شهدت ولاية البليدة، أمس الثلاثاء، غلقا تاما للطرقات الوطنية والولائية المؤدية إليها، ومنعت مصالح الدرك الوطني الدخول والخروج منها، تنفيذا لقرار المجلس الأعلى للأمن، القاضي بإخضاع الولاية للحجر الصحي لمدة 10 أيام قابلة للتجديد، بعد أن سجلت بها أعلى معدل للإصابات بفيروس كورونا، فيما استجاب المواطنون بشكل واسع للقرار، حيث بدت الشوارع والأحياء خالية تماما.
وباشرت مصالح الدرك الوطني، في ساعة مبكرة من صبيحة أمس، تطبيق قرارات المجلس الأعلى للأمن، حيث أغلق الطريق السيار شمال جنوب في شطره الرابط بين المدية والبليدة ،على مستوى حوش المسعودي ببلدية تمزقيدة، كما أغلق الطريق الوطني رقم 1 على مستوى الحمدانية، وفي نفس الوقت منعت الحركة على الطرق الوطنية والولائية التي تربط البليدة بالعاصمة والمدية وبومرداس من الجهة الشرقية، كما سدت كل الطرق الولائية والوطنية الغربية والشمالية التي تربط البليدة بتيبازة وعين الدفلى، وهو ما جعل الولاية معزولة علن باقي الوطن.
وفي الوقت ذاته انتشرت مصالح الدرك الوطني بشكل واسع على مستوى كل محاور الطريق السيار شرق غرب لمنع أي دخول للسيارات لإقليم ولاية البليدة، ومنع أي خروج منها، حيث شهدت أغلب المحاور حركة ازدحام للسيارات وتواجد مكثف لمصالح الدرك الوطني، وفي الوقت ذاته عملت مصالح الشرطة على وضع حواجز بمختلف الأحياء لمنع  دخول المواطنين من الأحياء إلا للحالات الاستثنائية من الموظفين في القطاعات التي لا تزال قيد النشاط، أو لحالات مرضية.
استجابة واسعة لقرار الحجر الصحي مقابل بعض الخروقات
والملاحظ هو الاستجابة الواسعة لقرار الحجر الصحي، حيث أن أغلب المحلات جمدت نشاطها بجل البلديات والأحياء، باستثناء محلات المواد الغذائية ومحلات بيع الخضر والفواكه والصيدليات، كما بدت الشوارع شبه خالية من حركة المواطنين والسيارات، مع تشديد إجراءات المراقبة من طرف مصالح الشرطة والدرك، في حين شهدت محلات بيع المواد الغذائية تزايدا في إقبال المواطنين لاقتناء السلع، خاصة الفرينة والعجائن، أما السميد فلا يزال مفقودا، وتشهد المحلات ندرة تامة في هذه المادة، كما تزايد الطلب على مادة الخبز، بعد أن جمدت عدد من المخابز نشاطها.
ومن بين المشاهد التي تدل على ارتفاع نسبة الوعي لدى سكان البليدة، فيما يخص احترام إجراءات السلامة، هو أن جل المحلات التجارية وضعت حواجز بمداخلها ويمنع المواطنون من الدخول، فيما تسلم لهم السلع خارجها، وشهدت أغلب المحلات احترام مسافات السلامة في الطوابير، على عكس الأيام السابقة.
بالمقابل، وفي تصرف يعكس اللاوعي عند بعض السكان، لا تزال مجموعات من الشباب وكبار السن تتجمع في الأحياء وتتبادل أطراف الحديث، على مسافات قريبة دون مراعاة لقرارات المجلس الأعلى للأمن، الذي قرر منع التجمع لأكثر من شخصين، فيما يطالب العديد من السكان، بتنظيم دوريات للشرطة في الأحياء لتفريق التجمعات، وفرض عقوبات على المخالفين وتشديد إجراءات الرقابة، من أجل التحكم في الوباء، والتنفيذ الصارم لقرارات المجلس الأعلى للأمن.
بنوك ومؤسسات مغلقة ودعوات لتموين الولاية بالخضر والفواكه
من جهة أخرى، منعت إجراءات الحجر على ولاية البليدة ومنع الدخول والخروج، العديد من موظفي البنوك والمستشفيات المقيمين بولايات مجاورة، خاصة الجزائر العاصمة، من الالتحاق بأعمالهم، حيث أغلقت أغلب البنوك بالولاية لعدم التحاق الموظفين بمناصبهم، وحسب مصدر من الولاية، فإنه شرع أمس في منح التراخيص لكل الموظفين العاملين في قطاعات استراتيجية للدخول إلى الولاية أو الخروج، ضمن إجراءات ضمان الخدمات لهذه الولاية.
وفيما يخص تمويل الولاية بالخضر والفواكه، من الولايات المجاورة كعين الدفلى والمدية، فقد منعت شاحنات الخضر والفواكه المتوجهة إلى سوقي الجملة للخضر والفواكه، من الدخول إلى الولاية، كما منعت شاحنات أخرى محملة بالخضر من السوقين من الخروج من إقليم الولاية، وكانت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين التي يترأسهما الحاج الطاهر بولنوار وجهت نداء لوالي البليدة من أجل الترخيص لشاحنات الخضر والفواكه من الدخول والخروج لتزويد سكان الولاية بالمواد الأساسية، ليتم بعدها حسب بيان للجمعية الوطنية للتجار والحرفيين تشكيل لجنة خاصة متعددة الأطراف لدراسة الأمر، وتم اقتراح بديلين اثنين الأول يخص فتح سوقي الجملة للخضر والفواكه ببوفاريك وبوقرة أمام الممونين، مع تحديد التوقيت وضبط الشروط، والبديل الثاني غلق سوقي الجملة ببوفاريك وبوقرة والسماح لتجار التجزئة بالتموين من أسواق الجملة بالولايات المجاورة المتمثلة في الحطاطبة و الكاليتوس، وكذا خميس الخشنة، مع توجيه مموني سوق بوفاريك وبوقرة لهذه الأسواق .
جمعيات خيرية تزود العائلات المعوزة بالمواد الأساسية
وقد شرعت جمعيات خيرية، بالتنسيق مع صناعيين ورجال أعمال بالولاية، في تزويد العائلات المعوزة و محدودة الدخل، أو التي انقطع دخلها مع الأزمة الصحية، التي تعيشها الولاية بالمواد الغذائية الأساسية كالسيمد والفرينة والعجائن، وذلك من أجل تخفيف معاناتها في ظل هذا الظرف الصعب، الذي تعيشه الولاية، وفي السياق ذاته شرعت جمعية كافل اليتيم الخيرية، في توزيع مواد غذائية على الأرامل والأيتام، في إطار العمليات التضامنية المختلفة التي تقوم بها ذات الجمعية.
تحويل دار الإحسان لإيواء أطباء الاستعجالات والإنعاش
قررت مساء أول أمس إدارة جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة، غلق دار الإحسان وتحويلها إلى إقامة لإيواء أطباء الاستعجالات والإنعاش بمستشفى «فراتنز فانون»، و الذين فضلوا عدم الذهاب إلى بيوتهم في هذا الظرف الصحي لتفادي انتشار الفيروس، أو نقله إلى عائلاتهم في حالة إصابتهم، وحسب رئيس جمعية البدر مصطفى موسوي فإن قرار الغلق، جاء بعد التنسيق مع مدير مركز مكافحة السرطان بمستشفى «فراتنز فانون» والاتفاق على  تأجيل مواعيد العلاج بالأشعة  للمرضى، وذلك لتفادي إصابتهم بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن مناعة مرضى السرطان ضعيفة وإصابتهم بالفيروس قد يسبب لهم مضاعفات خطيرة، وبهذا تم غلق دار الإحسان وأجلت مواعيد العلاج  بمركز مكافحة السرطان، إلى غاية تحسن الأوضاع الصحية.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى