قال المدير العام للصيد البحري و تربية المائيات طه حموش أمس الثلاثاء، بأن الجزائر تحرز تقدما هاما في مجال إنتاج الثروة السمكية، و هي تتوجه بقوة نحو مزيد من الاستثمارات المفيدة، و تحقيق الاكتفاء الوطني، و اقتحام الأسواق الخارجية بقوة في غضون السنوات القليلة القادمة، بعد دخول مزيد من مشاريع تربية المائيات مرحلة الاستغلال عبر مختلف مناطق الوطن.
و أضاف طه حموش في مداخلة له أمام المشاركين في الملتقى الوطني حول تربية المائيات المنعقد بجامعة 8 ماي 45 بقالمة أمس، بأن قطاع تربية المائيات عازم على تجاوز سقف 100 ألف طن سنويا من أسماك المياه العذبة، مؤكدا بان ما لا يقل عن 65 مشروعا لتربية سمك المياه العذبة قد دخل مرحلة الاستغلال بالسدود و الحواجز الصغيرة و الأحواض المائية المتواجدة بالمزارع الفلاحية، و ذلك بولايات الشمال و الولايات الصحراوية التي تملك مؤهلات كبيرة لتطوير إنتاج السمك، و توفير هذه المادة الغذائية الهامة للجزائريين، و خفض الأسعار حتى تصل إلى مستويات تكون في متناول كل المواطنين.  
و حسب المتحدث فإن ما لا يقل عن 65 مشروعا جديدا لتربية أسماك المياه العذبة بولايات الشمال و الجنوب يوجد في مرحلة الإنجاز و سيدخل حيز الاستغلال خلال السنوات القادمة بقدرة إنتاجية تتجاوز 50 ألف طن.  
و دعا المدير العام للصد البحري و تربية المائيات الباحثين و المستثمرين و الفلاحين إلى الانخراط بقوة في الجهد الوطني الرامي إلى رفع قدرات  إنتاج السمك بالمياه العذبة، لتحقيق الحاجيات الوطنية و تصدير الفائض إلى الخارج، موضحا بان تجربة التصدير قد انطلقت فعلا من عدة سدود وطنية، بينها سد بوحمدان بقالمة، حيث تم تصدير عدة أنواع من سمك المياه العذبة إلى عدة دول بينها فرنسا و المجر و تونس، مؤكدا بان القيمة الغذائية لسمك المياه العذبة هي نفسها القيمة الغذائية الموجودة في سمك المياه المالحة.  
و تنقسم الإستراتيجية الوطنية الممتدة إلى آفاق 2035 للاستثمار في سمك المياه العذبة بولايات الشمال و الجنوب إلى أربع مراحل، الأولى بين 2016 و 2020، و فيها أكثر من 580 مشروعا بقدرة إنتاجية تصل إلى 6700 طن، و المرحلة الثانية تبدأ من 2021 إلى 2025 و فيها أكثر من 7000 مشروع بقدرة 10 آلاف طن، ثم المرحلة الثالثة بين 2026 و 2030 و فيها أكثر 1800 مشروع بقدرة 39 ألف طن و أخيرا المرحلة الرابعة بين 2031 و 2035 بأكثر من 2300 مشروع و قدرة إنتاج تصل إلى 50 ألف طن من سمك المياه العذبة الموجه للاستهلاك الوطني و التصدير إلى الخارج.
و من جهته وعد والي قالمة كمال عبلة بتوفير كل الظروف الملائمة لمساعدة المستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع تربية سمك المياه العذبة بقالمة، مضيفا بأن الولاية تملك كل المؤهلات لتكون رائدة في هذا المجال نظرا لتوفر المسطحات المائية الكبرى، و الحواجز الصغيرة، و الأحواض الفلاحية القادرة على احتضان كميات هامة من السمك، داعيا الشباب و الفلاحين إلى الاستفادة من الامتيازات و التحفيزات التي تقدمها الدولة للراغبين في اقتحام تجربة تربية المائيات.  
و قد عرف الملتقى الوطني حول تربية المائيات المنعقد تحت شعار « من أجل استثمار وطني منتج، متنوع و مستدام» توقيع اتفاقيتين للتعاون بين المديرية الجهوية للصيد البحري و تربية المائية بقالمة، و قطاع السياحة، و الشركة الجزائرية للتأمين ، و هذا لإعطاء دعم أكبر لمشاريع تربية المائيات بالمياه العذبة، و المياه الحموية المتواجدة بقوة عبر مختلف مناطق الولاية.                                                                                                                
فريد.غ        

الرجوع إلى الأعلى