استقبلت ولاية قسنطينة خلال شهر أكتوبر الماضي أكثر من 700 سائح أجنبي من عدة جنسيات، حيث تشهد المعالم الثقافية والطبيعية والتاريخية في المدينة إقبالا كبيرا من الزوار من داخل الوطن وخارجه، في حين تحولت في السنوات الأخيرة إلى قطب لسكان الولايات المجاورة الذين يقصدونها بشكل يومي تقريبا للتسوق وغيرها.
وسجلت السلطات الولائية، مثلما جاء في بيان منشور على الصفحة الرسمية لولاية قسنطينة في شبكة “فيسبوك”، أن قسنطينة استقبلت خلال شهر أكتوبر الماضي 718 سائحا أجنبيا، “ما يعكس نموا في التدفق السياحي بالولاية التي باتت تستقطب سياحا من مختلف الجنسيات يزورون المدينة طيلة أشهر السنة”. وجاء في البيان أن هذا الإقبال يأتي في إطار الحركية السياحية التي تعرفها قسنطينة خلال السنوات الأخيرة، حيث تعرف توافدا كبيرا للسياح الأجانب عبر الوكالات السياحية من مختلف البلدان في رحلات استكشافية وسياحية لمختلف المعالم التي تتوفر عليها الولاية.
وتوزعت جنسيات السياح الذين توافدوا على الولاية خلال شهر أكتوبر الماضي بين الولايات المتحدة وإيطاليا والصين وبولندا واليونان وأستراليا وروسيا وكندا وبريطانيا واليابان والأردن، في وقت يستمر فيه توافد الزوار والسياح من داخل الوطن، مثلما لاحظنا خلال تجولنا في الفترة الليلية بوسط المدينة، خصوصا بالقرب من المسارات السياحية، على غرار شارع زيغود يوسف “الطابية” ومحيط جسر سيدي مسيد وجسر سيدي راشد وغيرها، كما تحولت الولاية إلى مقصد للمتسوقين من العديد من الولايات المجاورة، خاصة في المقاطعة الإدارية علي منجلي منطقة النشاطات “الرمال” ببلدية قسنطينة والخروب وأسواق وسط المدينة، مثل محلات شارع العربي بن مهيدي “الطريق الجديدة” وتجمعات التجار في المدينة القديمة على مستوى رحبة الصوف والرصيف ومقعد الحوت وشارع ديدوش مراد وعدة أجزاء من السويقة وعدة نقاط أخرى تشهد حركية كثيفة للمتسوقين، خصوصا في الفترة الصباحية.
وتتميز ولاية قسنطينة بتوفرها على مجموعة متنوعة المسارات السياحية والمواقع التي تستحق الزيارة، حيث تضم المتحف الوطني العمومي سيرتا الذي يعتبر ثاني أكبر متحف في إفريقيا بعد متحف الجيزة في مصر من حيث قيمة المحفوظات الموجودة على مستواه التي تغطي جميع الحقب التاريخية الإنسانية، بما يفوق 14 ألف تحفة، كما سجل المرفق توافد 3 آلاف سائح أجنبي منذ بداية السنة إلى غاية نهاية سبتمبر الماضي مثلما تطرقنا إليه في وقت سابق، بالإضافة إلى متاحف أخرى، مثل المتحف الوطني للتعابير الثقافية والتقليدية بقصر الحاج أحمد باي، وتعتبر بنايته معلما تاريخيا وعمرانيا متفردا من العهد العثماني.
ويلاحظ أن قسنطينة تتوفر على 6 أنواع مختلفة من مسالك الجولات السياحية، حيث تضم المسالك السياحية الخضراء والبيئية، والمسالك السياحية الدينية التي يقف فيها الجامع الكبير في شارع العربي بن مهيدي ومساجد المدينة القديمة وجامع الأمير عبد القادر كمحطات أساسية للزيارة، والمسالك السياحية الثقافية والأثرية، إلى جانب المسالك السياحية للاستكشاف والمغامرة، والمسالك السياحية للتاريخ والذاكرة، والمسالك السياحية الثقافية الموضوعاتية، حيث تعرض مديرية السياحة عدة مسارات ضمن هذه المسالك من خلال موقعها الإلكتروني، فضلا عن أن العديد منها قابلة للتجسيد دون الحاجة لاستعمال مركبة، في حين أصبحت قسنطينة تستقطب صناع محتوى وسائل التواصل المحليين والأجانب الذين يحصدون مشاهدات ضخمة للمقاطع التي ينشرونها حول المدينة ونمطها العمراني والطبيعي المتميز.
سامي .ح
