
كشف مدير الصيد البحري وتربية المائيات لولاية الطارف، عمار زواوي العايش، أمس، في اتصال مع النصر، عن موافقة اللجنة الولائية المختصة إلى غاية الآن على منح خمسة عقود امتياز لمستثمرين، تخص مشاريع لتربية المائيات داخل الأقفاص البحرية بعرض سواحل الجهة الغربية للولاية، بطاقة إنتاجية تقدر بـ أربعة آلاف طن سنويًا من سمكي القجوج الملكي وذئب البحر، مع استحداث نحو 200 منصب شغل مباشر وغير مباشر.
وأضاف المصدر ذاته أن القطاع يتجه نحو تشجيع تربية المائيات في إطار الفلاحة المدمجة، حيث تم إلى حد الآن إحصاء 34 مستثمرة فلاحية تتوفر على أحواض قابلة للاستزراع السمكي، من بينها ثلاث مستثمرات بكل من الشط وبن عمار والمالحة، شرع مسيروها فعليًا في تربية أسماك البلطي الأحمر، وذلك تحت مرافقة مصالح المديرية التي تراهن على تطوير هذا المجال لرفع قدرات الإنتاج المحلي وتغطية حاجات السوق بأسعار معقولة.
كما سيتم استغلال مياه مزارع تربية المائيات الغنية بالمواد العضوية في السقي الزراعي لتحسين المردودية الفلاحية.
وأشار المدير إلى أن الوصاية أقرت تحفيزات مالية لفائدة مربي الأسماك، من خلال تخصيص دعم مالي قدره 50 دينارًا عن كل كيلوغرام منتج، بغرض استقطاب المزيد من المستثمرين نحو هذا المجال الحيوي وترقية نشاط المائيات ذي القيمة الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.
وأكد المتحدث كذلك منح تراخيص لاستغلال المسطحات المائية المحلية في تربية المائيات، ويتعلق الأمر بـ سدي الشافية وماكسة عن طريق عقود امتياز مقابل إتاوة سنوية تقدر بـ 50 ألف دينار، مع إنتاج يقارب 700 طن سنويًا من الأسماك.
كما تم منح امتيازات أخرى لاستغلال بحيرات الملاح والأبيرة، بالإضافة إلى وادي المفرغ الغربي وبحيرة طونقة في نشاط صيد الحنكليس الموجه خصيصًا للتصدير نحو الأسواق الخارجية، حيث يعرف هذا النوع من الأسماك طلبًا كبيرًا.
وأوضح المتحدث أن الولاية تعمل على الترويج لقدراتها الطبيعية الكبيرة في هذا المجال، لجعلها قطبًا جهويا متخصصًا في تربية المائيات، بفضل ما تزخر به من مسطحات مائية متنوعة تشمل البحيرات والسدود وساحل يمتد على طول 92 كيلومترًا، إضافة إلى معدل تساقط سنوي مرتفع يبلغ حوالي 1200 ملم، وهي عوامل مشجعة لتطوير الصناعة السمكية.
كما وضعت السلطات المحلية جملة من التحفيزات الاستثمارية لخلق صناعة واعدة في مجال تربية المائيات وترقية هذا النشاط الاقتصادي الحيوي.
وفي سياق متصل، أولى قطاع الصيد البحري وتربية المائيات بالولاية أهمية بالغة لجانب التكوين، من خلال التكفل بتكوين أكثر من 150 فلاحًا وشابًا بطالًا في مجال تربية المائيات، بهدف إدماجهم في سوق العمل وتشجيعهم على إنشاء مشاريع استثمارية في هذا القطاع، مع مرافقتهم للاستفادة من الدعم المالي والتقني الذي توفره الدولة، فضلًا عن تزويدهم بيد عاملة مؤهلة لتأطير مشاريعهم.
وأعلن المسؤول عن استفادة الولاية من استحداث منطقة نشاطات متخصصة في تربية المائيات بمنطقة البطاح ببلدية بن مهيدي، وهي الأولى من نوعها على المستوى الجهوي، تمتد على مساحة 37 هكتارًا، ويُعوَّل عليها في إعطاء دفعة قوية لتطوير القطاع.
وأشار إلى الانتهاء من إعداد الدراسات التقنية، على أن تنطلق أشغال التهيئة قريبًا تمهيدًا لفتحها أمام الراغبين في الاستثمار، حيث من المنتظر أن تستوعب 20 مشروعًا بطاقة إنتاجية تفوق ألف طن سنويًا، مع استحداث نحو 300 منصب شغل مباشر وغير مباشر. نوري ح