يشرع ابتداء من اليوم أزيد من 674 ألف مرشح في إجراء امتحانات شهادة البكالوريا، في إطار نفس الإجراءات التنظيمية التي اعتمدتها وزارة التربية منذ سنوات، من ضمنها موضوعان اختياريان ونصف ساعة إضافية. وحرصت وزارة التربية الوطنية على تبني نفس الإطار التنظيمي لامتحانات شهادة البكالوريا، من أجل ضمان راحة التلاميذ ومساعدتهم على اجتياز هذه المحطة المصيرية التي تتوج مجهود سنوات متواصلة من الدراسة، في أحسن الظروف، دون أن يؤثر الظرف السياسي التي تمر به البلاد على الجانب التنظيمي أو على نفسية المترشحين، الذين شرعوا في التحضير لهذه الامتحانات منذ بداية الموسم الدراسي.
وسيتم توزيع 674 ألفا و381 مترشحا على 2339 مركز إجراء، وستستمر امتحانات شهادة البكالوريا على مدى خمسة أيام كاملة، أي إلى غاية يوم الخميس المقبل بالنسبة للشعب العلمية والتقنية، ومن المزمع أن تعلن الوزارة عن النتائج يوم 20 جويلية المقبل، ليشرع الناجحون في انتقاء التخصصات التي يوفرها قطاع التعليم العالي، والتسجيل للموسم الجامعي الجديد، علما أن عدد  المرشحين النظاميين يزيد هذا الموسم عن 411 ألفا، مقابل حوالي 263 ألف مرشح حر.
وتعمدت وزارة التربية عدم إدراج أي تغيير على تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2019، بالنظر إلى طبيعة الظروف التي سيمتحن فيها المرشحون، والمتميزة بالحراك الشعبي المطالب بالتغيير، وبطبيعة الظرف السياسي عقب تأجيل الانتخابات الرئاسية، والشروع في فتح ملفات الفساد من قبل العدالة، وإصرار الشارع على محاسبة كل من تورط في نهب المال العام.
وحرصت الوصاية على تسخير الوسائل المادية والبشرية لإنجاح هذا الموعد، بتجنيد عدد هام من الحراس والمؤطرين، مع اعتماد نفس إجراءات استقبال المتأخرين عن الالتحاق بمراكز الإجراء، بمنحهم نصف ساعة إضافية بعد فتح المراكز، وحددت مواقيت الدخول في الفترة الصباحية بالساعة الثامنة بالضبط، إلى غاية الثامنة والنصف، مع إلزام المتأخرين الذين يصلون بعد الساعة الثامنة بتدوين أسمائهم في سجل المتأخرين، دون إخضاعهم لقرارات عقابية، وهي نفس الإجراءات المتعمدة في الفترة المسائية.
وجندت من جهتها مصالح الأمن أزيد من 18 ألف شرطي لتأمين امتحانات البكالوريا، سيسهرون على حفظ النظام العام وتأمين مراكز الإجراء وضمان انسيابية حركة المرور، ومنع الركن العشوائي للمركبات بالقرب من هذه المراكز، لتفادي الاكتظاظ الذي قد يحرم مرشحين من الوصول في الموعد، كما ستحرص مصالح الأمن والدرك على تأمين مواكب نقل المواضيع وأوراق الإجابة إلى مراكز التجميع والتصحيح، ليتم الإعلان عن النتائج يوم 20 جويلية.
وسعت الوزارة لضمان نفس الظروف التنظيمية لفائدة المترشحين المحبوسين، المقدر عددهم في هذه الدورة ب 4226 محبوسا، موزعين على 43 مؤسسة عقابية معتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية كمراكز إجراء، يشرف عليها الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، ويستفيد المسجونون من دروس الدعم والمرافقة طيلة الموسم الدراسي، لتمكينهم من النجاح والالتحاق بقطاع التعليم العالي على غرار باقي المرشحين.
ولم يمنع الحراك والظرف السياسي الذي تمر به البلاد قطاع التربية الوطنية من تنفيذ البرنامج الدراسي في ظروف عادية، وإتمام المقررات الدراسية في الموعد، وساعد على تحقيق هذا المكسب استقرار الموسم المشرف على الانقضاء، بفضل تراجع وتيرة الإضرابات التي كانت تعرقل السير العادي للدروس، فضلا عن حرص الأولياء على مرافقة أبنائهم، ومساعدتهم في التحضير لامتحانات البكالوريا.
وعلى غرار باقي الامتحانات الرسمية، سيتم اعتماد نفس أجهزة التشويش لمنع تسريب المواضيع عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، أو نشرها على نطاق واسع فور انطلاق الامتحانات، بنصبها على مستوى مراكز حفظ وتوزيع وتجميع المواضيع، التابعة لديوان الامتحانات والمسابقات، وهي أجهزة منحتها وزارة الدفاع الوطني لقطاع التربية للقضاء على ظاهرة الغش، والحفاظ على مصداقية الامتحانات الوطنية. 
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى