دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، كل الجزائريين سواء أكانوا في الداخل أو في الخارج، إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر القادم والمساهمة الفعالة والواضحة في بناء المؤسسات الدستورية، والتجند بذلك من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد في هذا الظرف الدقيق.
واعتبر، سليمان شنين، في كلمة له أمس خلال إشرافه على افتتاح يوم برلماني حول " عطاءات المهاجرين الجزائريين ودورهم في تقوية الوحدة الوطنية" نظم بمناسبة اليوم الوطني للهجرة المصادف لـ 17 أكتوبر من كل سنة، أن الانتخابات الرئاسية القادمة "سيكون لها دور أساسي في ترقية الاستقرار وفتح عهد جديد من الديمقراطية التي يكون فيها المواطن مصدرا لكل مشروعية سياسية، وفاعلا صانعا لكل الخيارات الإستراتيجية، انتخابات تعكس الإرادة الحقيقية للشعب، إرادة تحميها وترافقها عزيمة أكيدة وتعهد لا غبار عليه من قبل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني الذي برهن للعالم تمسكه بنوفمبريته ووفائه لعهد الشهداء وتماسكه مع شعبه".
وعليه أكد رئيس الغرفة السفلى للبرلمان أنه وفي هذا الظرف الدقيق "ما يزال مطلوبا من الجزائريين المقيمين بالوطن والمهاجرين في بقاع العالم أن يتجندوا وأن يفوتوا الفرصة على المتربصين ببلادنا من خلال المساهمة الفعالة والواضحة في بناء المؤسسات الدستورية والمشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية القادمة".
وبحسب ذات المتحدث فقد بات واضحا اليوم أن البلاد بحاجة ماسة وملحة أكثر من أي وقت مضى لكل أبنائها، وأن أبناء الوطن المهاجرين جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، يتقاسمون خيرات الوطن كما يتقاسمون همومه و آلامه، يتمتعون بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، داعيا إياهم أن يكونوا اليوم سندا ودعما لبلادهم وهم سفراؤها في بقاع العالم.
 و أضاف أنه ينبغي علينا كما ينبغي عليهم أن يسهموا بكل ما يتاح لهم من إمكانيات في حركية التفاعل التي تحدث في مجتمعنا التواق دائما إلى بناء دولة ديمقراطية تصان فيها الحقوق ويتحقق فيها العدل.
و قبل هذا كان سلميان شنين قد تطرق في بداية كلمته للدور الذي لعبه المهاجرون الجزائريون في سبيل تحرير بلدهم من ربقة الاستعمار منذ بدايات القرن الماضي، وقال بهذا الخصوص إن المهاجرين  ساهموا منذ عشرينات القرن الماضي في الدفع بالديناميكية البناءة التي أرست أسس الحركة الوطنية منذ نجم شمال إفريقيا والتضامن العمالي الجزائري، والخلايا التي دافعت عن الأصالة والهوية الجامعة للشعب الجزائري وروافد حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات والديمقراطية وغيرها من الفواعل السياسية والفكرية الناشطة في الجزائر وبفرنسا المستعمرة.
وأضاف أن الجزائريين في كل الفترات والمرحل أثبتوا ارتباطهم العضوي بوطنهم وثباتهم في التضحية من أجله، هذا الثبات الذي نعيشه جيلا بعد جيل كما تظهره رمزية الفريق الوطني الجامع لأبناء الوطن من الداخل ومن المهجر، ثبات يبرهنه أيضا تطلع الجزائريين أينما كانوا للمساهمة في بناء الوطن اقتصاديا وعلميا وثقافيا.
واعتبر شنين في ذات السياق أن التضحيات الجسام وجرائم الإبادة والتصفية التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري ما زالت نبراسا والبوصلة وإحدى المرتكزات الفكرية والسياسية والتاريخية للشعب في بناء الجمهورية الجديدة، و شدد على أن مواقف مستعمر الأمس من هذه الجرائم ضد الإنسانية ما زالت أقل بكثير مما ينتظره الجزائريون ولا يمكنها أن تسقط بالتقادم، ولا يمكنها أيضا أن تبقى رهينة مفردات، تصدر من هنا وهناك، لا تتوافق مع ما هو مطلوب ومماثل تاريخيا في مثل هكذا أحداث.
وبعدما نوّه بإسهامات الجالية الوطنية في الخارج في مختلف مجالات الإبداع العلمي والتكنولوجي والفكري والثقافي والرياضي وأشاد بتمكنها المادي والاقتصادي والمهني واستعدادها المعلن للمساهمة في إعلاء صوت الجزائر عالميا، اعترف رئيس المجلس الشعبي الوطني بأن البرلمان مطالب اليوم بإعادة النظر في ترسانة القوانين، وكذا التفكير والتشاور مع أبنائنا في المهجر من أجل إيجاد السبل الكفيلة بدمج هذه الفئة وفق مشروع مجتمع يبنيه ويستفيد منه كل أبنائه، إضافة إلى التكفل بانشغالات المهاجرين الظرفية وخاصة فيما تعلق بقضايا التواصل مع الوطن عبر تسهيل النقل وفق قواعد السوق والاستقبال وغيرها من المطالب في حدودها الدنيا.
 إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى