lقوافل تضامنية تنطلق اليوم باتجاه مناطق الظل بالولاية         7l مستشفيات بالولاية مسخرة لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس
أكد، أمس، والي أم البواقي زين الدين تيبورتين، اتخاذ السلطات الولائية بالتنسيق مع جميع الفاعلين، لكل الإجراءات الوقائية لمنع انتشار العدوى بين المواطنين، الذين دعاهم للالتزام بمنازلهم وتفادي التجمعات لمنع نقل وانتقال الفيروس، مشيرا بأن 7 مستشفيات بالولاية مسخرة لاستقبال الحالات المشتبه بحملها الفيروس، وطمأن الوالي سكان الولاية بأن كل المواد الغذائية متوفرة، والخطوط التموينية لا تزال مفتوحة بمختلف المواد، وفي مقدمتها مادة السميد التي تكفي جميع الطلبات، خاصة وأن والي برج بوعريريج وعد بدعم الولاية بكمية من السميد، مبينا بأن قاطني مناطق الظل ستصلهم قوافل تضامنية منظمة بشكل يمنع من احتكاك المواطنين فيما بينهم.
والي أم البواقي وفي لقاء أجرته معه النصر بخصوص الإجراءات المتخذة من طرف خلية الأزمة بالولاية، للحد من انتشار فيروس كورونا بالولاية، اعتبر بداية بأن الحالات المسجلة بالولاية المتعلقة بالإصابة بفيروس كورونا تقدر بـ3 حالات مؤكدة، إضافة لبعض الحالات المشتبه بها، التي تتواجد بالمستشفيات لتلقي العلاج، في انتظار ظهور نتائج التحاليل من معهد باستور بقسنطينة، الذي ومنذ دخوله حيز الخدمة، أدى لتقليل الفترة الزمنية التي كانت تستغرقها التحاليل المخبرية، مشيرا إلى أنه لا وجود لأي حالة تدعو للقلق بأم البواقي.
رصد 3 ملايير سنتيم لاقتناء كمامات ولوازم الوقاية
وعن الإجراءات الوقائية التي سارعت السلطات الولائية لاتخاذها، أكد الوالي بأن مصالحه ضبطت مخططا على المستوى المحلي، هو نفسه المطبق على المستوى الوطني، والذي يأتي تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية وتعليمات الوزير الأول، مضيفا بأنه وغداة الإعلان عن ظهور فيروس كورونا، بادرت الولاية لرصد مبلغ من ميزانية الولاية بقيمة 3 ملايير سنتيم، وتم إسداء تعليمات لمدير الإدارة المحلية لاقتناء مواد مختلفة للوقاية والتعقيم تضم 30 ألف كمامة و30 ألف قفاز، أين تم اقتناؤها من ولاية بومرداس في إطار صفقة بالتراضي، تمت وفق مقتضيات المرحلة الراهنة في إطار المصاريف المتعلقة بالأزمات غير المتوقعة، والتي وزعت على المستشفيات وأعوان الأمن والحماية المدنية، وفي إطار المجهود المحلي ولتجاوز العجز المسجل في الكمامات، تم تجنيد معاهد التكوين المهني لإنتاج 600 كمامة وتوزيعها على الهيئات التي هي في حاجة إليها، عبر كل إقليم الولاية على غرار الحماية المدنية ومصالح الأمن، وتم الشروع كذلك في عمليات تطوعية لتعقيم كل المرافق العمومية المستقبلة للجمهور، كما تم اقتناء 50 جهازا لقياس الحرارة عن بعد، والتي تم توزيعها على جميع المؤسسات التي تستقبل المواطنين.
وبخصوص الوسائل المادية والبشرية المسخرة، أكد المسؤول الأول على خلية الأزمة التي تم تنصيبها بالولاية، بأن كل الوسائل كافية ولا وجود لمشاكل، فكل الطواقم الطبية وشبه الطبية مسخرة، عبر 6 مستشفيات بالولاية إضافة إلى مستشفى محمد بوضياف، الذي اعتبر مستشفى مرجعي، أين يتم تعميم إجراءات الوقاية من كورونا، انطلاقا من هذا المستشفى، وتم كذلك تخصيص وسائل استقبال احتياطية وبديلة للمرضى في حال ارتفع عددهم وذلك على مستوى مرافق التكوين المهني ومديرية التربية والإقامات الجامعية، أين تم تخصيص ألف سرير احتياطية موزعة على مختلف الهياكل المسخرة لهذا الغرض، وتم الشروع في اقتناء 400 فراش لضمها لـ600 فراش آخر، قصد الوصول لألف سرير مهيأ عبر نقاط الإيواء ببعض المرافق غير المهيأة.
وأضاف محدثنا بأن وزارة الصحة خصصت شحنة من الكمامات والقفازات لقطاع الصحة، وتم توزيعها على الأطباء والأعوان شبه الطبيين، في انتظار أن يتم تدعيم المستشفيات بالتجهيزات الطبية، خاصة منها المخصصة للتنفس الاصطناعي، وكل الإمكانيات باتت مسخرة ومجندة، كما تم من الجانب الوقائي والتحسيسي، مباشرة حملات توعية من طرف فرق ووحدات الدرك والأمن الوطنيين لدفع المواطنين للالتزام بسكناتهم، فالفيروس ثابت والمواطن هو الذي يتحرك، ومكوثه في بيته يجنبه خطر الإصابة به.
800 قنطار من السميد ستتدعم بها أم البواقي من ولاية برج بوعريريج
وفيما تعلق بالجانب التمويني بالمواد الغذائية الأساسية، طمأن الوالي بعدم وجود أية مشاكل، تتعلق بالتموين بمختلف المواد، ماعدا مادة السميد التي سجل إقبال كبير عليها من طرف المواطنين، الذين يقومون بتخزينها وهي متوفرة وبكثرة وتكفيهم لفترات طويلة، وأضاف الوالي بأن الإجراء المتخذ لتفادي الطوابير التي شكلها المواطنون على مادة السميد، هو نقل وإيصال هذه المادة لمحيط سكناتهم، أين ستعرض للبيع في المحلات بشكل عادي، تفاديا لأية تجمعات قد تحصل نتيجة لعرضها في نقاط مكتظة بالسكان، مطمئنا إياهم بأن كمية السميد المنتجة تضاعفت.
وأكد المسؤول بأن السلطات الولائية أعطت الأولوية لمناطق الظل بالولاية، أين يتم في كل مرة الحرص على تموين 264 منطقة ظل بالولاية بمختلف المواد الغذائية وفي مقدمتها مادة السميد، كاشفا بأنه تواصل مع والي برج بوعريريج، الذي وافق على تخصيص 800 قنطار من السميد، بالتنسيق مع إحدى المطاحن بهذه الولاية لتوجيهها للسوق المحلية بأم البواقي، انطلاقا من الأسبوع القادم، وتوعد الوالي التجار المضاربين بأن مصالح الرقابة ستضرب بيد من حديد، منتقدا استثمارهم في أزمة صحية يعاني منها المواطن للرفع في الأسعار، مبينا بأن هذه الظاهرة ستتم مكافحتها بصرامة، فعشرات المحلات التجارية أغلقت، حسبه، حتى بالنسبة للمحلات التي تبيع مواد صيدلانية وشبه صيدلانية، كما أكد الوالي بأن كل من يثبت مخالفته للتعليمات والقرارات المتخذة سيتم شطبه من السجل التجاري.
والي أم البواقي أضاف أن من بين الإجراءات المتخذة، وضع حد لتنقل مركبات النقل الجماعي، للحد من تجمع المواطنين وتنقلهم بين مدن الولاية، وكذا الحد من تنقل المواطنين من الولايات المجاورة، مشيرا بأن الترخيص استثنى فقط مركبات نقل عمال ومؤطري قطاع الصحة، إلى جانب تجسيد تعليمات الوزير الأول المتعلقة بإنشاء خلايا التضامن على مستوى البلديات، والتي تتكون من منتخبين وأعيان المجتمع المدني وجمعيات، وهي الخلايا التي تتكفل بتنظيم العمليات التضامنية، وتجنب الاحتكاك بين المواطنين، بعيدا عن التدافع، كإجراء وقائي، وسيتم في هذا المجال ضبط جميع قوائم المعوزين، والتي ستكون معنية بالعمليات التضامنية، وأكد المتحدث بأن ما نسبته 99 بالمائة من الخلايا تم تنصيبها، وستشرع في عملها، بتركيز عملها على العائلات التي لها معيلين يتواجدون في الحجر الصحي بالمستشفيات، أين سيتم ضبط أسمائهم، والتكفل بعائلاتهم، لتأتي العائلات المتواجدة بمناطق الظل كأولوية ثانية، ومن بعدها العائلات التي ليس لها دخل أو دخلها محدود، وفي هذا المجال كشف المسؤول الأول بالولاية بأن قوافل تضامنية تم تحضيرها بالتنسيق بين قطاعات الفلاحة والصحة والنشاط الاجتماعي، أين سيتم الانطلاق من مناطق الظل لتوزيع إعانات تتضمن مواد غذائية مختلفة إضافة إلى الأغطية والأفرشة، وطمأن الوالي بأن العمليات التضامنية سيتم تأطيرها لتفادي الاحتكاك بين المعوزين، وإن اقتضى الأمر سيتم توزيع وصولات على كل عائلة لتتقدم لسحب الإعانة الخاصة بها لتجنب الاحتكاك.
إجراءات خاصة تحضيرا لشهر رمضان
من جهة أخرى أوضح الوالي بأن السلطات الولائية، ستشرع في تجسيد إجراءات خاصة، متعلقة بشهر رمضان، أين سيتم المواصلة في تجسيدها في حال استمرت الحالة الوبائية، وسيتم كذلك وضع مخطط لمواجهة الفيروس، ومن المحتمل أن تعمل خلايا التضامن دور الوسيط بين المعوزين في البلديات وبين السلطات الولائية،  لتسهيل وصول المساعدات وتفادي التجمعات، واعتبر المسؤول الأول بالولاية بأن خارطة طريق واضحة المعالم تم وضعها، أين يتم تجسيدها وفق مقتضيات المرحلة، متوجها بتشكراته للطواقم الطبية وشبه الطبية وكل الأسلاك الأمنية وأعوان الحماية المدنية وكذا المنتخبين المحليين ومنتخبو البرلمان بغرفتيه وكل الهيئات الساهرة على توعية وتحسين المواطنين وقاية من خطر فيروس كورونا.
وختم الوالي تصريحه بتوجيهه نداء للمواطنين من سكان الولاية، مؤكدا بأن السلطات الولائية تسهر على صحة وسلامة المواطن، وعلى المواطنين تجنب القلق من إجراء الحجر المنزلي لأن الأمر لصالح المواطن بالدرجة الأولى، والسلطات الولائية تسعى جاهدة لضمان راحته من جميع الجوانب، وبكل الطرق القانونية المتاحة، مضيفا بأن تجربة الصين في الحجر المنزلي تجربة رائدة ووجب الاقتداء بها لتجاوز هذه الفترة.                    أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى