* حجيمي: الأئمة سيدعون إلى المشاركة في الرئاسيات دون انحياز

أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات ، عبد الوهاب دربال، أمس،  بأن الخرجات الميدانية التي بادرت بها هيئته ترمي إلى استفراغ كل الجهد للوصول إلى انتخابات في المستوى المطلوب ، مبرزا أن التكوين و التأهيل يشكلان «دعامة قوية» لاستقلالية عمل هيئته ، و أكد من جهة أخرى أن حق إبداء الرغبة في الترشح للانتخابات الرئاسية، هو مضمون لكل المواطنين في الدستور، لكن يجب أن ينظم هذا الأمر.
أوضح دربال ، على هامش حضوره الشرفي لندوة علمية وطنية موسومة بــ «الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات وسبل تعزيز الديمقراطية في  الجزائر» بادر إلى تنظيمها قسم العلوم السياسية بجامعة زيان عاشور بالجلفة،  «أن التكوين و التأهيل يعتبران دعامة قوية لاستقلالية عمل الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات»،  مضيفا في السياق ذاته، أن الخرجات الميدانية للهيئة لمتابعة تطبيقات التأهيل لأعضاء الهيئة بينت أن «هذا الجهد أعطى نتائج جيدة كما لوحظ أنه كلما أكدنا على التأهيل والتكوين كلما اشتد مفهوم الاستقلالية».
 واعتبر دربال  في السياق ذاته ، بأن «الخرجات الميدانية التي بادرت بها هيئته و التي استهدفت في مستهلها ولاية الأغواط و اليوم الجلفة و ستتبع بجولات إلى ولايتي تسمسيلت وعين الدفلى، ترمي إلى استفراغ كل الجهد للوصول إلى انتخابات في المستوى المطلوب من خلال مراقبة ومتابعة أعضاء الهيئة وكذلك المتعاملين معهم كالإدارة ومن ثمة معرفة مدى تقربنا من الهدف المنشود»،  مضيفا في نفس الإطار أن هذا العمل الميداني في بدايته كشف أن «النتائج إلى حد الآن مقبولة لكنها قابلة للتحسين سيما ما تعلق منها بخروج العملية الانتخابية تدريجا من التهريج إلى الواقعية».
و من جهة أخرى، و في رده على سؤال صحفي حول الشكاوى التي وردت هيئته الخاصة بالاستحقاقات ،  أقر دربال بوجودها قائلا «لا أعتقد أن المشرع الجزائري كان يجول في خاطره أنه سيتقدم للانتخابات الرئاسية مثل هذا العدد من الراغبين في الترشح»  ، مضيفا أنه «يجب أن ندرك بأن هذه الانتخابات مسؤولة ومنصب رئيس البلاد ليس كغيره من المناصب الأخرى».
 وتابع قائلا إنه «صحيح أن حق إبداء الرغبة في الترشح هو مضمون لكل المواطنين في الدستور لكن يجب أن ينظم هذا الأمر (..). قياسا بمواعيد سابقة لم يتقدم للانتخابات الرئاسية أكثر من 15 شخصا و لكن أن يكون أكثر من 150 فذلك أصبح مدعاة للملاحظة والتأني والدراسة والمعالجة ويجب أن يكون في إطاره الجدي».
و كمقترح يقول دربال « يجب أن يتقدم صاحب إبداء الرغبة في الترشح لدفع تكاليف المطبوعات للحصول على 60 ألف استمارة وهذا كشرط تنظيمي وليس كإجراء مقيد للحق الدستوري، مشيرا إلى أن «هذا الأمر يؤكد بأن القانون يكشف عيبه في التطبيق وهو خلل لابد من دراسته مستقبلا».
و من جانب أخر أوضح دربال،  في رده عن استفسار حول الملاحظين الدوليين بأن «هؤلاء من ضيوف  الجزائر ليسوا بمراقبين و لابد أن نعرف أنهم يتم دعوتهم في إطار القرار السيادي الوطني» ، مضيفا في هذا الشأن: «غالبا يتم دعوتهم في إطار التبادل والتعاون الدولي من الجامعة العربية أو من منظمة الوحدة الإفريقية وكذا من الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة في إطار تعاون الجزائر مع هذه المنظمات التي تنتمي إليها أو فاعلة فيها أو متعاونة معها»، مضيفا في نفس الإطار أن «قدوم الملاحظين الدوليين لملاحظة سير العملية الانتخابية هو معزز للجزائر في أن تربط علاقات تعاون قوية مع الدول كما يتم الاستفادة من تجاربهم في ظل ملاحظاتهم ومناقشاتهم».
م - ح

جلول حجيمي يؤكد على دور الإمام لضمان الاستقرار
الأئمة سيدعون إلى المشاركة في الانتخابات دون الانحياز لمرشح
أكد الأمين العام لنقابة الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي أمس، التزام الأئمة بتبني القضايا التي تخدم المجتمع وتساهم في تقوية الحس المدني، من بينها التحسيس بأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، دون المرافعة لصالح مرشح أو حزب سياسي معين على مستوى المنابر والمدارس القرآنية وساحات المساجد.
وشدد جلول حجيمي على أهمية دور المساجد في الحياة الاجتماعية للأفراد، وفي إرساء الأمن والاستقرار، معتبرا المهمة التي تؤديها المساجد بأنها تضاهي من حيث أهميتها ما يقوم به الجيش الوطني الشعبي من أجل الذود عن سلامة ووحدة التراب الوطني، وأكد الأمين العام لنقابة الأئمة استعداد الأئمة للقيام بدورهم على أكمل وجه تزامنا مع الاستعداد لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالحث على أهمية المشاركة فيها لاختيار من سيقود البلاد، دون الانحياز إلى مرشح أو حزب سياسي معين، مطمئنا بالتزام المؤسسة الدينية الحياد، وبسهر النقابة على عدم استغلال المحارب والمنابر والمدارس القرآنية وساحات المساجد للمرافعة لصالح مرشح محدد.
ووصف المصدر المسجد بالوسيلة الأقوى من حيث التأثير على الأفراد بصفة عامة، وفي حلحلة القضايا والأزمات التي تعترض المجتمع وتهدد بتشتيت وحدته وتماسكه، وذكر على سبيل المثال ما قام به الأئمة خلال ما عرف بأحداث الزيت والسكر، من خلال الدعوة إلى الهدوء وتغليب لغة الحوار على العنف، وحث الشباب على الابتعاد عن الفوضى والتخريب، كما يساهم الأئمة حسب المتحدث، بفعالية في مكافحة ظاهرة الحرقة من منطلق ديني بحت، عن طريق نهي الشباب عن تعريض النفس إلى التهلكة، مقابل السعي لتحسين الإطار المعيشي بالعمل والاجتهاد واستغلال كافة الفرص المتاحة.
واستبعد جلول حجيمي تدخل الأئمة في القضايا الدعائية في إطار الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية التي ستنطلق بعد بضعة أسابيع، حيث سيقتصر دورهم على تنمية الحس المدني للأفراد  ضمن الدروس المسجدية وخطب الجمعة، موضحا بأن صلاة الجمعة تستقطب أسبوعيا ما بين 17 مليونا و 20 مليون مصل، ما يؤكد درجة تأثير الأئمة على الأفراد، ومكانة المسجد في الحياة الاجتماعية، قائلا إن الإدلاء بالأصوات هو حق وواجب في نفس الوقت، وهي الرسالة التي سيعمل الإمام على شرحها للمصلين، فضلا عن الدعوة إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار باعتبارهما من المكاسب التي حققها الشعب الجزائري بعد معاناة مريرة مع الإرهاب.
ونفى الأمين العام لنقابة الأئمة إمكانية تدخل الأئمة للتأثير على سير الحملة الانتخابية، أو احتمال لجوئهم إلى مهاجمة الأصوات التي تدعو إلى المقاطعة، أو تبني أسلوب الشتم والسباب والتكفير في حق الذين يدعون إلى المشاركة في الاستحقاقات القادمة، لكون المشاركة أو المقاطعة من الممارسات الديمقراطية التي يكفلها الدستور للأفراد، حيث سيلزم الإمام بثمين المصالح الوطنية وتنمية الحس المدني والوقوف ضد كل من شأن أن يؤدي إلى فتح أبواب الفتن، بطرق سلمية وبالحوار دون تكميم للأفواه.   
وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى دعا مؤخرا الأئمة إلى الحث على المشاركة في الانتخابات، دون الانحياز إلى مرشح معين، مؤكدا بأن هذه الرسالة دأب الأئمة على تأديتها كلما تزامن الظرف مع تنظيم الاستحقاقات دون الحاجة إلى تلقي تعليمة من الوصاية، وهو ما تنوي نقابة الأئمة الالتزام به، غير أنها تنتظر فقط توضح المشهد السياسي، وانطلاق السباق نحو قصر المرادية لنشر رسالة الأمن والاستقرار، والدعوة للاحتكام إلى الصندوق ليفرز من هو الأجدر والأصلح لقيادة البلاد.
وبحسب جلول حجيمي فإن الإمام إلى جانب التزامه بمهامه داخل المسجد، من خلال إمامة المصلين وتقديم الدروس وشرح المسائل الفقهية، فهو على استعداد دائم للمساهمة في تنظيم وتأطير الحياة الاجتماعية، لكونه عضوا وعنصرا فعالا في المجتمع ولا يعيش في معزل عنه.
لطيفة/ب 

الرجوع إلى الأعلى