الاثنين 17 جوان 2024 الموافق لـ 10 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

يتم تداولها بقوة بين الناس و على منصات التواصل الاجتماعي


صور قالمة القديمة ..   حنين إلى الماضي  و  رسائل مشفرة  للقائمين على العمران  
عادت صور قالمة القديمة بقوة إلى التداول بين الناس و على مواقع التواصل الاجتماعي، و تجلب إليها مزيدا من الاهتمام، بعد اختفاء دام عقودا من الزمن كادت أن تنسي السكان تاريخ منطقتهم و ما تركته الحضارات المتعاقبة على المنطقة منذ فجر التاريخ.  
تعد مشاهد قالمة خلال فترة الاحتلال الأكثر حضورا و تداولا بين الناس، و أصبح بإمكان أجيال ما بعد الاستقلال، أن تطلع على تاريخ مدينة قالمة العريقة و مدنا أخرى قريبة منها، عبر أرشيف ضخم من الصور بدأت تتسرب و تخرج للعلن عن طريق مؤرخين و باحثين و نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي الذين يغذون صفحات قالمة بمزيد من الصور الجميلة التي تبرز نهضة عمرانية مميزة صاحبت دخول الاستعمار الى المدينة قبل 180 سنة تقريبا.  
و بالرغم من أهمية بقايا الحضارات الرومانية و البيزنطية و العثمانية التي مرت على منطقة قالمة، فإن تداول مشاهدها المتبقية كالمسرح الروماني و الصور البيزنطي الكبير و مدينة تبيليس الرومانية الشهيرة ، لم يرق بعد إلى المستوى الذي بلغته صور المعالم العمرانية الخاصة بالمرحلة الاستعمارية على منصات التواصل الاجتماعي، و أصبحت الشواهد العمرانية الجميلة تثير فضول السكان و تدفع بهم إلى معرفة المزيد عن تاريخ المدينة و القيام بجولة افتراضية عبر شوارعها و ساحاتها و حدائقها التي كانت تضاهي في جمالها و هندستها شوارع و ساحات و حدائق أوروبية شهيرة.  
و تعد صور ساحة سانت أوغيستان وسط المدينة، و التي أصبحت تسمى ساحة الشهداء بعد الاستقلال، الأكثر تداولا بين الناس على شبكات التواصل، و هي تمثل القلب النابض لقالمة القديمة إلى غاية اليوم، و تضم معالم هندسية جميلة تضاهي العمراني الأوربي، من بينها مبان سكنية و كنيس تحول إلى مساجد و واجهات تجارية خلف الأقواس و شوارع ذات هندسة متناسقة.  
و ينظر الناس إلى الساحة الشهيرة كمعلم تاريخي يروي قصة قالمة القديمة و الإبداع الهندسي الذي ظل محافظا على جماله، خاصة البناء الجميل الذي يطلق عليه سكان المدينة “عمارة شوشنة الكبيرة” التي بنيت بعد سنة 1840 ،حسب المهتمين بتاريخ المدينة ، الذين يعملون على ربط الأجيال بماضيها و يحثون الناس على معرفة الشواهد العمرانية و الأثرية و تشكيل صورة واقعية لما كانت عليه قالمة، عندما دخلها الرومان و البيزنطيون و الأتراك و الفرنسيون و غيرهم من الأمم الأخرى، التي تركت شواهد حية لا تزال تتحدى الطبيعة و الزمن منذ آلاف السنين.  
و تظهر الصور المتادولة على نطاق واسع أبواب قالمة القديمة منها باب السوق و باب سكيكدة و باب عنابة و سوق المواشي الذي أصبح اليوم حيا سكنيا كبيرا هو حي قهدور الطاهر ، و ساحة المجلس الشعبي الولائي و شارع الولاية و شارع عنونة و شارع سويداني بوجمعة و الحي القديم الذي تم هدمه لإنجاز شارع التطوع في منتصف الثمانينات و محطة القطار و المعهد الفلاحي و مبنى الخزينة العمومية و غيرها من المعالم العمرانية التي بقي البعض منها صامدا إلى غاية اليوم و البعض اختفى تماما، مثل أبواب المدينة الثلاثة و معالم الساحات و الحدائق و الشوارع الكبرى.  
و يرى مروجو صور قالمة القديمة، بأن ما يقومون به هو محاولة لربط الأجيال بماضيها و حث الناس على حماية الآثار و الشواهد التاريخية، بينما يرى الناس بأن هذه الشواهد العمرانية الجميلة، بمثابة رسالة قوية للمهندسين و المشرفين على شؤون المدينة منذ الاستقلال إلى اليوم، حيث يرى الكثير من سكان مدينة قالمة القدامى، بأن هؤلاء المهندسين عجزوا عن بناء تحف معمارية تضاهي تلك التحف التاريخية الجميلة و الشوارع المنظمة و الحدائق و الفضاءات عامة.  
و عندما يقارن سكان قالمة ما كانت عليه مدينتهم قبل 180 سنة، و ما صارت عليه اليوم من فوضى و عمران مشوه و تقلص رهيب للحدائق و البساتين و الحقول الزراعية، يتساءلون بحسرة لماذا لم يتمكن المتعاقبون على شؤون المدينة من المحافظة على الطراز الهندسي الجميل و يصدون فوضى العمران التي طالت المدينة و حاصرت معالمها التاريخية النادرة؟!.
فريد.غ                                            

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com