
يعرف مشروع طريق الكورنيش الجديد الرابط بين رأس الحمراء ووادي بقراط على مسافة 6.5 كلم بعنابة، تقدما في بعض المقاطع، حيث تم الشروع في وضع الطبقات الأولى من الحصى المزفت، تمهيدا للتعبيد النهائي، تحت متابعة المخبر التقني ومكتب الدراسات.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، يجري تدارك التأخر الحاصل في إتمام هذا المشروع الاستراتيجي، الذي يفتح أفاقا جديدة للاستثمار عبر طول الشريط الساحلي، والتنشيط السياحي واستقطاب الزوار لعنابة، بعد إعادة إسناد المشروع إلى شركة «بن عطية» الخاصة، التي خلفت مؤسسة «الترو» العمومية التي توقف عن الأشغال لنحو عام بسبب إضراب العمال، وعجزها على الالتزام بدفتر الشروط.
ووفقا للمصدر، تعمل مؤسسة الإنجاز الجديدة حاليا على إنهاء الأشغال ببعض المقاطع، منها استكمال أشغال التسوية ودمك الطبقات بين المنطقة المنزلقة والجسر الأول، مع الالتزام بالتحفظات التي قام بها المخبر المكلف بمراقبة نوعية الأشغال.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، تقوم أيضا مؤسسة الانجاز بأشغال الحفر قبل الجسر رقم 2 ، حيث تجري بوتيرة مقبولة، كما تتواصل أشغال الحفر في مقاطع مختلفة من المشروع.
وشهد هذا الطريق الحيوي تأخرا فادحا في التسليم، رغم المرافقة والتسهيلات التي منحتها السلطات المحلية والمركزية لشركات الإنجاز، حيث لجأت مديرية الأشغال العمومية إلى سحب المشروع من شركة «آلترو» بسبب إخلالها بالشروط التعاقدية وآجال التسليم، ومغادرة الورشة شهر مارس 2024، توقفت أشغال شق الطريق عاما كاملا، فيما واصلت مؤسسة «صابطا» إنجاز المنشآت الفنية من جسور ومساند إسمنتية وغيرها، وبحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن ورشة الإنجاز التي تشرف عليها «صابطا»، تعرف تقدما والمتعلقة بصب خرسانة جدران الإسناد على كامل مسار الطريق، كما تسير أشغال حفر وصب الخرسانة في المنطقة المنزلقة بوتيرة جيدة، وتشارف على الانتهاء، أما في ما يتعلق بالمنشآت الفنية، فتم الانتهاء من إنجاز الجسر الأول بطول 460 مترا ، كما تقارب أشغال الجسر الثاني على الانتهاء، بعد إنجاز الأعمدة بطول 220 مترا.
وفي ذات السياق، تعاين السلطات المحلية بشكل مستمر ورشات الإنجاز مع الحرص على ضرورة مضاعفة فرق العمل والمجهودات لاستكمال ما تبقى من أشغال هذا المشروع، الذي عرف تأخرا منذ إعادة انطلاقه سنة 2018.
وحسب الرزنامة المتفق عليها، فقد كان مقررا رفع نظام العمل إلى 2×8 ساعات لتدارك التأخر، للانتهاء من الأشغال خلال 15 شهرا، ومع توقف نشاط شركة «آلترو»، تأخر استلام المشروع .
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن تأخر المشروع في الفترة الماضية، يعود لإعادة التقييم التقني لبعض المنشآت الفنية التي تم إنجازها ومنها الجسور وكذا وضعية المسار، حيث ظهرت عيوب خلال عملية الإنجاز وقدمت حلول تقنية بالتنسيق مع مؤسسة الإنجاز يجري تنفيذها لاستكمال المشروع.
وتمت إعادة بعث المشروع من جديد بعد رفع التجميد عنه، حيث أنجز في المرحلة الأولى الطريق على مسافة 2 كلم، لتستأنف الأشغال مجددا في سنة 2021، لاستكمال الأشطر المتبقية على مسافة 6 كلم، غير أن شركتي الإنجاز اصطدمتا بصعوبات تقنية في الميدان، تتعلق بالخصوصية الجيولوجية الصعبة للمنطقة، التي تتميز بالارتفاع والانحدار في نفس الوقت، ثم رسم أسهل مسار لكي يمر عليه الطريق، مع مراعاة تخصيص مساحات، تسمح للمستثمرين بإنجاز مشاريعهم الخدماتية.
وتمت إعادة بعث المشروع من جديد كأولوية لربط منطقة التوسع السياحي للخليج الغربي مع بعضها، كما يكتسي أهمية بالغة لتخفيف الضغط عن الطريق القديم، خاصة في فصل الصيف، وكذا تنمية القطاع السياحي وتوفير الأوعية العقارية للمشاريع الاستثمارية بالواجهة البحرية، باعتباره طريقا استراتيجيا من شأنه بعث المشاريع السياحية واستغلال المناظر الخلابة في إنجاز مرافق للنزهة والترفيه. ويدخل الطريق أيضا في إطار منطقة التوسع السياحي لواد بقراط، حيث صدر تصنيفها في الجريدة الرسمية، لتكون قطبا للاستثمارات السياحية بالولاية.
حسين دريدح