عيسى: رفضت توقيع اتفاقية لمحاربة التطرف مع منظمة دولية
كشف أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن رفضه التوقيع على اتفاقية لمحاربة التطرف في الجزائر مع منظمة دولية معروفة، وقال الوزير بأنه استقبل أول أمس الجمعة وفدا عن هذه المنظمة التي رفض ذكرها بمقر الوزارة وعرضت عليه توقيع اتفاقية لمحاربة التطرف في الجزائر لكنه رفض.
وبرر الوزير في تصريح صحفي بدار الإمام بالجزائر العاصمة على هامش افتتاح الموسم الثقافي الجديد للمركز الثقافي الإسلامي أسباب رفضه توقيع هذه الاتفاقية مع هذه المنظمة، بدواعي أن الجزائر لم تعد في مرحلة محاربة التطرف أو الاستعانة بالآخرين في محاربته، وقال بأن التطرف لم يعد موجودا في الجزائر، كما أنها قضت على الإرهاب والتطرف والراديكالية، وهي الآن تسير في مرحلة الوقاية منها.
وأكد عيسى أن كل ما يقع من أعمال عنف حاليا يفسرها الخبراء بأبعاد أخرى غير الأبعاد الدينية والفكرية، مضيفا بأن الجزائر أصبحت مدرسة في هذا الفضاء وأصبحت تصدر مشروعا جديدا، وهو مشروع الوقاية من التطرف، وذلك بحماية أبنائها وشبابها ومجتمعها من أن تأتي إليه أفكار تؤدي به إلى التطرف من جديد، أو تأتي إليه إيديولوجيات تتسبب في تشويش أفكاره الدينية، وجعلها عوض أن تجمع الجزائريين تفرقهم، وعوض أن تدفع إلى العمل تدفع إلى التخلف والتقهقر.
وأضاف عيسى أن وزارة الشؤون الدينية تسير في نسق عمل الحكومة الجزائرية التي وصلت إلى تصدير تجربة جزائرية وليس إلى استيراد تجارب لم تنجح، مضيفا أن الجزائر تسجل لنفسها بأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي لا يصل عدد مواطنيها الذين اندمجوا في الجماعات الإرهابية إلا إلى بضع عشرات فقط، وهؤلاء كلهم تم تجنيدهم خارج حدود الوطن في دول المهجر، وأضاف الوزير بأن الدول التي تقترح عليهم التعاون اليوم هي دول بين صفوف التنظيمات الإرهابية من أبنائها الآلاف والمئات.
وفي سياق متصل أوضح  الوزير بأن التأهب الوطني وبرامج الوقاية من التطرف وتجربة الإرهاب المريرة التي عاشها الجزائريون وتجربة ميثاق السلم والمصالحة الوطنية حصنت الجزائريين، مضيفا بأن التشويش الذي يقع حاليا على الجزائر يخشى أن يؤثر في الشباب الذين لم يعرفوا مرحلة التسعينات، وتؤثر في الشباب الذين لم يشربوا من المرجعية الوطنية التي كانت مشوشة في زمن التسعينات، قائلا بأنه دعا إلى التأهب لأن كل الدراسات الإستراتيجية تدل على أن الجهات التي وردت الفكر المتطرف التكفيري الذي مزق الجزائريين، والذي لم يكن يرد من دول مسلمة كما يتصور كثير من الناس، وتلك الجهة لا تزال اليوم تصدر أفكارا تقسم الجزائريين، وتريد أن تحدث في الجزائر أفكارا مضادة، مشيرا إلى أن الكثير من الطوائف التي طواها التاريخ أعيد إحياؤها، ويراد أن يكون لها موطأ قدم في الجزائر، وقال إن عدم ذكر هذه الأطراف ليس خوفا منها بقدر ما هو تحصين للشباب من أن يتأثر بها فتؤثر من جديد في سلامة وأمن الجزائر.  
وفي السياق ذاته أكد محمد عيسى بأن الجزائر فككت مفاصل كل فيالق الاختراق التي دخلت إلى الجزائر، وذلك بالزخم الروحي الذي تملكه، وبالمرجعية الوطنية التي تفتخر بها وبقوانين الجمهورية التي تمنع خطاب الكراهية والتفريق والتشويش على النظام العام.
من جانب آخر، وفي تعليقه على دعوة زعيم الأرسيدي محسن بلعباس إلى المساواة بين الذكور والإناث في الميراث، أوضح محمد عيسى بأن الأصوات السياسية، القانونية، والفكرية حرة، والجزائر متعددة في أفكارها ومشاربها وإيديولوجياتها، مضيفا بأن قانون الأسرة لم يفتح للنقاش بعد، بحيث لم تفتحه لا المجالس المنتخبة ولا الإرادة السياسية في الجزائر، ولذلك لا أحد حسبه بحاجة للدخول في السجال ولا في النقاش، قائلا بأنه يدخر ذلك في حالة إذا ما فتح النقاش مؤسساتيا باسم الدولة الجزائرية.
من جانب آخر أوضح الوزير  بأن دفتر الشروط الجديد الخاص بالحج والعمرة يتوقع صدروه خلال الأسبوع الجاري، وقال بأن هذا الدفتر يتضمن احتياطات أخرى لفائدة المعتمرين.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى