مضاعفة حصة الخبازين من الفرينة لتفادي تسجيل ندرة
قررت وزارة التجارة أمس رفع حصة المجمع العمومي «أقروديف» من مادة الفرينة، لضمان التموين المنتظم للخبازين بمادة الفرينة وتفادي تسجيل ندرة في مادة الخبز، بالولايات التي مسها قرار غلق 45 مطحنة بغرب الوطن في إطار محاربة الفساد، عقب تسجيل تضخيم في الفواتير والتصريح الكاذب بخصوص كميات القمح المستورد.
أكدت وزارة التجارة عن طريق المديرية العامة لضبط النشاط التجارية وتنظيمها، في بيان أصدرته أمس وحصلت « النصر» على نسخة منه، أن قرار رفع حصة المجمع العمومي «أقروديف» من مادة الفرينة، جاء عقب توقيف تموين العديد من المطاحن المتواجدة بولايات وهران وتلمسان وغليزان بمادة القمح اللين الموجه لإعداد الخبز، معلنة أن مصالحها بالتنسيق مع وزاتي الفلاحة والصناعة والمناجم قامت باتخاذ التدابير اللازمة لضمان تموين هذه الولايات بالفرينة، عبر تسخير مجمع «أقروديف» لتدعيم مخزوناته بالكميات الكافية لتلبية طلبات الخبازين في هذه المناطق.
ودعت وزارة التجارة اتحادية الخبازين للتحسيس بهذا الإجراء على مستوى الولايات المعنية، من خلال دعوة الخبازين للتوجه إلى الوحدات الإنتاجية أو مخازن ونقاط بيع الفرينة التابعة لمجمع «أقروديف» المتواجدة بها، للتموين بهذه المادة المعتمدة في إعداد الخبز الذي يعد مادة غذائية أساسية تخصص لها الدولة ميزانية معتبرة سنويا لدعم أسعارها وضمان وفرتها في إطار سياسة الدعم الاجتماعي.
وجاء قرار وزارة التجارة بعد شكاوى تلقتها صالحها مؤخرا من قبل ممثلي الخبازين، إثر تسجيل نقص فادح في التموين بمادة الفرينة، لا سيما بالولايات التي مسها الإجراء المتعلق بالغلق الفوري ل 45 مطحنة، عقب قرار اتخذه الوزير الأول نور الدين بدوي الأسبوع الماضي، تضمن أيضا إقالة مدير الديوان المهني للحبوب، إثر تحقيقات أسفرت عن تسجيل تجاوزات عدة، منها تضخيم في الفواتير والتصريح الكاذب بشأن حصص هذه المطاحن من القمح المستورد، بطريقة ألحقت خسائر بالخزينة، كما تم إقرار متابعات قضائية في حق مطاحن أخرى قدمت تصاريح كاذبة حول قدراتها الإنتاجية الفعلية بعد عملية التدقيق الشامل.
وأفاد في ذات السياق رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار «للنصر» بأنه في لم تأخر صدور قرار وزارة التجارة بضمان كميات إضافية من الفرينة لفائدة الخبازين لبضعة ايام فقط، كان سيؤدي إلى تسجيل نقص فادح في مادة الخبز مع بداية الأسبوع المقبل، بسبب نقص كميات المادة الأولية، وهي القمح اللين المستخدم في إعداد هذه المادة الغذائية الأساسية، مؤكدا أن تنظيمه سجل بدوره شكاوى رفعها المهنيون الذين عبروا عن قلقهم جراء تراجع كميات الفرينة على مستوى عديد المطاحن.
ويؤكد قرار وزارة التجارة برفع حصة المجمع العمومي «أقروديف» من الفرينة، الحرص على ضمان استقرار السوق ومحاربة الندرة، تزامنا مع فتح ملفات الفساد التي طالت أيضا الديوان المهني للحبوب، من خلال تعويض الكميات التي كانت توفرها ال 45 مطحنة قبل صدور قرار غلقها بسبب التجاوزات، وبحسب طاهر بولنوار فإن استهلاك الخبز في فصل الصيف يحافظ على نفس مستوياته على غرار أيام السنة، بسبب تزامن الموسم مع إقامة المناسبات العائلية والأفراح والمخيمات الصيفية، وكذا انتعاش النشاط السياحي.
وبشأن تحسين نوعية مادة الخبز وإعادة الاعتبار للخبز الكامل نظرا لفوائده الصحية، أكد المصدر أن الملف متواجد حاليا على مستوى وزارة التجارة، وهو يتطلب حسبه، اتخاذ تدبير عدة من أجل إعادة توسيع استهلاكه، من بينها تزويد المطاحن بالآلات التي تعد الدقيق الذي يحمل المواصفات الصحية، لا سيما بعد انتشار الوعي لدى عامة المستهلكين بمساوئ الدقيق الأبيض الصافي.  
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى