من نشر الإيجابية إلى ارتداء الوسائد: تجتاح مواقع التواصل

انتشرت منذ بداية فترة الحجر الصحي المنزلي، الكثير من التحديات على مواقع التواصل الاجتماعي، و قد زاد التفاعل معها كثيرا خصوصا على موقع انستغرام الذي يعتبر المنصة الأولى لظهورها و تداولها.
 وبالرغم من أن هذه التحديات لا تعد فكرة جديدة، فقد بدأت قبل سنوات مع صور السيلفي الغريبة و من ثم تحدي دلو الثلج الشهير، إلا أن رواد المنصات التفاعلية كيفوها هذه المرة لتتماشى مع ظروف الحجر، فبعد تحدي نشر الإيجابية، ظهرت موجات أخرى أخرها تحدي نشر صور الطفولة و كذا تحدي الوسادة الغريب، حيث يعتمد هذا التحدي على  تحويل الوسائد إلى فساتين ترتديها الفتيات و يقمن بشد الخصر بحزام للتأكد بأن مقاساتهن لم تتغير و أن أوزانهن لم تزد بسبب الإدمان على الأكل و الطبخ و كثرة الجلوس في المنزل خلال فترة الحجر، ويهدف حسبهن إلى التحذير من مغبة الانسياق وراء الروتين اليومي و الاستسلام للكسل و الشراهة ما قد يعرض الإنسان و خصوصا النساء لخطر السمنة المضرة بالصحة، وقد عرف هذا التحدي مشاركة كبيرة عبر العالم و تفاعلت معه عدد من النجمات العربيات و العالميات و حتى الجزائريات على غرار الرياضية بطلة الجودو كوثر بن علال.
 تحدي آخر كان انتشر بشكل واسع، وهو تجربة نشر الإيجابية، حيث يقوم على نشر صور تبث السعادة في النفوس و تبعث على الأمل و التفاؤل، و ذلك للتقليل من التأثيرات النفسية للخوف من عدوى فيروس كورونا، خصوصا بعدما تحدثت دراسات عديدة عن دور المعنويات المرتفعة في تعزيز قوة الجهاز المناعي.ولمحاربة الوحدة ونشر روح الدعابة جاء تحدي صور الطفولة، الذي تفاعل معه الكثيرون عبر العالم بمن فيهم المشاهير، حيث يتعلق الأمر بمشاركة الآخرين صورا قديمة تعود لسنوات الطفولة، يظهر فيها الإنسان على طبيعته و بكل براءة، شريطة أن يتحلى بالشجاعة لتقبل الانتقادات و التعليقات الساخرة.  أما تحدي حب الطبيعة، فلا يزال مستمرا إلى اليوم، رغم أنه كان من بين أولى التجارب التواصلية التي رافقت بدايات الحجر المنزلي، وهو تحد يخص نشر صور للأشخاص في محيط طبيعي و بيئي مناسب، و يهدف حسب المشاركين فيه إلى نشر الإيجابية كذلك و التنبه لخطر التأثيرات البيئية التي خلفتها سلوكيات البشر، بما في ذلك انتشار الأوبئة و الامراض.  
 مشاركة واسعة لألعاب تحليل الشخصية على فيسبوك
من جهة ثانية، تعرف ألعاب تحليل الشخصية التي يقترحها موقع فيسبوك، كثيرا من التفاعل، حيث تحولت في الآونة الأخيرة إلى موضة رائجة بين مستخدمي الموقع الشهير، على غرار تلك التي تعنى بالأبراج الصينية و دراسة نسب الحظ  في الحب و المال و كذا الألعاب التي تدرس تفاصيل الوجه من خلال الصور الشخصية لتتنبأ بملامح الشيخوخة أو بملامح أطفالك المستقبليين، إضافة إلى تلك التي تحلل شخصيتك من خلال نوعية منشوراتك لتبين لك أي صفة تتمتع بها وأي نوع من البشر هو أنت و نسبة ذكائك وغيرها.
 و الملاحظ أن الكثيرين باتوا يدمنون هذه الألعاب و يتشاركون نتائجها مع الآخرين لتعزيز التفاعل الاجتماعي و كسر الملل في هذه الفترة، بالرغم من أنها كانت دائما محل جدل، حيث حذر منها خبراء المعلوماتية مرارا مؤكدين بأنها تعتبر نوعا من أنواع التحايل لقرصنة المعلومات الشخصية و غير ذلك من الفرضيات.                                  هـ /ط