تم في ساعة متأخرة من مساء الأحد، استلام مشروع ازدواجية وتوسعة الطريق الوطني رقم 05 في شطره الحيوي الرابط بين عاصمة الولاية برج بوعريريج وبلدية اليشير، على مسافة 7 كيلومترات، بعد انتظار عمر لما يقارب السنتين، ومعاناة يومية لمستعملي الطريق، وسلسلة من التأخيرات والمشاكل، التي حولت ورشة الإنجاز إلى كابوس حقيقي.
وأشرف رئيس دائرة برج بوعريريج ممثلا للوالي، على وضع هذا الشطر حيز الخدمة، بعد إتمام جميع الأشغال وتسوية التحفظات المرفوعة حول نوعية الأشغال في هذا المشروع، الذي خُصص له غلاف مالي قدره 50 مليار سنتيم، والذي شهد تعثرات كبيرة أدت في مرحلة سابقة إلى فسخ الصفقة مع المقاولة الأولى المكلفة بالإنجاز، بسبب التماطل والتأخر الكبير في وتيرة الانجاز، ما أثار استياء واسعا بين مستعملي الطريق الذين عانوا الأمرين، بعدما تحول هذا الشطر قبل استلامه، إلى نقطة سوداء بامتياز ومصدر قلق دائم للسائقين، حيث تسببت الأشغال التي وصفت بالعشوائية حينها، من خلال تقشير طبقات الزفت وتركها لأيام طويلة دون تعبيد، في عرقلة كبيرة لحركة المرور.
ولم تقتصر معاناة مستعملي الطريق على الازدحام والتأخير، بل امتدت لتشمل ما هو أخطر، فقد شهد هذا المحور طيلة فترة الأشغال ارتفاعا في عدد حوادث المرور، بعضها كان عنيفا، أين أرجع العديد من السائقين والضحايا أسباب هذه الحوادث إلى الحالة الكارثية للطريق وغياب الإشارات التحذيرية الكافية وسوء تسيير الورشات، قبل أن يتم فسخ الصفقة مع المقاولة الأولى المتعثرة، وإعادة بعث الأشغال شهر أفريل المنصرم.
وبعد سلسلة من الزيارات الميدانية والتعليمات الصارمة التي وجهها رئيس دائرة برج بوعريريج ومصالح مديرية الأشغال العمومية، تم تعيين مقاولة جديدة، ما سمح بتدارك التأخير المسجل تدريجيا، وصولا إلى التسليم النهائي للمشروع ودخوله حيز الخدمة، ما خلف ارتياحا بين السائقين، آملين أن يضع حدا لمعاناتهم اليومية، ويضمن سيولة مرورية آمنة.
ويبقى التحدي قائما في الصيانة الدورية لهذا المحور الهام من شبكة الطرقات العابرة لإقليم الولاية، لضمان عدم تكرار سيناريوهات التأخير والتعثر في مثل هذه المشاريع، على غرار مشروع توسعة وازدواجية الطريق الوطني رقم 106 في شطره الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية مجانة، الذي لا يزال قيد الانجاز وينتظر هو الأخر إتمام ما تبقى من أشغال واستلامه في أقرب الآجال.
ع/ بوعبدالله