40 بالمئة من المتمدرسين تخلفوا عن التلقيح الموسم الماضي
تنطلق وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بعد انقضاء العطلة الشتوية المقبلة في تنفيذ الرزنامة الجديدة للتلقيحات التي تخص الفئة العمرية الأقل من 18 عاما، إذ تم تخصيص لهذه العملية ميزانية تقدر قيمتها ب 9 ملايير دج، لمكافحة الأمراض التي تهدد الصحة العمومية، على رأسها التيتاننوس والدفتيريا والحصبة والالتهاب الكبدي.
وتقوم حاليا وزارة الصحة بتنظيم ملتقيات تكوينية على مستوى مختلف جهات الوطن يشرف عليها مدراء مركزيون، لإعداد الموارد البشرية التي ستقوم بتنفيذ الرزنامة الجديدة للتلقيحات، وفق ما كشف عنه نائب مدير الوقابة بالوزارة يوسف طرفاني في تصريح «للنصر»، ليتم مباشرة بعد انقضاء العطلة الشتوية في تلقيح الأطفال المتمدرسين على مستوى وحدات التشخيص الموزعة على عديد المؤسسات التعليمية، كاشفا بأن الحملة السابقة التي أطلقتها الوزارة لمكافحة الأمراض التي تهدد صحة الطفل، منها البوحمرون والحصبة الألمانية والدفتيريا والتيتانوس تخلف عنها ما لا يقل عن 40 بالمائة من فئة المتمدرسين، بسبب مخاوف من إمكانية تعرض الطفل لمضاعفات جانبية بسبب التلقيح، وهو ما نفته وزارة الصحة، مؤكدة حينها عدم صحة الإشاعات التي راجت، وأدت إلى عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم، مما نجم عنه إخفاق حملة  التلقيح الشاملة التي تنظمها الوصاية حوالي كل عشر سنوات، لتدارك التأخر عن إجراء التلقيح من قبل المعنيين به، لا سيما على مستوى المناطق المعزولة والنائية. وأفاد المصدر بأن تنفيذ برنامج التلقيحات يكلف سنويا ما قيمته 9 ملايير دج، مقابل استيراد الكميات الكافية من الجرعات عن طريق معهد باستور، مؤكدا أن الرزنامة الجديدة تهدف إلى ضمان التغطية الصحية الشاملة للطفل، بتحصينه ضد الأمراض التي يمكن أن تكون لها تداعيات على صحته مستقبلا، فضلا عن مكافحة الأمراض المرتبطة بالفقر والتخلف وعن تدهور المستوى المعيشي للفرد، أو ما يعرف لدى العامة بالأمراض المنقرضة، ولأجل ذلك قام مختصون بإعادة النظر في طريقة التليقح، باستقدام أنواع جديدة من الأمصال يمكنها أن تعالج عددا من الأمراض مرة واحدة وذكر نائب مدير الوقاية بوزارة الصحة يوسف طرفاني على سبيل المثال تخصيص لقاح واحد لمكافحة التيتانوس والسعال الديكي والالتهاب الكبدي، دون أن يضطر الأولياء إلى التوجه دوريا نحو الوحدات الصحية المختصة لتلقيح أطفالهم في كل مرة ضد أحد هذه الأمراض.
وسمحت عملية إدماح اللقاحات، إلى جانب تخفيف العناء عن الأولياء،  بترشيد النفقات وتقليص حجم الميزانية التي كانت تخصص لتنفيذ البرنامج السنوي للتلقيح، إلى جانب تجاوز مشكل تخزين كميات معتبرة من اللقاح في انتظار إجرائها على كل المرضى أو المعنيين بالعملية، فضلا عن ضمان التغطية الصحية الشاملة للأفراد، بمحاربة الأمراض التي تهدد الصحة العمومية، والتي تتطلب معالجتها تكاليف معتبرة ، قد تشكل عبئا إضافيا على القطاع. وسيشرع متعاملو الهواتف النقال خلال الأيام المقبل في توجيه رسائل قصيرة إلى الأولياء للتوجه نحو وحدات التشخيص بالمؤسسات التعليمية، وكذا الوحدات الصحة لتلقيح ابنائهم، وفي هذا الصدد استبعد يوسف طرفاني إمكانية تسجيل عزوف آخر، بالنظر إلى الجهود التي بذلها قطاع الصحة منذ أزيد من سنة  في توعية الآباء بجدوى التلقيح، الذي سيحمل مستقبلا طابع الإلزامية، بتنقل الأعوان الطبيين والأطباء إلى المؤسسات التعليمية لتقيح الأطفال. وبشأن التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، استبعد المصدر استيراد كميات إضافية من اللقاح لمواجهة موجة البرد التي قد يشهدها فصل الشتاء لهذه السنة، حيث ترتفع حالات الإصابة بالزكام الموسمي، موضحا بأنه من مجموع 2.5 مليون جرعة تم استيرادها من الخارج، لم يتبق لحد الآن سوى 400 ألف جرعة، بفضل الإقبال على اللقاح من طرف 80 بالمائة من الفئات الهشة المعنية بهذا البرنامج، من بينهم الأشخاص المسنين والمرضى المزمنين والنساء الحوامل، معتقدا بأن الكميات المتبقية جد كافية لمواجهة الحالات الطارئة خلال الفترات المقبلة، وإضافة ذلك أفاد المتحدث بأن التنسيق متواصل مع وزارة الداخلية لمنع انتشار الأمراض المتنقلة منها الكوليرا، بالحرص على نظافة المحيط، ومراقبة منابع المياه وإخضاعها للتحاليل المخبرية.
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى