغمر المياه والأوحال نصف الطريق، مقدمة صورة سلبية جدا عن مدخل المدينة، كما تنعدم التهيئة والأرصفة وتكثر الحفر على جانبي الطريق، إلى جانب الركن العشوائي للمركبات وحافلات النقل العمومي، ما يؤدي إلى ازدحام مروري خانق، وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة التقنية الخاصة بالمشروع أنجزت في وقت سابق، وقدرت تكلفته بحوالي 50 مليار سنتيم.
من جهة أخرى، أكد رئيس لجنة الأشغال العمومية أن الولاية استفادت أيضا من مشروع ربط قسنطينة بولاية أم البواقي عبر طريق مزدوج، من خلال إنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 10 ابتداء من بلدية أولاد رحمون إلى سيقوس، حيث تعد هذه الطريق من النقاط السوداء من حيث الازدحام وحوادث المرور وظلت لسنوات دون ازدواجية رغم استكمال الجزء الخاص بولاية أم البواقي، إذ أنه وبعد إنجاز هذا المحور، ستكون قسنطينة مرتبطة بالولاية الرابعة إلى غاية دائرة عين البيضاء، ما سيساهم في تقليص مدة التنقل بين الولايتين وتحسين انسيابية الحركة المرورية.
أما بخصوص مشروع ازدواجية الطريق الولائي رقم 101 الرابط بين المقاطعة الإدارية علي منجلي وعين سمارة، فقد تم تسجيله بدوره ورصد له مبلغ 110 مليارات سنتيم، باعتباره محورا حيويا يمر عبره أزيد من 25 ألف مركبة يوميا وسيسمح المشروع بتسهيل حركة السير، كما سيشكل منفذا جديدا للطريق السيار شرق غرب بالنسبة لسكان غرب وجنوب علي منجلي، كما أكد استفادة الولاية من غلاف مالي معتبر لصيانة الطرقات الوطنية والولائية، يقدر بأكثر من 400 مليار سنتيم.
وكان المجلس الشعبي الولائي قد رفع في عدة دورات توصيات إلى السلطات المركزية، تدعو إلى رفع التجميد عن مشاريع ازدواجية الطرق ذات الأولوية، لاسيما الطريق الوطني رقم 10، والطريق الوطني رقم 3، والطريق الوطني رقم 20 في المقطع الرابط بين بلدية عين عبيد وولاية قالمة، فضلا عن الطريق الولائي رقم 101 الرابط بين بلدية عين سمارة والمدينة الجديدة علي منجلي، وينتظر أن يفتح هذا المشروع منفذا جديدا نحو الطريق السيار شرق–غرب، ويسهل حركة التنقل بين المدينتين، إذ يشهد المحور حاليا ازدحاما مروريا متواصلا وحوادث متكررة بسبب المنعرجات الحادة.
كما تم التأكيد ضمن التوصيات على ضرورة إنجاز مشروع لفك الاختناق المروري على الطريق الوطني رقم 3 بمنطقة سيساوي، التي تشهد كثافة مرورية مرتفعة وتعد من المواقع المستهدفة بمشروع مدينة جديدة قيد البرمجة، كما طالبت مديرية الأشغال العمومية والولاية في كل سنة مالية بتمويل المشروع الذي أنجزت دراسته منذ سنوات، كما شددت التوصيات على ضرورة استكمال معالجة النقاط السوداء المتبقية على مستوى الطريق الوطني رقم 27 ببلدية قسنطينة، خاصة عند محور الدوران بحي بودراع صالح، والتقاطع الرابط بين الطريق الوطني رقم 27 والطريق الولائي رقم 21 على مستوى حي بن شرقي.
ودعت لجنة الأشغال العمومية إلى إعداد دراسات ومشاريع لفك الازدحام عن المدينة الجديدة علي منجلي في جهتيها الشرقية والغربية، نظرا للاختناق الكبير الناتج عن التوسع العمراني المتزايد، فضلا عن تقاطع الطريق الوطني رقم 79، كما شددت التوصيات على استعجالية تدعيم وازدواجية الجسر المتواجد بمدخل المدينة الجديدة علي منجلي عبر الطريق الاجتنابي لبلدية قسنطينة نحو جامعة قسنطينة 3، إذ إن هذا المحور مزدوج من الجهتين لكن الجسر الرابط بينهما ما يزال أحادي المسار، ما تسبب في تشكل نقطة سوداء واختناق مروري يومي يستدعي تدخلا عاجلا.
لقمان/ق
