وزير المجاهدين يكشف أن 06 عمليات بحث واستخراج تجري بمناطق أخرى
أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني لدى إشرافه على مراسيم إعادة دفن رفات 24 شهيدا من شهداء الثورة ببوخضرة بولاية تبسة، بأن هناك 06 عمليات أخرى مماثلة للبحث والتنقيب عن شهداء آخرين بعدد من ولايات الوطن، مضيفا في الإطار نفسه بأن وزارته وافقت على عمليات أخرى في هذا المجال، بناء على مطالبات بعض المجاهدين، ورواياتهم في ما يخص رفات عدد من الشهداء الذين قضت عليهم فرنسا بإستعمال مادة النابالم، وقال بأنه لم يتفاجأ بما اكتشف ببلدية بوخضرة، لأن أغلب مناطق الوطن سقيت كما قال بدماء الشهداء.
 وأشار في معرض حديثه بأن هذه المناسبات التاريخية هي تمجيد للشهداء، وعبارة عن وقفات للتأمل واستذكار التاريخ وجرائم الإستعمار الفرنسي، تلك الجرائم التي تدين مستعمر الأمس، مضيفا بأن مصالح دائرته الوزارية تحصي حاليا 1277 مقبرة لشهداء الثورة التحريرية، و1449 مركزا للتعذيب والتنكيل بالجزائريين.
 وعرج وزير المجاهدين على الجهود التي بذلتها وزارته في سياق الاعتناء بالتاريخ الوطني وتبليغه للأجيال، مستدلا في هذا السياق بأنه تم تسجيل 26 ألف ساعة عن الثورة، وهي الآن مسجلة بأقراص مضغوطة، وذلك بعد مراقبتها وتحيينها من طرف مجلس علمي أكاديمي، وبإمكان طلبة الثانوي والجامعي الإطلاع عليها، مذكرا بأن وزارة المجاهدين لم تكتف بما يصلها من أرشيف بالخارج، بل عمدت إلى تكوين لجنة متخصصة تحت إشراف مركز الدراسات في الحركة الوطنية للنظر في هذا الموضوع، وقد قطعت اللجنة المعنية شوطا مهما في سياق إحصاء الجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي منذ 1830 إلى عام 1962.
 وكشف الوزير عن مشروع إنجاز معرض الذاكرة وهو المعرض الضخم الذي يتضمن مختلف جوانب الأرشيف الوطني، وفيه مجسمات وآلات إلكترونية متطورة لتسهيل عملية البحث في التاريخ الوطني، بحيث تتوفر الجزائر العاصمة حاليا على مركز في هذا السياق، كما تجري الأشغال لإنجاز مركز مماثل بوهران، على أن تبرمج عمليات أخرى بكل من قسنطينة و ورقلة مستقبلا، وفي حال تحسنت الظروف المالية للبلاد سيتم تعميم هذه المراكز على جميع الولايات.
للتذكير كان وزير المجاهدين الطيب زيتوني قد أشرف نهار أمس على عملية إعادة دفن رفات 24 شهيدا، سبق وأن استخرجت مع نهاية الشهر جانفي الأخير بمنطقة قارة السنون التابعة إداريا لبلدية بوخضرة -45 كلم إلى الشمال تبسة -، كما حضر تكريم 11 أسرة من أسر الشهداء بينهم أسر من تم التعرف عليهم بمقبرة بوخضرة، فضلا عن تكريم المجاهد عزري لطيف الناجي الوحيد من مجزرة فرنسا والمبلغ فيما بعد عن هذه المقبرة الجماعية ببوخضرة.
 وجرت عملية إعادة دفن تلك الرفات التي تعود إحداها لامرأة بمعية السلطات المدنية والعسكرية و فاعلين من الأسرة الثورية بتبسة، كما جاءت العملية متناغمة مع إحياء الذكرى الـ 63 لحرق سوق تبسة، أين جدد  زيتوني ضرورة المحافظة على الذاكرة الجماعية واستقراء التاريخ، مشددا على أن هذه المناسبة فرصة لاستذكار أرواح الشهداء الذين ارتوت بدمائهم الطاهرة مختلف ولايات الوطن، وبالجدارية المخلدة لحرق سوق تبسة في الـ 04 مارس 1956 بتبسة كانت للوزير وقفة ترحم على أرواح شهداء هذه الحادثة التي وقعت بقلب مدينة تبسة، أين تمت قراءة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور.  
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى