كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أمس عن جمع الأطنان من المساعدات الغذائية، سيتم الشروع في توزيعها على العائلات الفقيرة ابتداء من الأسبوع المقبل تحسبا لشهر رمضان، حيث ستستفيد كل أسرة من إعانات بقيمة حوالي 10 آلاف دج، هي عبارة عن مواد غذائية مختلفة.
ستنطلق عشرات الشاحنات على مستوى ولايات عدة باتجاه المناطق النائية والمعزولة، وهي محملة بأطنان من المواد الغذائية التي تعتمدها الأسر في إعداد مائدة رمضان، قام الهلال الأحمر الجزائري  بجمعها بفضل المحسنين، من بينهم رجال أعمال ومقاولين لم يترددوا في تلبية نداء الهلال الأحمر، وفق ما كشفت عنه رئيسة هذه الهيئة سعيدة بن حبيلس في تصريح «للنصر»، مؤكدة الشروع في ربط اتصالات مع رؤساء مؤسسات اقتصادية ومالية ومقاولين مع اقتراب شهر الصيام، للمساهمة على قدر المستطاع في رفع الغبن عن المعوزين والأسر الفقيرة، وقاطني المناطق البعيدة والحدودية، والسماح لهم بتمضية شهر الصيام في أحسن الظروف، في جو أسري وعائلي على غرار كافة الأسر الجزائرية.
وأفادت بن حبيلس بأنه في المرحلة الأولى سيتم توزيع المساعدات على 4000 عائلة معوزة، بقيمة حوالي 10 آلاف دج لفائدة كل أسرة فقيرة، وتتضمن مواد غذائية من بينها الزيت والسكر والدقيق والحليب، وستتواصل العملية التضامنية طيلة شهر رمضان بفضل الخيرين الذين تعودوا على مد يد العون للمحتاجين والفقراء، وجددت بن حبيلس مناشدة الميسورين للمساهمة في الجهود التضامنية التي يقوم بها الهلال الأحمر، عن طريق تقديم المساعدات الغذائية لتوزيعها على مستحقيها، مذكرة بأنها أول من انتقد منح القفة للفقراء، وكانت السباقة لاستبدالها بطرود، لأنها ترمز حسبها، إلى الذل والمهانة وتذكر بما عاناه الجزائريون إبان الاحتلال الفرنسي.
وفي تقدير رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، فإن موقفها من قفة رمضان ومن توزيع الوجبات الساخنة على الفقراء، كان محفزا لوزارة الداخلية لاستبدال ما كان يعرف بقفة رمضان بمبالغ مالية تمنح مباشرة للمحتاجين بغرض حفظ كرامتهم، وبشأن كيفية إعداد قوائم الفقراء، أوضحت المتحدثة بأن الهلال الأحمر الجزائري يعتمد على الأئمة والأعيان ورؤساء لجان الأحياء في ضبطها، بما ساعد على تفادي التحايل ومنع التلاعب بالمساعدات التي يتم حشدها لفائدة الفقراء والمساكين، وأضفى الشفافية على توزيعها، كما ساهم ذلك في طمأنة المحسنين وتحفيزهم على العطاء وفعل الخير، وإدخال الفرحة والسعادة إلى قلوب الفئات الهشة. وستمنح المساعدات الغذائية مباشرة إلى الأسر الفقيرة، حيث ستتوجه الشاحنات المحملة بالمؤونة مباشرة إلى المناطق الأكثر فقرا، لا سيما المناطق الحدودية والنائية، لا سيما المناطق التي يفتقد قاطنوها إلى بطاقات تعريف ووثائق هوية، وهو عائق يحول في كل مرة دون استفادتهم من منحة التضامن التي تخصص كل شهر رمضان للأسر الفقيرة، وفي هذا الصدد اقترحت بن حبيلس على وزارة الداخلية استحداث لجان مصغرة على مستوى هذه المناطق تضمن الأعيان والأئمة وممثلي السلطات الأمنية لإعداد قوائم المحتاجين، وتوزيع الأظرفة المالية على المحتاجين مقابل إلزامهم بالبصم على القائمة، وهو الإجراء المعتمد من قبل الهلال الأحمر الجزائري، بغرض عدم إقصاء هذه الفئة المهمشة من المجتمع. وأحصى الهلال الأحمر أحصى 250 ألف عائلة فقيرة عبر الوطن، في حين أن المساعدات التي جمعها تكفي فقط ل 4000 عائلة كمرحلة أولى، علما ان رئيسة الهلال الأحمر قررت  فور توليها تسيير هذه الهيئة سنة 2014 ، التخلي تماما عن إعانات الدولة، والاكتفاء بما يجود به الخيرين، والاعتماد على الروح التضامنية للشعب الجزائري خاصة في الأعياد والمواسم الدينية، حيث تتجلي أواصر الأخوة والتعاون. وبشأن مطاعم الرحمة، أكدت بن حبيلس بأنها ستقتصر فقط على البلديات التي تتواجد بها ورشات عمل، والأشخاص دون مأوى، لأن الأولوية ستمنح هذا الموسم للأسر الفقيرة والمعدمة، في حين سيترك مهمة المطاعم المخصصة لعابري السبيل للجمعيات الخيرية التي تضاعف عملها في الشهر الفضيل.
 لطيفة/ب  

الرجوع إلى الأعلى