الإدارة تحذر من الخسائر وتتهم أطرافا بإثارة الفتنة
وجهت المديرية العامة لشركة مناجم حديد الشرق و وحدتي منجمي الونزة و بوخضرة بولاية تبسة، بيانا موجها للعمال، تحوز “ النصر” على نسخة منه، أشارت فيه إلى أنها وجدت نفسها مجبرة على التواصل معهم مباشرة عن طريق هذا البيان، رغم وجود قنوات أخرى للحوار، و   تأسفت لكون هذه القنوات لم تستطع لحد الآن إبلاغ جميع العمال بسيرورة جلسات الحوار الطويلة، التي جرت مع الشريك الاجتماعي لمدة تجاوزت الشهر ، و ذلك لإيجاد مخرج للأزمة التي آلت إليها الأوضاع الداخلية للمؤسسة، بما في ذلك توقف آلة الإنتاج.
المديرية العامة و في بيانها، ذكرت أن توقف  شحن خام الحديد إلى مركب سيدار الحجار بولاية عنابة، قد تأثر  كثيرا بالتوقف عن العمل والذي  يمس بمستقبل العمال و مؤسستهم الإنتاجية، حيث أشار البيان، إلى أن الضرر قد بلغ ذروته طيلة هذه المدة.
و أضاف البيان، بأن المديرية العامة و سعيا منها لكشف و إزالة الضبابية على الرسائل المبهمة التي تصل إلى العمال من طرف بعض العناصر، التي وصفتهم بالعناصر التي تصطاد في المياه العكرة، و همها الوحيد زرع البلبلة و الفتنة في أوساط العمال و مغالطتهم بمعلومات غير صحيحة.
البيان أكد على أن المديرية العامة و كذا وحدتي منجم الونزة و بوخضرة، ملتزمون بالحوار و كل الأبواب كانت و ستبقى مفتوحة دائما للعمال و ممثليهم و كذا الإطارات، مشددا على أن الحوار لم و لن يغلق أبدا باعتباره الأسلوب الأمثل و الوحيد لفض و حل كل النزاعات و تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف.
و تطرق البيان إلى جولات الحوار التي باشرتها المديرية العامة مع ممثلي العمال و نقابة المؤسسة منذ مدة، و التي تكللت بنتائج وصفت بالإيجابية جدا و لا يمكن لأي جاحد أن ينكرها، و دعا البيان كل من تهمه مصلحة المؤسسة و العمال، لأن ينصاع إلى صوت الضمير و العقل و أن يساهم في إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي و تبقى المديرية العامة متفتحة على كل الاقتراحات، منها قبول بدفع منحة الأرباح للعمال، شريطة أن يلتزم الشريك الاجتماعي بتعهداته.
و ذكّر البيان، أن منحة المردودية في الاتفاقية المتعلقة بالقطاع المنجمي ككل و كذا مجمع منال إطلاقا، غير أن المديرية العامة مستعدة لمراجعة هذه المنحة حسب الوضعية المالية للمؤسسة و أكدت على أن منحة الأرباح تسدد في آخر السنة، بعد اجتماع الجمعية العامة لملاك المؤسسة، حيث يتم حينها تحديد المبلغ الواجب دفعه لكل عامل ينتمي للمؤسسة.
و جدد البيان في الأخير، نداء المديرية العامة لمناجم حديد الشرق بالونزة لجميع العمال، لتجنب كل مظاهر الفتنة و الانسداد و التحلي بالتعقل و استئناف العمل و النشاط للحفاظ على مصدر رزقهم و التزام المديرية بإلغاء كل الإجراءات التي اتخذت في حق العمل و ذلك سعيا منها للخروج من هذه الأزمة و تجنب كل ما لا يحمد عقباه.
أحد النقابيين النشاطين بالمنجم و في رده على بيان المديرية العامة، أكد لـ “ النصر”، على أنه بعيدا عن الفحوى القانوني كإجراء واجب إتباعه، من شأنه معالجة طلب العمال ببيان الإدارة العامة لشركة مناجم حديد الشرق،  فإن الأخطر في هذا البيان، كما يقول يكمن في توجيه اتهامات خطيرة لبعض العناصر التي تجيد الاصطياد في المياه العكرة و همها الوحيد زرع البلبلة و الفتنة في أوساط العمال و مغالطتهم بمعلومات كلامية فقط، على حد تعبير و وصف الإدارة العامة ببيانها، حيث  كان من المفروض على الإدارة العامة أن تتحمل المسؤولية تجاه توجيه الاتهام و تفعيل آليات القانون و تحديد من وصفتهم بالعناصر و إتباع الإجراءات المعمول بها إداريا وفق بنود النظام الداخلي للشركة، أما أن يبقى الاتهام بهذه الطريقة المبهمة، فيعتبر مجرد كلام غير مسؤول و لن يزيد الوضع المتأزم إلا تأزمان برأي المسؤول النقابي . مضيفا بأنه كان من الأجدر على الإدارة العامة ببيانها، الذي انتظره العمال طويلا   توضيح الأمور بطريقة رسمية  عن طريق التواصل مع الشريك الاجتماعي ، وتبيان أسباب تأخر إيجاد حل للمشكل الذي أطال عمر الإضراب و كذا السبل الصحيحة لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، و طرح اقتراحات كتشكيل لجنة عقلاء للتدخل و فض النزاع و تمكين العمال من حقوقهم و تفادي خسائر الشركة.
     ع.نصيب