خرج أمس آلاف الطلبة الجامعيين عبر عدة ولايات في مسيرات سلمية، شهدت لأول مرة التحاق الأساتذة الجامعيين بالحراك الذي يعرفه الشارع ، للمطالبة بالتغيير ومحاربة الفساد وسط تعزيزات أمنية حرصت على تأطير الاحتجاجات والحفاظ على النظام العام. وكان الطلبة الجامعيون بالعاصمة على موعد مع مظاهرات واسعة شملت كافة المعاهد والمراكز الجامعية للولاية، والتقى المتظاهرون بالجامعة المركزية بن يوسف بن خدة وسط العاصمة، رافعين شعارات منادية بالتغيير .
 وعرفت احتجاجات الطلبة لأول مرة التحاق الأساتذة الجامعيين، الذين هتفوا بدورهم بالتغيير ورددوا أغاني وطنية، ورفعوا شعارات تتغني بالوطن ولم يتمكن المحتجون من تجاوز الطوق الأمني الذي أحاط بالجامعة المركزية، مما حال دون تنظيم مسيرة باتجاه البريد المركزي، وسمح الحضور الأمني المكثف بالحفاظ على النظام وعلى السير العادي لحركة المرور.
وتجلى انضمام الأساتذة الجامعيين لاحتجاجات الطلبة على مستوى عدة ولايات، من بينها تيزي وزو التي عاشت هي الأخرى على وقع المظاهرات الطلابية، حيث خرج طلبة جامعة مولود معمري إلى جانب الأساتذة في مسيرة سلمية حاشدة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة وصولا إلى ساحة الزيتونة، رافعين شعارات تنادي بالتغيير وبالإصلاحات، دون تسجيل أي تجاوزات من قبل الطلبة الذين أظهروا درجة عالية من الوعي، وتم اختتام الاحتجاج بتنظيم وقفة سلمية هادئة ليتفرق بعدها المتظاهرون في حدود الواحدة زوالا.
 وعاشت بدورها ولاية البليدة على وقع الحراك الطلابي مع تسجيل حضور قوي للأمن والدرك الوطنيين، مما حال دون تمكن الطلبة من الخروج إلى الشارع في مسيرات حاشدة، واكتفوا بالسير داخل الحرم للتعبير عن مواقفهم بشأن الظروف السياسي الذي تعيشه البلاد.
وبولاية سطيف واصل طلبة جامعة فرحات عباس الواقعة بمنطقة الباز الاحتجاجات السلمية، مع تسجيل التحاق الأساتذة بالحراك الداعي إلى التغيير على غرار باقي الولايات، وسار الطلبة باتجاه وسط المدينة وصولا إلى مقر الولاية، ليلتحق بهم طلبة جامعة محمد لمين دباغين الواقعة بمنطقة الهضاب، الذين ساروا بدورهم إلى غاية وسط مدينة سطيف في أجواء سلمية، وهم يهتفون بحب الوطن مناشدين الرئيس بالتخلي عن الترشح للرئاسيات القادمة.
كما واصل طلبة الصديق بن يحيى بجيجل المظاهرات السلمية إلى جانب الأساتذة، ورفعوا شعارات تنادي بمحاربة الفساد وبالإصلاحات وبفرض هيبة مؤسسات الدولة، وتواصلت المسيرة
إلى غاية مقر بلدية جيجل، في ظل التأطير الأمني.
 وعاشت ولاية قسنطينة بدورها أمس على وقع نفس الاحتجاجات التي بدأت خلال فترة الصباحية بتنظيم وقفة أمام مقر رئاسة الجامعة ، تحولت فيما بعد إلى مسيرة سلمية تواصلت إلى غاية وسط المدينة، ورفع المتظاهرون الراية الوطنية مرددين هتافات تدعو إلى التغيير.
 الأجواء نفسها عرفتها جامعة البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج، حيث نظم الطلبة إلى جانب الأساتذة مسيرة سلمية، رافعين لافتات وشعارات أخرى تنادي باحترام إرادة الشعب، وتواصلت المسيرة إلى عاصمة الولاية على مسافة تزيد عن 10 كيلومترات، وجابت شوارع عدة إلى غاية مقر الولاية في أجواء سادها الهدوء والتنظيم، وكان شعارها " جزائر واحدة موحدة".
وخرج حشود من الطلبة بولاية الطارف في مسيرة انطلقت من جامعة الشاذلي بن جديد مدعومين بالأساتذة الجامعيين، وتم شل مختلف كليات المركز الجامعي بسبب الاحتجاجات، وسار المتظاهرون باتجاه مقر الولاية رافعين نفس الشعارات وهي التغيير السلمي والإصلاحات العميقة.
  كما ساير طلبة جامعة باتنة 1 و2 الحراك الذي يشهده  قطاع التعليم العالي، في حضور لافت للأساتذة الذين التحقوا أمس بالمظاهرات السلمية المناشدة للتغيير، وسار المحتجون في أجواء منظمة وهادئة باتجاه وسط مدينة باتنة، وكذا عبروا الشوارع الفرعية لعاصمة الولاية، مرددين نفس الهتافات التي رفعها باقي الطلبة عبر مختلف الولايات.
ولم تتخلف جامعة محمد خيضر ببسكرة عن الحراك الطلابي، الذي انضم إليه الأساتذة وكذا طلبة التكوين المتخصص بطولقة، وسار الطلبة داخل الحرم الجامعي دون الخروج في مسيرة بسبب الحضور الأمني المكثف، واكتفوا بتنظيم وقفة سلمية مرددين شعارات تنادي بضرورة سماع صوت الشعب وتحقيق التغيير المنشود.
 وبولاية وهران، اقترح الطلبة المحتجون تنظيم الصفوف والتفكير في استراتيجية موحدة للمسيرات، على أن تصبح يومية من أجل التغيير السلمي والديمقراطي، ليستقر الرأي على تنظيم جمعيات عامة يتم خلالها تسطير الاستراتيجية الجديدة، واتجهت المسيرة التي نظمها طلبة جامعات وهران نحو مقر الولاية، حيث تم تنظيم  وقفة لم تكن طويلة.
كما تجمع عشرات الأساتذة أمام مديرية جامعة وهران بالسانيا.
المراسلون/ لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى