10 سنــوات سـجنـــا لشــاب حـاول حرق أفـراد عائلتـــه
أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة، مساء الخميس، المسمى (ب.م) ب 10 سنوات سجنا على خلفية متابعته بجناية محاولة قتل أحد الأصول الأم، و جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وجناية وضع النار عمدا في مسكن لم يكن مملوكا له، بينما التمس النائب العام تسليط عقوبة الإعدام، معتبرا أن التهمة ثابتة في حق المتهم بدليل ما جاء في تصريحات الشهود الذين حضروا الواقعة.
 حيثيات القضية التي كانت منطقة ببلدية عين قشرة بالجهة الغربية للولاية مسرحا لها، تعود إلى 26 فيفري 2017، عندما تقلت مصالح الدرك الوطني حوالي الواحدة زولا مكالمة هاتفية من عند المسمى (ب.س) الساكن بقرية بودوخة، مفادها أن ابنه المسمى (م) قام بمحاولة حرق أفراد عائلته و هم زوجته و ابنته (ب) و ابنة شقيقه (و) عن طريق رشهم بالبنزين. و عليه تنقلت فرقة الدرك إلى عين المكان، أين جدوا المشتكى منه يحاول مغادرة المكان على متن سيارته السياحية، بعدما خلق جوا من الرعب و الفزع داخل الحي، و لما تم إنزال المتهم من مركبته أكد لهم على أن سبب اعتدائه على عائلته يعود إلى تناوله جرعات زائدة من الحبوب المهلوسة، و صدور حكم ضده على إثر خلافاته مع والده، و قضائه عقوبة عام حبسا نافذا، و 60 مليون سنتيم تعويض للأخير جراء قيامه بتخريب أثاث منزلهم، و لما توجه المتهم نحو سيارته بغرض جلب الكبريت، قام على الفور بأخذ دلو من مركبته مملوء بالبنزين و شرع في رش رأسه به، مهددا إياهم بأنه سيقوم بحرق نفسه، و لحسن الحظ تدخلت عناصر الدرك في تلك اللحظة، و قاموا بمسك أيدي المتهم و تفتيشه و نزع منه كل ما يشكل خطرا عليه و على المحيطين به.
 أثناء المحاكمة، صرحت والدة المتهم بأن ابنها حضر في تاريخ الوقائع إلى المنزل العائلي و كان يصرخ عليهم بفتح الباب، ولما رفض أفراد العائلة قام بكسر نافذة الباب و دخل إلى المنزل حاملا معه سكينا من الحجم الكبير، و دلو من البنزين سعة 5 لترات، و قام مباشرة بسكب البنزين عليهم مهددا إياهم بالقتل و بذبح والده، و رغم تدخل شقيق الأخير المدعو (س) رفقة بعض الجيران، إلا أن المتهم قام بإشعال الولاعة، مما أدى إلى إصابة ابنة عمه المسماة (و) بحروق على مستوى وجهها، و شعرها و يدها اليمنى، ليتدخل بعدها الجيران لإطفاء النار المشتعلة بجسد الضحية، بينما صرح والد المتهم بأنه لا يعلم سبب إقدام ابنه على فعلته لكونه لا يعاني من أية اضطرابات نفسية، مؤكدا على أنه بتاريخ الوقائع حاول ابنه أن يحرق المنزل، و كاد أن يحرق زوجته و بناته لولا تدخل شقيقه (ا).
من جهتها صرحت ابنة عم المتهم (و) بأنها أصيبت بحروق من الدرجة الأولى في أنحاء مختلفة من جسمها.  أما المتهم، فقد أنكر التهم المنسوبة إليه، مصرحا بأنه و بعد اتفاقه مع والده على تسوية الخلافات التي كانت بينهما جراء تكسيره لأثاث و أغراض البيت و شرائه لأغراض جديدة، تفاجأ بمكالمة هاتفية من شقيقه (ف) يخبره بأن والده قد كلف محامي في القضية المرفوعة ضده عندها فقد أعصابه، و توجه إلى محطة البنزين ليشتري دلوا مملوء بالبنزين، و توجه إلى المنزل و طلب من والدته أن تخرج المصحف و تقسم بأن والده سيسامحه و إلا سيحرق نفسه، و لما رفضت بحجة تواجد شقيقتيه معها، شرع في سكب البنزين على جسمه و أشعل ولاعة و طلب منهم الابتعاد عنه لكن ابنة عمه (و) اقتربت منه فاشتعلت النيران في جسدها، مؤكدا على أنه يعاني من مرض الأعصاب، و يتناول المهدئات بوصفات طبية. أما الشاهد (ب.إ) و هو عم المتهم، فقد صرح بأنه شاهد الأخير يقوم برش والدته و إخوته بالبنزين و سمع المتهم يقول «نذبحكم، نحرقكم». دفاع المتهم أكد في مرافعاته على أن موكله يعاني من مرض عصبي و طالب بإفادته بظروف التخفيف.               
كمال واسطة