عاد الجدل إلى فرنسا حول الإسلاموفوبيا و معاداة الآخر حتى قبل الاعتداء على مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الساخرة و ذلك بمناسبة صدور رواية "خضوع " أو "استسلام" لكاتبها المثير للجدل ميشال ويلباك التي يطرح فيها فرضية صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم في فرنسا بحلول عام 2022 و هي الرواية التي تسرب مضمونها إلى بعض المواقع حتى قبل صدورها الرسمي في طبعة من 150 ألف نسخة .
صدور الرواية يأتي في أعقاب تصريحات إيريك زمور لجريدة إيطالية تحامل فيها على المهاجرين المسلمين من أبناء الضواحي و في سياق يتنامى فيها الفكر اليميني المتطرف في فرنسا و سائر أوروبا ، و هو ما يجعل " خضوع " رواية منتظرة كثيرا في الدخول الأدبي للسنة الجديدة بباريس ، مما حذا بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى استباق الحدث و ألمح إليها في معرض اعترافه قبل يومين بوجود أزمة هوية خطيرة في بلاده ، معتبرا الرواية بمثابة مناوءة للآخر .
للإشارة فإن ويلباك الحائز على جائزة الغونكور أرقى الجوائز الأدبية في فرنسا معروف بمعاداته للإسلام الذي وصفه بأحمق و أغبى دين قبل أن يعود و يعترف بعد قراءته للقرآن الكريم بأن هذا الكتاب المقدس من أفضل ما قرأ في حياته ، و لو أنه أصر و وقع في آخر تصريحاته على أن كرهه للإسلام ليس نوعا من العنصرية .