شرعت مؤخرا تنسيقية أساتذة التعليم الابتدائي في إتمام الإجراءات الإدارية لتأسيس تنظيم نقابي جديد، تحسبا للشروع في تنسيق العمل مع وزارة التربية لتنفيذ المطالب المهنية المرفوعة، ضمن الأطر القانونية.
ودعت وزارة التربية الوطنية خلال اللقاءات التي جمعتها بممثلين عن التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي إلى ضرورة استحداث تنظيم نقابي وفق الإجراءات القانونية المعروفة، أو الانضمام إلى إحدى النقابات الناشطة في القطاع، استعدادا لاستئناف المفاوضات والعمل الثنائي لتجسيد المطالب المرفوعة من طرف أساتذة هذا الطور، من ضمنها المتعلقة بالجانب المهني على غرار تقليص ساعات العمل وإعادة تصنيف أساتذة الابتدائي في الرتبة 12، وإقرار نظام العمل المستمر بالجنوب تماشيا مع الظروف المناخية للمنطقة.
ومن المزمع أن تودع التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي ملفها على مستوى وزارة العمل هذه الأيام، رغم حدوث انقسام بداخلها بشأن كيفية التعامل مع الوزارة، بسبب إصرار عدد من الأساتذة على استئناف الإضراب مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، وسيسمح هذا الإجراء للأساتذة بالعمل في إطار قانوني واضح، و إسماع صوتهم للسلطات المعنية، بدل تعيين في كل مرة مجموعة من الأساتذة للتحاور مع الوصاية، فقد كانت هذه الإشكالية من  العقبات التي عرقلت مسار المفاوضات مع ممثلي التنسيقية لوقف الإضراب واستئناف العمل، وتنظيم الامتحانات الفصلية في موعدها.
وبحسب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد، فإن قطاع التربية الوطنية نجح في تخطي الأزمة التي سببها إضراب أساتذة التعليم الابتدائي، بتنظيم امتحانات الفصل الأولى في الآجال المحددة، مؤكدا في اتصال معه أمس، بأن أغلب المدارس الابتدائية أنهت تنظيم امتحانات الفصل الأول، مع استمرار  العملية ببعض الأقسام خلال بداية هذا الأسبوع، لكنه أكد تسليم كشوف النقاط بالنسبة لجميع أقسام الابتدائي يوم الخميس المقبل، لينصرف الجميع لقضاء العطلة الشتوية استعدادا لاستكمال ما تبقى من الموسم الدراسي.
وطمأن خالد أحمد الأولياء بشأن استدراك الدروس الضائعة، بسبب الحركات الاحتجاجية التي هزت استقرار الطور الابتدائي وأرقت الآباء، كاشفا عن اتفاق تم إبرامه ما بين الوزارة والأساتذة لتخصيص أيام السبت والفترات المسائية لأيام الثلاثاء لإنجاز الدروس المتأخرة، علما أن تنسيقية أساتذة التعليم الابتدائي شرعت قبل اتفاقها مع الوزارة، في إضراب لثلاثة أيام أسبوعيا، أي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، معلنة في ذات الوقت عن مقاطعة إجراء الامتحانات.
وبحسب المصدر فإن برنامج الاستدراك سيتم تنفيذه بعد العطلة الشتوية، بالتنسيق مع الأولياء والمؤسسات التربوية، وفي تقديره فإن ما ضاع من دروس بسبب الإضراب ليس بالحجم الذي يطرح إشكالا أو يؤثر على استكمال المنهاج الدراسي، بالنظر إلى طول الفصل الأول الذي يمتد على حوالي أربعة اشهر كاملة، لذلك يتم خلاله تنفيذ أكبر جزء من البرنامج بالنسبة للأطوار التعليمية الثلاثة.
وبشأن التهديد بالعودة مجددا إلى الإضراب من قبل التنسيقية، كشف خالد احمد عن عمل تنسيقي يقوم به المفتشون على مستوى الولايات لإقناع الأساتذة بالتريث وانتظار ما ستسفر عنه جهود الوزارة، في إطار تنفيذ اللائحة المطلبية التي تم التفاوض عليها في إطار سلسة من اللقاءات، لا سيما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية وعودة الاستقرار إلى مؤسسات الدولة.
علما أن الوزارة شرعت هذه الأيام في التحضير للامتحانات الرسمية، بتوفير الوسائل اللوجستية والإطار البشري الذي سيشرف على تنظيم هذه المواعيد الهامة التي لم يعد يفصل عنها سوى بضعة أشهر فقط، بالتزامن مع تسوية المشاكل المرفوعة من طرف أساتذة الابتدائي، ويذكر أيضا أن نقابات عمال التربية هددت هي الأخرى بالعودة إلى الاحتجاجات خلال الفصل الثاني، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن المطالب العالقة، وذلك بعد أن أجلت كافة احتجاجاتها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية واستقرار الأوضع السياسية للبلاد، بانتخاب رئيس جديد وشرعي.
  لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى