الطلبة في مسيرات من أجل تجسيد الإرادة الشعبية
 واصل الطلبة الجامعيون أمس المسيرات السلمية عبر مختلف الولايات، رغم ارتفاع درجات الحرارة، وإشراف الموسم الجامعي على الانقضاء، رافعين شعارات مؤيدة للتغيير ومحاربة الفساد وتحقيق دولة القانون، تأييدا لمطالب الحراك الشعبي الذي يدعو إلى التغيير الشامل ورحيل رموز النظام.
وسار الطلبة انطلاقا من مختلف المؤسسات الجامعية، ولم تمنعهم درجات الحرارة المرتفعة، ولا دخول معظمهم في العطلة الصيفية، من مواصلة الحراك الطلابي الذي انطلق تزامنا مع بداية الحراك الشعبي خلال شهر فيفري الماضي، وحمل الطلبة لافتات تدعو إلى مواصلة اجتثاث رموز الفساد الذين تسببوا في إنهاك الاقتصاد الوطني، جراء سوء التسيير واستعمال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة.
وانطلقت مسيرة الطلبة الجامعيين بالعاصمة من ساحة الشهداء بعد غلق ساحة البريد المركزي لدواعي أمنية، وسار المتظاهرون عبر شارع عسلة حسين باتجاه ساحة موريس أودان، مرورا بالجامعة المركزية، مرددين هتافات مؤيدة لمواصلة إجراءات العدالة التي استهدفت الأسماء المتورطة في قضايا فساد، مع رحيل كافة رموز النظام الذين تسببوا في الأزمة السياسية والاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد.
ولم تشهد المسيرات الطلابية تجاوزات أو مشادات أو تجاوزات، بفضل التأطير الأمني الذي ساعد على تنظيم التظاهرات مع ضمان انسيابية حركة المرور، علما أن المظاهرات الطلابية تنظم أغلبها بعواصم الولايات وتتزامن مع ساعات العمل، لذلك  يحرص عناصر الأمن على تحرير المحاور الرئيسية لا سيما المؤدية إلى المستشفيات والمؤسسات والإدارات.
وردد الطلبة المتظاهرون شعارات تنادي بتكريس الدولة المدنية ورحيل ما تبقى من رموز النظام، خاصة الوزير الأول نور الدين بدوي استعدادا لتنظيم انتخابات رئاسية شفافة وديمقراطية، من شأنها أن تقي البلاد من الوقوع في فراغ دستوري، وتجنبها الدخول في مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم ولا المآلات، كما ستعمل على إسكات الأصوات التي تشكك في كافة إجراءات التهدئة التي تهدف إلى التمهيد لإرساء الاستقرار السياسي.
وكانت أمس الشوارع الرئيسية للمدن التي تحتضن مؤسسات جامعية، مكتظة بالطلبة الذين جددوا التزامهم بالمظاهرات السلمية تعبيرا عن تمسكهم بالتغيير وبتأييد الحراك الشعبي الذي يتواصل بدوره كل يوم جمعة، ومن ضمن الشعارات التي رفعها الطلبة جزائر حرة ديمقراطية، ودولة نوفمبرية، ورحيل رموز النظام، والسلطة للشعب، وحكومة توافقية «هذا حقنا مشي مزية و»الشعب واعي ماشي نية»، والقانون هو الشرعية.وشدد جل المتظاهرين على رحيل ما تبقى من رموز النظام، وهي المطالب التي تم رفعها عبر كافة المسيرات التي شهدتها أمس مختلف الولايات، ويتزامن الحراك الطلابي مع فتح ملفات فساد من قبل العدالة، واستدعاء مسؤولين سامين سابقين وحاليين على التحقيق، وإحالة وزراء سابقين على السجن المؤقت، وكذا تفجير فضائح من العيار الثقيل، تورطت فيها أسماء معروفة.  
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى