الجزائر بلد ناضج رغم التجارب المؤلمة التي مر بها
كشف شيخ الزاوية العلوية خالد بن تونس أول أمس، أن العمل متواصل مع وزارة التربية الوطنية من أجل إيجاد طرق بيداغوجية تسمح بإدراج مفهوم العيش معا في سلام في المنظومة التربوية كي تتشبع الأجيال القادمة بهذه الثقافة منذ الآن، حيث أشار الشيخ أنه التقى بوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على هامش ملتقى «الرياضيات والعيش معا» الذي إحتضنته مستغانم في جويلية الماضي، وتم التطرق لمشروع يسمح بتضمن البرامج المدرسية لمفهوم العيش معا،  وهو ذات المفهوم الذي كان أساس اتفاقية أبرمت بين مؤسسة «جنة العارف» التي أسسها الشيخ بن تونس ومركز البحث «كراسك وهران» لبلورة معايير تدريس هذه القيم الإنسانية في الأطوار التعليمية.
وقال الشيخ خالد بن تونس خلال تنشيطه لمحاضرة تمحورت حول  «العيش معا في سلام: تحديات وآفاق» والتي إحتضنها مساء أول أمس مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية كراسك وهران،  أن إقرار «العيش معا في سلام» مبادرة لتعبيد طريق السلام للأجيال القادمة، مضيفا أن الاحتفال به يجب أن يكون بنشاطات في فضاءات مفتوحة حتى تنقل تلك القيم من جيل إلى جيل، محذرا في هذا السياق من خطر التلاعب بمصير هذه الأجيال عن طريق زرع مفاهيم مغلوطة عن الإسلام وعن تقاليد الجزائر في التعامل بقيم السلام والعيش معا، مضيفا أن ترسيم 16 ماي يوما «للعيش معا في سلام»، يعكس جليا أن الجزائر بلد التسامح والإنسانية العالمية وهذا على مر العصور، حيث مازالت بعض المواقع الأثرية شاهدة على هذه القيم المتوارثة في المجتمع، مطالبا بضرورة الحفاظ على الأماكن التاريخية و الأثرية ، التي من خلالها تنقل القيم التي تركها الأجداد، متأسفا أيضا على تدمير المواقع الأثرية والمكتبات القديمة وحرق الكتب وغيرها من الأعمال غير الإنسانية التي تعيشها عدة دول منها سوريا، ليبيا، اليمن وحتى بلدان قبلها مثل العراق، حيث حرمت البشرية من الإستلهام من تلك الآثار لغرس قيم السلام والعيش معا التي لطالما تجسدت في سلوكات ويوميات الحضارات القديمة، ومنها الحضارة الإسلامية مثلما أضاف الشيخ ، مستذكرا في ذات الصدد عدة مواقع في الجزائر   تشهد على تلك القيم ، وحتى أرشيف ديني يضم بين طياته حقائق تاريخية لا زالت مجهولة لدى الكثيرين.
و إعتبر الشيخ بن تونس أن إحتفالية تطويب الرهبان التي شهدتها وهران، كشفت أن الجزائر بلد ناضج رغم التجارب المؤلمة التي مر بها. مبرزا على صعيد آخر ،  أن العيش معا ، يبدأ بالتصالح مع الذات وهنا تكمن الصعوبة ، و أنه من الأفضل استعمال السلام الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، في تغذية العقول وتحريك الضمائر، لإنتاج تربية ترتكز على السلام بعيدا عن كل أنواع العنف.           بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى