«لست وسيطا و لا مبعوثا و مطلب التغيير لن يتحقق إلا بالحوار»
* زيارتي إلى الصين لا علاقة لها بالجزائر
نفى الدبلوماسي، لخضر الإبراهيمي، تكليفه بأي مهمة رسمية، وقال بأنه «ليس وسيطا ولا مبعوثا» بل مواطن قلق على بلاده، وقال بأن زيارته إلى الصين التي قد يضطر لإلغائها لا علاقة لها بالجزائر، داعيا الجميع إلى الجلوس حول طاولة الحوار، مضيفا بان الرئيس بوتفليقة استجاب لمطالب الشعب ولم يترشح لعهدة خامسة، وهو يريد مرحلة انتقالية يتم خلالها التحضير لصياغة دستور جديد عن طريق ندوة وطنية شاملة لا تقصي أحدا.
قال الدبلوماسي، لخضر الإبراهيمي، أمس، للإذاعة الجزائرية، أنه» ليس وسيطا ولا مبعوثا»، وإنما مواطن جزائري، قلق على بلاده، وأضاف الإبراهيمي، أنه لا مخرج من الأزمة سوى الحوار، وفي ذات السياق أقر الإبراهيمي بوجود حالة من  الإنسداد والتي عبر عن أمله بأن لا تصبح طريقا مغلقا كما قال في وجه  الحوار. مضيفا بأن الجزائر شهدت في السابق منعرجات ومحطات هامة  لم تكن أبدا محل تفاوض ونقاش «ما جعلنا في كل مرة نسقط  في الخندق»، لكنه عبر بالمقابل عن تفاؤله بأن تكون لبلادنا  فرصة تاريخية لوضعها على المسار الصحيح لفترة طويلة مع الأزمة التي تمر بها حاليا.
كما أوضح الدبلوماسي و وزير الخارجية سابقا، في حوار لموقع «الجيري ديبلوماتيك»، انه متواجد بالجزائر بمبادرة شخصية تلبية لنداء الوطن لا غير واستطرد قائلا «لم أكلف من أي احد لأداء دور ما في ظل الأزمة التي تعرفها البلاد بعد تأجيل الرئاسيات»، مضيفا أن تاريخه النضالي والوطني لا يسمح له بالوقوف في صف المتفرج بينما الجزائر اليوم بحاجة إلى كل أبنائها.
وأوضح الإبراهيمي، أن الرئيس بوتفليقة استجاب لمطالب الشعب ولم يترشح لعهدة خامسة واجل الرئاسيات مثلما طالبت المعارضة، مؤكدا بان الرئيس يريد مرحلة انتقالية يتم خلالها التحضير لصياغة دستور جديد عن طريق ندوة وطنية شاملة لا تقصي أحدا. واعتبر بان المطالبة برحيل النظام وذهاب الجميع، هي «مطالب تعجيزية» قد تدخل البلاد في خندق لا تخرج منه، مضيفا بان الرئيس لا يريد التمديد وعمد إلى تغيير الحكومة، وفتح صفحة جديدة تمهد لجمهورية جديدة، داعيا الجميع إلى عدم إصدار أحكام مسبقة.
وبخصوص زيارته إلى الصين، قال الإبراهيمي، أن هذه الزيارة لا علاقة لها بالجزائر، فهي تندرج في إطار مهامه داخل «لجنة الحكماء» ولا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد مع الجزائر، مضيفا بان هذه الزيارة كانت مبرمجة من زمن، ملمحا إلى إمكانية إلغائها قائلا «أنا متردد في الذهاب إلى الصين .. ربما ألغي الزيارة».
 أطراف تسعى لاستغلال الحراك لصالحها
وفي رده على سؤال بشأن الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر، وصف الإبراهيمي الحراك بأنه «شيء جميل وسلوك ديموقراطي بأسلوب حضاري»، لكنه لم يخف مخاوفه من استغلال هذا الحراك من طرف جهات تبعده عن أهدافه الحقيقية ويستغل لأهداف مجهولة قد تعصف بأمن البلاد، مضيفا بأنه يخشي من «جهات داخلية» لا تحب الخير للجزائر ولها أجندات قديمة تريد تمريرها عن طريق الحراك الشعبي العفوي السلمي.
وأوضح في السياق ذاته، انه «متفائل ومتشائم» إزاء الحراك الشعبي، موضحا أن المشهد الحالي يدعو إلى التفاؤل من عدة جوانب، لكن لم يخف تشاؤمه من الأخطار الجسيمة التي تحوم حول هذا الحراك ممن يريدون تحويله عن مساره العفوي والسلمي.
لا يجب أن ندير ظهورنا لبعضنا البعض
كما شدد الإبراهيمي، على ضرورة المضي جماعيا في طريق الحوار، وقال «يجب على الشعب أن لا يدير ظهره لبعضه البعض»، مضيفا بان المرحلة تقتضي أن «نبدأ حوارا عقلانيا من اجل تأسيس جمهورية ثانية يعيش فيها الجزائريون مع بعضهم البعض دون إقصاء» وان يفوت الشعب الفرصة على الجهات التي تتربص بهذا الحراك لتحويله لصالحها.
ويجزم الدبلوماسي السابق، بأن التغيير الجذري أصبح محل إجماع للبلاد والبلاد، لكن دون «إساءة الظن» بالآخرين والمبالغة في المطالب، داعيا الجميع إلى الابتعاد عن الأنانية في الطرح، حتى لا تتعقد أكثر مهمة الذين يريدون تقريب المسافات بين الكل، واعتبر بأن الحل يمكن في جلوس الجميع حول طاولة الحوار من اجل الجزائر، مبديا استعداده الكامل للمساهمة في حلحلة الوضع، مؤكدا انه لن يدير ظهره للوطن لان خدمته واجب مقدس.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى