تركيا تراهن على الجزائر كشريك موثوق في شمال إفريقيا
أكد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب، أن السعي إلى تطوير العلاقات الجزائرية التركية وترقيتها هي مصلحة تركية كما هي مصلحة جزائرية، إذ ينتظر أن تتوج زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر،  ببعث مشاريع شراكة جديدة بين البلدين، لافتا إلى  أن  مجالات التعاون متعددة و متنوعة بين مشاريع الطاقة والفلاحة والبناء والبنية التحتية والسياحة والتعاون العلمي،  كما  ينتظر بعث مبادرات مشتركة أو دعم تركي مطلق للمبادرة الجزائرية  حول الأزمة الليبية القائمة على حل ليبي ليبي بإشراف دولي .
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر ، أمس، أن العلاقات الجزائرية التركية، علاقات قديمة جدا تعود إلى الوجود العثماني في شمال إفريقيا قبل خمسة قرون خلت،  وهي العلاقات التي عرفت الكثير من التحسن خاصة في عهد الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان والذي أقام سياسته الاقتصادية على مبدأ العمق الاستراتيجي لتركيا والذي تعد الجزائر أحد ركائزه .
 وأشار الدكتور بشير شايب،  إلى أن  المبادلات التجارية بين البلدين، بلغت  3.5 مليارات دولار  في الفترة ما بين 2017 و2018، في حين بلغت واردات تركيا من الجزائر 2.123 مليار دولار في عام 2016، ويأتي الغاز الطبيعي على رأس تلك الصادرات ، في المقابل بلغت الصادرات التركية نحو الجزائر في العام نفسه حوالي  2.9 مليار دولار، كما تبلغ مجمل الاستثمارات التركية في الجزائر 04 مليار دولار من خلال 796 شركة توظف 28000  عامل .
 وأضاف في السياق ذاته، أن تركيا تعد الوجهة الرئيسية للسواح الجزائريين ورجال الأعمال ، وعليه فالسعي إلى تطوير هذه العلاقات وترقيتها هي مصلحة تركية كما هي مصلحة جزائرية، إذ ينتظر بعث مشاريع شراكة جديدة بين البلدين، لافتا إلى أن  مجالات التعاون متعددة و متنوعة بين مشاريع الطاقة والفلاحة والبناء والبنية التحتية والسياحة والتعاون العلمي.
 وأضاف الباحث الدكتور بشير شايب ، أن زيارة الرئيس التركي جاءت لتعزيز الاقتصاد وبعث مشاريع مشتركة جديدة  ، كما أنها فرصة أيضا لتبادل وجهات النظر حول مستقبل النزاع في ليبيا ، والدور الجزائري والتركي  المساعد لحلحلة هذه الأزمة  ، وعليه ينتظر-كما قال - بعث  مبادرات مشتركة جديدة أو دعم تركي مطلق للمبادرة الجزائرية القائمة على حل ليبي ليبي بإشراف دولي،  وحول هذه النقطة بالذات ينتظر أن يسعى الطرفان إلى تكريس وقف إطلاق النار والحفاظ على ديمومته والبدء في محادثات سياسية وفق خارطة طريق تؤدي إلى نزع فتيل الحرب في ليبيا -كما قال -
وأوضح المحلل السياسي، أن القضية الملحة الوحيدة حاليا هي قضية ليبيا وكيفية إنهاء الحرب فيها ، من خلال التطبيق الصارم لمخرجات مؤتمر برلين، من خلال خطوات عملية تبدأ من وقف إطلاق النار وتحديد خطوط التماس، ثم الفصل بين القوات المتحاربة من خلال إرسال قوات دولية، ثم التعاون على تجاوز الإشكالات الإنسانية من نازحين ولاجئين ومهجرين ، وبدء مفاوضات بين طرفي الأزمة تقود إلى وضع تصور لحل نهائي للأزمة.
وأشار مدير تحرير المجلة الإفريقية للعلوم السياسية ، إلى التنسيق الدائم والتشاور بين الجزائر وتركيا،  وكذلك  إمكانية استغلال نفوذ كل دولة -كما قال - على طرفي النزاع في ليبيا والمساعدة على تقريب وجهات النظر والدفع نحو الحل السياسي لتسوية الأزمة في هذا البلد ، بما يخدم الأمن والسلم في  منطقة شرق المتوسط .
وأضاف المحلل السياسي، أن تركيا تراهن على الجزائر كشريك موثوق في شمال إفريقيا، خاصة بعد تدهور علاقات تركيا  مع معظم الدول العربية ، وبالتالي فالجزائر في نظر تركيا هي الشريك الاستراتيجي الذي يمكن العمل معه في أجواء الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتنسيق والتشاور بين البلدين ، حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بدءا من   سوريا و انتهاء بالأزمة الليبية والقضايا  ذات الاهتمام المشترك .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى