شدّدت مجلة «الجيش»، أن المؤسسة العسكرية تبقى مؤسسة جمهورية تضطلع بمهامها الدستورية، وهي الدفاع عن حرمة الوطن وأمنه واستقراره، وقالت بأن الجيش حريص كل الحرص على النأي بنفسه عن كافة الحسابات والحساسيات السياسية، وأضافت أن المرحلة الراهنة تقتضي تضافرا لجهود الجميع لتوفير الجو المحفز للجيش ليمارس مهامه ضمن الإطار الطبيعي والملائم الذي حدده الدستور، واعتبرت أن الابتعاد عن إقحام الجيش في المسائل التي لا تعنيه يعتبر واجبا وطنيا تستلزمه المصلحة العليا للجزائر.
وذكرت المجلة في افتتاحيتها لعدد شهر أوت الجاري، بالتصريحات الصادرة عن الفريق قايد صالح، بمناسبة ترؤسه مراسم حفل تكريم أشبال الأمة المتوفقين، والتي رد من خلالها على الأطراف التي تحاول الزج بالمؤسسة العسكرية في المعترك السياسي.
وكان الفريق قايد صالح، قد انتقد محاولات إقحام المؤسسة العسكرية في السجال السياسي، واصفا تلك المحاولات بـ" السنن غير الحميدة"، وقال "من الغريب وغير المعقول، بل وحتى غير المقبول، أنه مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، وعوض أن يتم الاهتمام بالعمل على كسب ثقة الشعب الجزائري من خلال الاهتمام بانشغالاته الملحة، ترى بعض الأشخاص، وبعض الأطراف يتعمدون، بالابتعاد عن صلب الحنكة السياسية"، مضيفا بأن السياسة هي "القدرة على التكيّف مع مقتضيات الواقع، والقدرة تعني حسن التعامل مع مقتضيات المصلحة الوطنية ومتطلبات تحقيقها".
وشدد الفريق قايد صالح، بأن ذلك يستوجب "مستوى راقي من الأداء السياسي في جميع الأحوال والظروف"، وحسم الفريق قايد صالح، موقف الجيش من تلك التجاذبات ومحاولة إقحامه في المعترك السياسي، قائلا " إن الجيش يعرف حدوده، بل نطاق مهامه الدستورية والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال إقحامه في المتاهات الحزبية والسياسية"، منتقدا الأطراف التي تنصب نفسها وصيا على الجيش بل وناطقا رسميا باسمه، قبل أن يرد بأن الجيش الشعبي الوطني هو جيش الشعب بكل ما تعنيه العبارة من معاني.
وأكدت المجلة، أن ما تقتضيه المرحلة الراهنة يتطلب تضافرا لجهود الجميع لتوفير الجو المحفز للجيش ليمارس مهامه ضمن الإطار الطبيعي والملائم الذي حدده الدستور، وأضافت بأن المسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتق الجيش، تقتضي وعي الجميع بأن الابتعاد عن إقحامه في المسائل التي لا تعنيه يعتبر واجبا وطنيا تستلزمه المصلحة العليا للجزائر.
وقالت المجلة، إن أبناء الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، ملتزمين برسالة نوفمبر مستمدين قيمهم من روح بيان نوفمبر وصلب رسالته الضامنة للوحدة الوطنية والمحافظة على سيادة الجزائر واستقلالها، وأضافت بأن الجيش يشهد في السنوات الأخيرة تطورا نوعيا في مسار التحديث والعصرنة، استكمالا لمقتضيات الاحترافية وتعزيز قدراته، بدعم وتوجيه من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني. مرتكزا في ذلك على المستوى الرفيع الذي بلغه أفراده من نضج وتمرس مهني.
واعتبرت المجلة، أن النتائج الايجابية المحققة على أكثر من صعيد، ما هي سوى ثمرة "لتقديس أفراد الجيش الوطني الشعبي لمهامهم الدستورية وإيمانهم العميق والجازم بالقيم الوطنية وإدراكهم لحجم الرهانات الواجب كسبها".
وختمت المجلة بالقول، إن الجيش يبقى مفخرة الشعب نظرا لمسيرته البطولية المتأصلة جذورها في عمق الثورة المباركة و واجبه المقدس، جيش جمهوري يتشرف بأداء مهامه الدستورية بكل إخلاص وتفان، وهو ماض في طريقه نحو التطور والعصرنة، سنده في ذلك حاضنته الشعبية وتمسكه المطلق بقوانين الجمهورية.
 تحييد 26 إرهابيا شهر جويلية الماضي
كما استعرضت المجلة حصيلة الوحدات في الميدان في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وجاء في الحصيلة التي أوردتها المجلة، أن عمليات مكافحة الإرهاب، مكنت مفارز الجيش الوطني الشعبي من القضاء على 4 إرهابيين و أوقفت اثنين آخرين، وسلم 20 إرهابيا أنفسهم، وتم توقيف 20 عنصر دعم للجماعات الإرهابية.
و حسب الإحصائيات، دمرت مفارز الجيش 5 مخابئ للإرهابيين و 6 قنابل تقليدية الصنع و استرجاع رشاش ديكتاريوف، 22 كلاشنكوف، 39 بندقية من مختلف الأصناف و استرجاع 1260 طلقة من مختلف العيارات و 42 مخزن ذخيرة و شريطي ذخيرة. إضافة إلى تدمير 1381 كلغ من المواد المتفجرة ولغمين.
و في مجال محاربة التهريب و الجريمة المنظمة، أوقفت مفارز الجيش 22 تاجر مخدرات، وضبطت 17.3 قنطارا من الكيف المعالج و 9371 قرصا مهلوسا، وأوقفت 207 مهربين و 12 منقب عن الذهب، و أحبطت محاولة تهريب 120898 لترا من الوقود بالإضافة إلى إحباط محاولة تهريب 217.85 طنا من المواد الغذائية، و ضبطت 46 جهاز كشف عن المعادن و 151 مولدا كهربائيا و 113 مطرقة ضاغطة.
وضبطت مفارز الجيش أيضا 130.3 قنطارا من التبغ و 38 عربة من مختلف الأصناف، و 70966 وحدة من مختلف المشروبات و 145676 علبة من السجائر. أما في محاربة الهجرة غير الشرعية، فأوقفت مفارز الجيش الوطني الشعبي، 211 مهاجرا غير شرعي و أنقذت حياة 400 شخص من الغرق في عرض البحر، وأوقفت 4 غطاسين بدون رخصة.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى