ارتفع أمس عدد الحجاج الجزائريين المتوفين بالبقاع المقدسة إلى 21 حاجا، جراء التعرض إلى مضاعفات صحية بسبب مشقة الحج، وأثارت هذه الحصيلة حفيظة رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، الذي دعا إلى محاسبة معاقبة اللجان الطبية التي تعاين الحجاج.
كشف رئيس البعثة الجزائرية للحج، الدكتور دحمان محمود أمس عن تسجيل حالة وفاة جديدة في صفوف الحجاج الجزائريين، ويتعلق الأمر بالحاجة «ساغي يامنة» 82 سنة قدمت من ولاية وهران لأداء الركن الخامس، لترتفع عدد الوفيات إلى 21 حالة منذ انطلاق الموسم.
 وبحسب المصدر فإن المتوفية لفظت أنفاسها الأخيرة بغرفتها بفندق «الخزامة» بالمنطقة الغربية للمدينة المنورة، إثر تعرضها لسكتة قلبية، وسبق للمرحومة أن خضعت لعملية زرع بطارية في القلب، وكان من المفترض أن تعود إلى الجزائر اليوم الأربعاء، علما أن أغلب حالات الوفاة في صفوف الحجاج الجزائريين، سببها في الغالب كبر السن والإصابة بأمراض مزمنة.
كما ساهمت الظروف المناخية في مضاعفة معاناة الحجاج، وفق تأكيد رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية «إلياس مرابط»، موضحا أن الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة بالبقاع المقدسة زاد من مشقة الحج، لا سيما بالنسبة لكبار السن، قائلا «للنصر» إن تسجيل 21 وفاة من مجموع أكثر من 38 ألف حاج ليس بالكارثة، ومع ذلك فإن الرقم يدعو إلى القلق، وإلى إعادة التفكير في كيفية ضمان المرافقة الطبية السليمة للحاج قبل أن يسافر لإداء هذا الركن.
وبحسب إلياس مرابط فإن تسجيل وفيات كل سنة في صفوف الحجاج الجزائريين يعود لأسباب عدة، وأن محاسبة أعضاء البعثة لا يمكن أن يتم إلا بعد التحقق من مستوى الرعاية الصحية التي حظي بها الحجاج، وبمدى التزام اللجان الطبية المكلفة بالتأشير على دفاتر الحج، بالمعاينة الطبية الصحيحة التي تحدد ما إذا كان المرشح لأداء هذه الفريضة قادر على القيام بالمناسك كما ينبغي.
وأضاف رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية أن منع المصابين بأمراض مستعصية من السفر إلى البقاع، لا يعد تعديا على الشريعة، بل بالعكس هو التزام بما ينص عليه الدين الإسلامي الذي يفرض أداء الحج على من استطاع إليه سبيلا، أي من لديه الإمكانات المادية والقدرة الجسدية على القيام بالمناسك على أكمل وجه، مؤكدا بأن بعثات الحج الجزائرية تضم سنويا مصابين بالقصور الكلوي وأمراض عقلية، بسبب تواطؤ أفراد العائلة مع الطبيب المعاين للحاج، في حين أن الأمر يتعلق بمسؤولية أخلاقية وقانونية يتحملها أقارب الحاج وكذا أعضاء اللجان الطبية.
وشدد المصدر على ضرورة العودة إلى اللجان الطبية للتحقق من كيفية معاينة الحجاج، مع معاقبة الأطباء الذين يتكتمون عن الحاصلة الصحية الحقيقية للمرشحين لأداء الحج، من ضمنهم الفائزين في القرعة، بالنظر إلى المعاناة الكبيرة للحجاج المصابين بأمراض مستعصية، خاصة في حالة غياب المرافق الذي يساعدهم  على أداء المناسك.
واقترح من جهته عضو النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي أن يسهر ديوان الحج والعمرة على منح تأشيرات إضافية لأقارب الحجاج الطاعنين في السن والمرضى المزمنين، كاشفا في اتصال معه، أن هذه الفئة تمثل نسبة حوالي 1 إلى 2 بالمائة من مجموع الحجاج الجزائريين، لذلك فإن تخصيص كوطة من تأشيرات الحج للمرافقين من أقارب الحجاج المسنين لن يكون له أي عبء على الديوان.
وحمل المصدر الوضعية المزرية التي يؤدي فيها الحجاج المرضى المناسك إلى أعضاء البعثة، بسبب سوء عملية التأطير، وعدم منح الرعاية اللازمة لهذه الشريحة، إلى درجة أن كثيرا من الحجاج الطاعنين في السن يسافرون إلى البقاع ولا يؤدون المناسك، بل بعضهم لا يعرف حتى المكان الذي يتواجد به، ويظل معظمهم يعيشون حالة من التيهان إلى غاية العودة إلى الوطن، ما يستدعي حسبه محاسبة المسؤولين عن هذا الوضع.
 لطيفة بلحاج

 

الرجوع إلى الأعلى