* الإناث يتفوّقن بكثير على الذكور و شعبة الرياضيات في المقدمة

أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط يوم أمس الأربعاء، أن نسبة النجاح في امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2018 بلغت 55,88 بالمائة، وهي النسبة التي رحبت بها تنظيمات  نقابية وجمعيات أولياء التلاميذ في اتصال للنصر بها، سيما وقد جاءت النتيجة المحققة مطابقة لأغلب التوقعات المتفائلة التي بُنيت على أساس مواضيع الاختبارات وكذا الأصداء الواردة من مختلف المراكز خلال فترة التصحيح.
و أوضحت بن غبريط أن «نسبة النجاح في امتحان شهادة البكالوريا دورة 2018، بلغت 55,88 بالمائة، حيث سجلت شعبة الرياضيات أعلى نسبة بـ 78,61 بالمائة، مما يؤكد احتلال هذه الشعبة الصدارة على مدى فترة طويلة، وتليها شعبة العلوم التجريبية بنسبة 59.40 بالمائة، وكذا اللغات الأجنبية (56.06 بالمائة) ، والآداب والفلسفة (48.63 بالمائة) ، وأخيرا شعبة التسيير والاقتصاد بنسبة 47.18 بالمائة .
وفي ذات السياق أبرزت الوزيرة أن معدل نجاح الإناث يفوق بكثير معدل الذكور حيث تم تسجيل نسبة 65.29 بالمائة،  مقابل 34.71  بالمائة التي تمثل نسبة نجاح الذكور.
كما أشارت لدى استضافتها في «حصة خاصة» للقناة الإذاعية الثالثة أن نسبة النجاح شهدت انخفاضا بنسبة طفيفة قدرت بـ 0.20 بالمائة مقارنة بامتحانات البكالوريا لعام 2017 (56,07 بالمائة).
و بالمقابل رفضت وزيرة التربية وصف ذلك بالتراجع موضحة أنه « على المدى الطويل نحن بصدد التقدم، فقبل 20 سنة كانت نسبة النجاح في حدود 20 إلى 30 بالمائة، وخلال السنوات العشر الأخيرة كانت النسبة بين 40 و 60 بالمائة».
وبالاستناد إلى هذه الغاية فإن نسبة النجاح للسنوات 2015 (51.36 بالمائة) ، 2016 (49,79 بالمائة) و 2014 (45,01 بالمائة)، تقول بن غبريط أن هذه النسبة تعرف تطورا بصفة بطيئة وخلال فترة طويلة، لكنها ستتقدم للأمام.
وأشارت وزيرة التربية بالمناسبة إلى أنه بإمكان كل مترشح الاطلاع على نتائج البكالوريا عن طريق النظام المعلوماتي لوزارة التربية الوطنية وذلك على موقع الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات  http://bac.onec.dz ، وبواسطة الرسائل القصيرة عن طريق الهاتف النقال بالاتصال بالرقم (*567# )، وكذلك عن طريق الاتصال على مستوى المؤسسات التربوية وذلك ابتداء من اليوم الخميس 19 جويلية» .
ورغم تراجع نسبة النجاح في هذا الامتحان بحوالي 0,20 بالمائة، مقارنة مع نسبة النجاح المسجلة السنة الماضية ( 2017) إلا أن عددا من تنظيمات الشركاء الاجتماعيين ونقابات التربية قد أعربت عن ارتياحها لهذه النتيجة وطالبت بالعمل على بذل المزيد من الجهود وتقويم الإصلاحات من أجل تحقيق نسب نجاح أعلى في المستقبل.
وفي هذا الصدد أكد خالد أحمد رئيس الجمعية الوطنية لاولياء التلاميذ أن النتيجة المحقة في البكالوريا هذه السنة جاءت مطابقة لتوقعاته، وقال ‘’ نحن مرتاحون لهذه النتيجة رغم أنه كان بالإمكان تحقيق الأفضل لولا الظروف الصعبة التي مر بها قطاع التربية خلال الموسم الدراسي بسبب الإضرابات التي شهدها، إلى جانب ما شهده الدخول المدرسي من تذدبذب بسبب الخلل في توزيع الكتب المدرسية فضلا عن الالتحاق المتأخر للأساتذة الجدد بمناصب عملهم’’.
كما رحّبت رئيسة الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ جميلة خياري بالنسبة المحققة وقالت أنها ‘’ مشرّفة’’، رغم تراجعها بنسبة ضئيلة مقارنة مع النسبة المحققة السنة الماضية.
من جهته وصف المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ‘’سنابيست ‘’ مزيان مريان، أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا هذه السنة ‘’مقبولة’’ و ‘’ متوقعة ‘’، نظرا لطبيعة المواضيع التي جاءت – كما قال، في مستوى التلميذ المتوسط، لكنه دعا في المقابل إلى تشكيل لجنة علمية وطنية لتقييم هذه النتائج والبحث بالتالي عن أسباب رسوب حوالي 44 من المائة من الممتحنين، والبحث عن الحلول مستقبلا لرفع مستوى التلاميذ بما ينعكس بالإيجاب على نسبة النجاح، وقال ‘’ لماذا لا نصل إلى تحقيق نسب نجاح بـ 80 أو 90 بالمائة على غرار ما يتم تسجيله في بعض البلدان’’.
أما نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ‘’ إنباف ‘’ فدعت إلى إعادة النظر في المناهج الحالية وفي نظام البكالوريا من أجل تحقيق نسب أعلى في امتحان البكالوريا في السنوات المقبلة وقال عضو المكتب الوطني، المكلف بالأعلام في النقابة عبد الوهاب العمري زقار،  متحدثا للنصر ‘’ نعتبر استقرار نسبة النجاح في البكالوريا في حوالي 56 بالمائة وعدم ارتفاعها إلى مستويات أعلى، جاءت نتيجة للمناهج المعقدة والدروس الكثيفة، داعيا إلى إعادة النظر في إصلاحات المنظومة التربوية برمتها.
كما تساءلت النقابة الوطنية لعمال التربية ‘’ سانتيو ‘’ عن سبب استقرار نسبة النجاح في البكالوريا في حدود الـ 56 بالمائة.
ورغم تأكيده بأن النسبة المحققة في دورة 2018 ‘’ مقبولة’’، فقد تساءل مسؤول التنظيم في النقابة الوطنية لعمال التربية قويدر يحياوي، عن سبب بلوغ نسبة النجاح في هذا الامتحان 70 بالمائة التي تم وضعها كهدف ‘’ يتعين ‘’ بلوغه بعد 10 سنوات من بدء تنفيذ إصلاحات المنظومة التربوية افي 2003.
وقال يحياوي ‘’ لقد حان الوقت لتقييم إصلاحات المنظومة التربوية بعد 15 سنة من الشروع في تنفيذها من أجل إعادة النظر وإصلاح مكامن الخلل’’.
من جهته وصف رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية الوزارة ‘’السناباب’’ بلعموري لغليظ ، نسبة النجاح في بكالوريا 2018 بالإيجابية ‘’ بالنظر للظروف التي عاشتها المنظومة التربوية التي تميزت بإضراب دام في بعض الولايات أكثر من شهرين’’.
تجدر الإشارة إلى أن عدد التلاميذ الذين اجتازوا البكالوريا في الفترة الممتدة ما بين 20 و 25 جوان الماضي بلغ 709 آلاف و 448 مترشح من بينهم 40  بالمائة أحرار و 400 مترشح من ذوي الاحتياجات الخاصة.      ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى