يقوم رئيس الهيئة الوطنية للوساطة والحوار كريم يونس بمشاورات موسّعة مع أحزاب سياسية وشخصيات وتنظيمات في المجتمع المدني، لاختيار 20 ناشطا في المجتمع المدني و5 شخصيات وطنية، لضمهم إلى تشكيلة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
وتم إطلاق هذه المشاورات من قبل كريم يونس مباشرة بعد استقباله يوم الأحد الماضي من قبل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، حيث خصص اللقاء لعرض التقرير النهائي لهيئة الوساطة والحوار، المتضمن استحداث سلطة وطنية مستقلة للانتخابات، وعلى إثره دعا بن صالح كريم يونس لمواصلة الجهود والمشاورات اللازمة لتشكيل وتنصيب هذه السلطة، تحسبا لتنظيم انتخابات رئاسية ستسمح بتجاوز الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.
وأفاد عضو الهيئة الوطنية للوساطة والحوار عبد الوهاب بن جلول في تصريح «للنصر» بأن المهمة المتبقية لكريم يونس تتمثل في استكمال تشكيلة السلطة المستقلة للانتخابات، التي تضم حسب القانون الخاص بها 4 قضاة ومحضرين وموثقين ومحاميين، أي عضوين عن كل سلك، سيتم تعيينهم من قبل نقابات هذه الأسلاك، في حين ستقوم هيئة الوساطة والحوار عن طريق منسقها كريم يونس، بانتقاء 5 شخصيات و 20 ممثلا عن المجتمع المدني، لإتمام تركيبة السلطة، التي ستوكل إليها صلاحية الإشراف على كامل مراحل العملية الانتخابية، دون تدخل من أي جهة كانت.
وبحسب المصدر فإن الكشف عن الأعضاء الذين سيشكلون السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات سيكون قبل يوم 15 سبتمبر الجاري، تاريخ استدعاء الهيئة الانتخابية، أي مباشرة بعد المصادقة على مشروع القانون الخاص بالسلطة من قبل نواب الغرفتين، وبرر عبد الوهاب بن جلول وتيرة العمل المتسارعة التي ينتهجها كريم يونس، من خلال مباشرة مشاورات مكثفة لتشكيل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، دون انتظار المصادقة على القانون الخاص بها، وكذا على مشروع القانون العضوي للانتخابات، بضيق الوقت، وبضرورة الذهاب إلى تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، تعيد البلاد إلى وضعها الطبيعي.
واستبعد المصدر أن يواجه كريم يونس عقبات أو عراقيل قد تحول دون نجاح المشاورات، أو تعيق تنصيب السلطة الوطنية للانتخابات، معتقدا بأن تمكن هيئة الوساطة من التغلب على كافة المصاعب والانتقادات وخطابات التخوين والتشكيك التي واجهتها منذ إنشائها، سيجعلها قادرة على تخطي آخر خطوة بقيت أمامها، لا سيما وأن الجزء الأكبر من العمل تم تحقيقه، في انتظار إنهاء تشكيلة السلطة الوطنية، كما استبعد المتحدث أن تتعطل جهود كريم يونس بسبب مقاطعة أحزاب سياسية وشخصيات للجولة الأخيرة من المشاورات، ورفضها الانضمام لمسعى الحوار، مؤكدا أن كافة أهداف الهيئة تحققت.
وحددت هيئة الوساطة مجموعة من المعايير عند اقتراح الممثلين عن المجتمع المدني والشخصيات الوطنية الذين سيلتحقون بتركيبة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، من بينها الكفاءة والخبرة والتجربة والقوة حتى لا تتعرض للإملاءات، وبحسب المصدر فإن السلطة الوطنية المستقلة ستتحمل مسؤولية ثقيلة، وهي إعادة الاعتبار لسلطة الشعب التي سلبت منه منذ 20 سنة.
ووصف بن جلول عملية اقتراح الأسماء التي ستشكل السلطة الوطنية المستقلة بالحساسة، بالمرحلة الحاسمة والمهمة في عمل هيئة الوساطة والحوار، بالنظر إلى الأدوات والقوانين التي وضعت تحت تصرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، إلى جانب الاستقلالية المالية والمعنوية، موضحا بأن الإمكانات التي كان يتم تسخيرها لوزارات وهيئات مختلفة لتنظيم الانتخابات في السابق، ستوضع جميعها بين أيدي السلطة الوطنية، التي ستقوم بتعيين ممثليها في القنصليات ورؤساء المكاتب والمراكز الانتخابية والمندوبين الولائيين، وغير ذلك من صلاحيات كانت بيد الإدارة.
وأعلن المصدر رسميا عن نهاية مهمة الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، مباشرة بعد تنصيب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، كاشفا عن انصراف جل أعضائها إلى مهامهم ووظائفهم الأصلية، من بينهم المتحدث، الذي استأنف نشاطه في سلك التعليم وفي النشاط النقابي بصفته عضوا قياديا بالكنابست، ويقتصر عمل هيئة الوساطة حاليا على المشاورات التي يقودها كريم يونس لتلقي مقترحات الأحزاب والشخصيات بخصوص أعضاء السلطة الوطنية للانتخابات، الذين سيمثلون الطبقة السياسية والمجتمع المدني.                          لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى