اعتبر مشاركون في اللقاء  التشاوري لفعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ، أمس، أن هذا» الاجتماع التاريخي»، يأتي من أجل تقريب وجهات النظر وتوحيد المبادرات الموجودة، لإيجاد حل توافقي للأزمة التي تمر بها البلاد.
وأوضح  المنسق الوطني لكنفدرالية النقابات الجزائرية، الياس مرابط، أمس، خلال أشغال اللقاء التشاوري لفعاليات المجتمع  المدني والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ، المنعقد بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، أن  اللقاء يهدف إلى «تقريب وجهات النظر والرؤى لإيجاد حل توافقي» للخروج من الأزمة السياسية  التي تمر بها البلاد ، مضيفا أن هذا المسعى يندرج في إطار تنفيد توصيات الندوة الوطنية لفعاليات المجتمع المدني المنعقدة في 15 جوان الماضي، والتي كانت تتويجا لسلسلة  لقاءات ماراطونية انطلقت يوم 18 ماي الماضي لتقريب وجهات النظر وبناء توافق حول تصور لمشروع مبادرة كمساهمة في حل الأزمة».
كما أكد  مرابط، على أن فعاليات المجتمع المدني مقتنعة بضرورة «التواصل ولم شمل المبادرين وكذا المبادرات المختلفة  والعمل من خلال الحوار المسؤول والجاد  على تقليص المسافات حول الرؤى والمقترحات للخروج من الأزمة».
 وقال «إن الصورة المجتمعة اليوم تعد من أدوات دعم الحراك الشعبي السلمي لما توفره من تنوع وتمثيل وما تبعثه من أمل في فرص الوصول إلى حل جامع ينخرط فيه كل الجزائريين» .
من جهته، أوضح رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري، في تصريح له على هامش اللقاء ، أن هذا  الاجتماع، يدخل في إطار تطبيق توصيات ندوة 15 جوان  الماضي ، وقال في هذا السياق» إننا كفعاليات المجتمع المدني سطرنا هدفا هو جمع الطبقة السياسية بكل أطيافها  وتوجهاتها في لقاء جامع للمساهمة في الخروج من الأزمة من جهة  ودعم الحراك في مطالبه من جهة ثانية»،  مشيرا إلى تنظيم هذا اللقاء بحضور «ممثلي قوى التغيير وممثلي البديل الديموقراطي مع فعاليات المجتمع المدني وشخصيات وطنية وفواعل الحراك من الشباب»،  وأضاف قائلا» أننا نهدف من اللقاء في هذا الوقت بالذات إلى جمع قوى الساحة السياسية  والوطنية على رأي واحد ومبادرة واحدة وهذا بالتشاور و فتح نقاش للوصول إلى رأي جامع وقرارات موحدة « ،  وأضاف  أن  هذا  الاجتماع  «أولي وتاريخي يجمع الكتل السياسية بمختلف توجهاتها وفعاليات المجتمع المدني وشخصيات فاعلة في الحراك وشخصيات وطنية «.
من  جانبه، أوضح رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان ، في تصريح له ، أن «هذا اللقاء فرصة أمام فعاليات المجتمع السياسي من أحزاب ومجتمع مدني وشخصيات لكي يدلي كل واحد برأيه من أجل إيجاد أرضية أو موقف يوحد هذه الفعاليات»،  مضيفا «أنه من المهم أن الحراك يصبح له كلمة موحدة أمام السلطة اليوم»  وقال « أن هذه بداية محاولة للوصول إلى هذا المبتغى»  ، وأشار  إلى عقد لقاءات في السابق ، حيث كان أوسع لقاء في عين البنيان» ، مؤكدا أن  «المهم هو بناء موقف موحد  للخروج من هذه الأزمة» .
 وبخصوص  موقف جيل جديد من المبادرات  المطروحة  أوضح جيلالي سفيان أن « الحزب اقترح دمج المقترحين  الأساسيين الموجودين في الساحة السياسية،  حيث أن هناك من يدافع عن فكرة مجلس تأسيسي  والبعض يدافع عن فكرة انتخابات رئاسية»،  وقال في هذا الإطار أن حزب جيل جديد اقترح أن يلتزم كل من يترشح للرئاسيات ، مسبقا بموقف أنه يفتح مسار تأسيسي إذا تم انتخابه كرئيس للجمهورية».  
 وأكد نفس المتحدث أن» المجتمع السياسي بكل فعالياته اليوم من الضروري أن يتحاور وأن يجد بعض المواقف الموحدة التي ممكن أن ندافع عليها في إطار حوار شامل»،  مبرزا في هذا الصدد أن» الموقف الموحد يجب بناءه بإرادة كل الفعاليات».
من جانبه، ذكر رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، أن  هذا الاجتماع التشاوري «محدود « ، معتبرا أن أهم اجتماع  هو الذي نظمته فعاليات قوى  التغيير بعين البنيان، حيث تم خلالها التوافق على أرضية ، مضيفا في هذا الإطار» أنه لو تم اعتماد تلك الأرضية فإنها كفيلة بتحقيق مطالب الشعب» .
و أضاف عبد الله جاب الله، أن الفارق بين  اجتماع عين بنيان ولقاء  فعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية المنعقد، أمس،  هومن حيث الحضور  مشيرا إلى حضور  “حزبين مهمين” وهما الأرسيدي والأفافاس في اللقاء المنظم، أمس ،  في حين أنهما لم يحضرا  لقاء عين البنيان و قال  أنه  اقترح خلال اللقاء  التشاوري ،”تبني أرضية  عين البنيان للإثراء  لكي تتاح الفرصة للأحزاب التي لم تحضر خصوصا الأرسيدي والافافاس للمساهمة في إثراء تلك الأرضية”، وأضاف  في السياق ذاته أن “هذه الأرضية ليس بالضرورة أن تكون ملبية لطموح أو رأي أي حزب مئة بالمئة أو جمعية أو نقابة” ،  مضيفا “أن هذا شأن العمل التوافقي يكون فيه تنازلات “  .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى