رفع حصــة الحجــاج الجزائرييــن مرتبط ببلــوغ 42 مليون نسمـة
دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس، الأئمة  لضرورة الوفاء للمبادئ التي ضحى من أجلها نظراؤهم خلال العشرية السوداء ، وهذا بالتعهد  مع لله للدفاع عن الوطن وعن طريق تقديم خطاب يجمع الأمة ويوحد الكلمة، وأن يكون المسجد دائما منبرا لرص الصفوف ودرء الفتنة والتصدي لخطاب الكراهية والإقصاء.
وأوضح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى أمس في ندوة صحفية على هامش افتتاحه الطبعة الـ 20 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم والذي جاء تحت شعار "الوفاء في القرآن الكريم" وهذا بمركز الاتفاقيات بوهران، أن رئيس الجمهورية خصص فقرة كاملة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية تتعلق بتكريم ضحايا العشرية السوداء الذين اغتالتهم أيادي الإرهاب، ومنهم الأئمة الذين اعتبر عيسى أن تضحياتهم تضاهي تضحيات وجهود الجيش الشعبي الوطني في الدفاع عن الوطن.
 وفي هذا السياق، تم أمس تكريم عدد من الأئمة الشهداء الذين يبلغ عددهم 114 إماما سيتم تخصيص تكريمات لكل واحد منهم في ولاياتهم، حيث أبرز عيسى أن هذه المبادرة تم إرساؤها هذا العام وأنه أسدى تعليمات لمدراء قطاعه عبر الولايات للقيام بهذا الأمر ، إضافة لمنح عمرة لشخصين من كل عائلة أي 228 شخصا، وهو التكريم الأول من نوعه من أجل إعطاء هؤلاء مكانتهم.
ومن جهة أخرى، أكد الوزير أنه لا يوجد حاليا حديث عن رفع حصة الجزائر من الحجاج ، مبرزا أن رفع الحصص يتم بقرار يصدر من مجلس الوزراء السعودي، وبمقتضاه يراسل وزير الحج والعمرة السعودي نظراءه في العالم الإسلامي طالبا منهم تقديم اقتراحات، وحينها يجب أن تحوز الجزائر على وثيقة رسمية تدل على أن عدد سكان البلاد بلغ 42 مليون نسمة، كي ترفع الحصة ل 41 ألف حاج، مضيفا أنه ينتظر أن تكون هناك منحة تقدر بـ 1000 تأشيرة حج ربما تصدرها السعودية مثلما قامت به السنة الماضية، أما المنحة الخاصة بكبار السن الذين لم يسعفهم الحظ في القرعة، فالقرار فيها من صلاحيات رئيس الجمهورية.
و بخصوص مراجعة القانون الأساسي للوزارة، نفى محمد عيسى أي تفكير في الأمر حاليا، وكشف أن التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية و الأوقاف، قد استجابت رسميا لرسالة الحوار التي تلقتها من الوزارة هذه الأخيرة التي تفتح الباب في أي وقت تختاره النقابة لمناقشة العديد من القضايا الاجتماعية والمهنية للإمام لأن استقرار الإمام هو استقرار للمسجد وبالتالي للمجتمع، وما عدا الزيادة في الأجور بالنظر للظروف التي تمر بها البلاد حاليا. كما قال الوزير إن قرار إعادة أعوان المساجد للعمل في ولاياتهم بعد 3 سنوات من الوظيفة في المناطق الحدودية، لن يترتب عنه أي شغور للمناصب في تلك الولايات أو هجرة المساجد، وهذا وفق عيسى لأن الوزارة ستقوم بإحصاء جميع الحالات، فالقرار الذي تم اتخاذه حسب الوزير يتعلق بأن كل من القييمين، المؤذنين وأساتذة تعليم القرآن الذين كانوا يعملون في الشريط الحدودي الشرقي وولاياتهم الأصلية بغرب البلاد وجنوبها، قد تم نقلهم كلهم، والباقي طلب منهم تسجيل أنفسهم في حركة التغيير القادمة التي ستدرس في الوزارة، معتبرا أن القرار ليس جزافيا أي كل من يريد التغيير تتم الاستجابة له، بل الأمر يخضع لضوابط.

وفي ما يتعلق باحتفالية تطويب الرهبان الـ 19 التي ستكون بداية الأسبوع المقبل بوهران، أفاد عيسى أن البابوية فوضت الكاردينال بيشو برتبة وزير ليمثل الفاتيكان في التطويب وأن هذا الموفد سيحظى باستقبال رسمي من طرف الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، مشيرا أن الجزائر تقدم كل التسهيلات لهذه المراسيم الدينية التي تقوم بها الكنيسة الكاثوليكية التي تشرف عليها الأسقفية العامة، كون المبادرة دينية مسيحية، وهذا بناء على المادة 47 من الدستور التي تنص على حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية في إطار قوانين الجمهورية، وأن اللجنة الوطنية لشعائر المسلمين أقرت الاحتفال و وافق عليه رئيس الجمهورية، موضحا أن هذا التطويب هو دليل إضافي على أن جزائر الإسلام لا تقصي  الآخرين بل وتحاور من أجل ترسيخ مبادئ السلام والعيش معا.
للتذكير، فقد تم خلال إفتاح الطبعة الـ 20 لأسبوع القرآن بمركز الاتفاقيات بوهران، وتكريم رئيس الجمهورية من طرف الأئمة وشيوخ الزوايا، كما تم أيضا منح أكثر من 30 عمرة   من طرف الوزارة وولاية وهران والمجلس الشعبي الولائي والمجلس الشعبي البلدي ومؤسسات أخرى، استفاد منها موظفو قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بناء على قرعة أجريت بالتوازي والاحتفالية التي ستستمر على مدار 3 أيام.
 بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى