دعوات لمواجهة العنف في الوسط المدرسي
تشهد ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، ارتفاعا ملحوظا، حسبما تشير إليه نقابات التربية وجمعية أولياء التلاميذ،  والتي دعت إلى ضرورة الوقاية والمكافحة الفعلية لهذه الظاهرة في الميدان للتقليل منها ، من خلال تطبيق مختلف التدابير والتوصيات التي تم إعدادها في هذا المجال .
وأوضح رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد في تصريح للنصر، أمس، أن وزارة التربية الوطنية، استعرضت خلال لقاء عقد، أول أمس، بحضور نقابات التربية ، الاستراتيجية التي يمكن اتباعها للحد من ظاهرة العنف في الوسط المدرسي ، المتفشية على حد تعبيره.
وأضاف المتحدث ذاته، أن اللقاءات حول هذا الموضوع، مستمرة مع الوزارة الوصية،  من أجل وضع الميكانيزمات اللازمة،  في ما يخص الإجراءات المتخذة- كما أضاف- ضد من يصدر منه العنف، سواء التلميذ أو الأستاذ أو أشخاص أجانب عن المؤسسة التربوية، لمحاربة هذه الظاهرة  موضحا في السياق ذاته، أن  هذه التفاصيل،  سيتم التطرق لها في عمل الورشات مستقبلا .
 وأكد  خالد أحمد، أن جمعيته طالبت بتطبيق التوصيات التي قدمتها في  2015 ، والتي تضم عدة نقاط ومنها  أولا ، وجود دوريات للدرك الوطني والشرطة، حول المؤسسات التربوية، لمنع أشخاص أجانب عن المؤسسة التربوية من الاعتداء على التلاميذ والأساتذة أو عمال المؤسسة التربوية وثانيا تنصيب كاميرات على مستوى المؤسسات التربوية للكشف عن المجرمين الذين يعتدون على التلاميذ، و أيضا  كشف الأحداث التي تقع داخل المؤسسات التربوية، لتحديد الفاعل والضحية.
 ويرى رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أن ظاهرة العنف المدرسي ليست  موجودة في الجزائر فقط،  بل في العالم كله،  مضيفا في هذا الإطار أنه لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة نهائيا ، لأن الوضع العالمي -كما قال- تغير تكنولوجيا وإعلاميا وعلميا ، وبالتالي يجب أن نقلل من حدتها على الأقل، داعيا  الأولياء إلى ضرورة مرافقة أبنائهم ، سواء داخل البيت أو خارجه ، وقال أننا  ندق  ناقوس الخطر، فيما يخص  هذه الظاهرة، مؤكدا على ضرورة  توفير الظروف السليمة للتلاميذ والأساتذة وعمال المؤسسات التربوية،  والتأكيد  على وضع الإجراءات اللازمة من أجل حماية المدرسة، من كل أشكال العنف والاعتداءات على مستوى المؤسسات التربوية.
 ومن جهته أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، "سنابست" مريان مزيان ، في تصريح للنصر ، أمس،  على ضرورة أن  تكون هناك ميكانيزمات لتطبيق التوصيات الموجودة لمكافحة العنف في الوسط المدرسي،  وقال في هذا الإطار بأنه يجب أن نخرج من النظريات إلى التطبيق في الميدان، وإيجاد الحلول لوقف العنف.
ويرى المتحدث ذاته، أن عدم الانضباط في المدرسة  والاكتظاظ  عاملان يشجعان على العنف، ومن بين الاقتراحات التي ترفعها نقابته  لمواجهة هذه الظاهرة،   ضرورة الانضباط والصراحة في المدارس و أضاف أن العنف هو ظاهرة اجتماعية ، وبالتالي يجب أن نجد ميكانيزمات لوقف هذا العنف الموجود خارج المدرسة، قبل أن يصل إلى المدرسة، مشيرا بدوره إلى ارتفاع وتيرة العنف في الوسط المدرسي، وقال أنه خلال كل سنة يرتفع ويزداد  العنف، خاصة في نهاية الامتحانات،  مع نهاية السنة.
 من جانبه، أوضح الناطق الرسمي لنقابة  " الكلا"،  الزبير روينة ، في تصريح للنصر ، أمس،  أنه تم خلال اللقاء بين الوزارة والنقابات المنعقد، أول أمس، عرض برتوكول حول المكافحة والوقاية من العنف في الوسط المدرسي.
وقال المتحدث ، أن العنف هي ظاهرة مجتمعية وهي تشهد تزايدا ، داعيا في هذا الصدد،  إلى تضافر كل الجهود لمحاربة هذه الظاهرة من خلال وضع بروتوكول حكومي -كما قال- خاص بكل القطاعات، لمحاربة العنف في الوسط المدرسي،  وأوضح في هذا السياق أن العنف  ليس خصوصية بقطاع التربية فقط، وعلى الجميع ان يلعب دورا في محاربة  هذه الظاهرة ومعالجتها بشكل جدي .
من جانبه،  دعا الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة، في تصريح للنصر ، أمس،  أن نقابته طالبت بوضع الحلول العملية لمواجهة الظاهرة،  مشيرا إلى وجود العنف أمام المؤسسات التربوية ،  داعيا  في هذا الإطار إلى تدخل الدولة وليس وزارة التربية فقط  حيث طالب بضرورة وجود دوريات للشرطة في محيط المؤسسات التربوية،  وكذا وضع كاميرات أمام المؤسسات التربوية ، إضافة إلى توفير العدد اللازم من المشرفين التربويين والمستشارين التربويين داخل المؤسسات التربوية لتغطية كل المساحات في المؤسسة التربوية و أيضا تمكين الحراس من  تفتيش التلاميذ .
وأكد نفس المتحدث، على ضرورة  تطبيق هذه التدابير والإجراءات الردعية في الميدان، للتقليل من هذه الظاهرة التي تعرف تزايدا، سيما مع انتشار المخدرات والتسرب المدرسي .
 مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى