"ثاكورث" لعبة شعبية تعود بقوة إلى بئر العاتر
يعرف منذ حوالي شهر المخرج الجنوب الشرقي لمدينة بئر العاتر، بولاية تبسة بعد عصر كل يوم، إقامة مباريات للعبة « ثاكورث « الشعبية، أو ما يعرف محليا ب»كرة العصري» و هي الرياضة التي تشبه رياضة الهوكي الشهيرة عالميا أو ربما استمدت منها .
"ثاكورث" تمارس في مساحة شاسعة جدا ،و يضم كل فريق أزيد من 80 لاعبا من مختلف الأعمار و الأطياف، يتوزعون بالملعب، حسب القدرات الجسمانية و الخفة في الحركة و المراوغة، ليصنعوا بذلك صورا جميلة.
الكثيرون كانوا يظنون لوقت قريب، أن اللعبة اندثرت و بات شبه المستحيل إعادة بعثها من جديد، لكن الحنين للماضي الجميل ، و الوعي بإبراز التراث و إحيائه مكن من صنع هذه الصور الرائعة.
و بالرغم من الحضور الجماهيري الكبير الذي تحظى به مباريات " ثاكورث" إلا أن السلطات تبقى متفرجة و لم تدخل بعد على الخط، لتخصيص مكان رحب و نظيف تمارس فيه هذه الرياضة ، و الخروج بها من مكان تغزوه و تشوه منظره العام بقايا المعلبات و الأكياس البلاستيكية والقمامة، رغم قربه من الحدود التونسية.
لمعرفة المزيد عن هذه اللعبة الشعبية، اقتربنا من أحد الشيوخ و سألناه عنها فأجابنا بأن « ثاكورث» لعبة قديمة كانت معروفة بين سكان ولايات باتنة و خنشلة و تبسة ،تمارس في رأس السنة و احتفاء بقدوم الربيع ، ومن بين المبادئ الأساسية لهذه اللعبة و قواعدها، وجود فريقين متقابلين ، كل واحد منهما يتكون من 5 إلى 10 لاعبين ، يتموقع كل فريق في النصف الخاص به من الملعب، و في كل نصف يوجد مرمى بين حجرين (أينين) يتولى حراسته أحد اللاعبين يسمى (أماضيف) ، تكون المسافة بين هذين الحجرين 4 أو5 أمتار ، حيث يتموقع كل فريق في النصف الخاص به في الملعب ، و يقف الحكم (أنفراي) بينهما ثم يرمي الكرة (الدوخ) في السماء، معلنا عن بداية المباراة ، يحمل اللاعبون العصي (ثاغريث) المصنوعة من جريد النخل في أيديهم، و يحاول كل واحد منهم، الحصول على الكرة وتمريرها لزميله في الفريق، و يبقون في أخذ ورد إلى أن يتمكن أحد الفريقين من الوصول بالكرة إلى مرمى الخصم. إذا سجل الهدف و دخلت الكرة بين الحجرين، يهتف الحكم بالكلمات التالية: «شوي ، شوي» و معناها هدف، هدف، وهكذا دواليك، إلى أن تنتهي المباراة ، مضيفا: « في القديم كان الأوراسيون يمارسون هذه اللعبة وهم على أظهر أحصنة (إمناين) وكانت النساء أيضا يمارسن هذه اللعبة، و الغاية من ذلك كله هي إدخال الفرحة إلى قلوبهم (ثومرث) .
ع.نصيب