n تمديد غلق المدارس ولا حجر كلي في الوقت الراهن     n الجزائر لم تتأخر في مكافحة الوباء ولديها إمكانات لم تستعمل بعد
n منحة بين 10 و 40 ألف دينار لمهنيي الصحة وفئات أخرى تواجه كورونا
دعا رئيس الجمهورية السيد،عبد المجيد تبون، كل المواطنات والمواطنين إلى التحلي بالانضباط  المطلوب، وإتباع توصيات ونصائح السلطات الصحية لمواجهة وباء كورونا كوفيد 19، وطمأن بأن البلاد تملك كل الإمكانات المادية والوسائل وقدرات لم تستعمل بعد لمجابهته، وأعلن تمديد العطلة الدراسية لجميع الأطوار إلى إشعار آخر، مستنكرا في السياق بعض الهجمات الشرسة التي تستهدف الجزائر ومؤسساتها في هذا الظرف.
 قدم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مساء أول أمس في اللقاء الدوري الذي جمعه بعدد من ممثلي ومسؤولي وسائل إعلام وطنية توضيحات مهمة للرأي العام بخصوص وضع البلاد في مواجهة فيروس كورونا كوفيد 19.
وطمأن الرئيس بالمناسبة جميع المواطنين بأن الدولة لديها من الإمكانات المادية والوسائل والقدرات لمجابهة هذا الوباء الخطير لم تستعمل بعد، و قال بأنه مستعد أن يخصص مليار دولار لحماية المواطنين من هذا الوباء إن اقتضى الأمر ذلك.
الانضباط المطلوب هو ما ينقصنا
 وقال عبد المجيد تبون بهذا الخصوص إن الجزائر كانت من الدول السباقة لاتخاذ قرارات مهمة للتصدي لانتشار فيروس كورونا  وذلك قبل حتى بلدان أوروبية، على غرار غلق المدارس والثانويات والجامعات وكذا الملاعب كإجراء احترازي.
وأضاف أن ما ينقص الجزائر اليوم هو ضرورة أن يتحلى المواطنون في هذه الفترة بالانضباط المطلوب في تطبيق توصيات الجهات الصحية  ومتطلبات الحجر الصحي، داعيا الجميع إلى ضرورة الالتزام بالبيوت في هذه المرحلة الحساسة حفاظا على صحتهم وصحة أقربائهم.
وراهن  الرئيس هنا على وعي المواطن من أجل تجاوز هذه المرحلة بلطف، وقال بالمقابل إن الدولة قادرة على فرض الحجر الصحي بالقوة وحجز أي سيارة تخترق الحجر و جر صاحبها إلى الحبس، لكن على المواطن أن يكون واعيا بخطورة هذا الوباء.
الجزائر لم تتأخر في اتخاذ الإجراءات الضرورية
وردا على ما تردّد بشأن تأخر السلطات العمومية في اتخاذ الإجراءات الضرورية للحد من انتشار فيروس كورونا، قال الرئيس عبد المجيد تبون بأن الجزائر كانت من أولى البلدان التي اتخذت قرارات للتصدي لانتشار الفيروس وذلك حتى قبل بلدان أوروبية، على غرار غلق المدارس والثانويات والجامعات وكذا الملاعب كإجراء احترازي.
 وأيضا بعد تأكدها مباشرة من دخول أول حالة وهي لرعية أجنبي اتخذت جملة من التدابير الأخرى مثل القيام بالفحص في المطارات والموانئ، كما «كنا أول من قام بإجلاء الرعايا من الخارج خوفا عليهم من الخطر عندما تم استقدامهم من ووهان الصينية ووضعهم في الحجر الصحي»- يضيف تبون لمحاوريه.
وأدرج الرئيس الكلام عن تأخر الجزائر في اتخاذ إجراءات الوقاية من  الوباء في سياق «هجمة شرسة» تستهدف الجزائر ومؤسساتها من قبل جهات لم تهضم الاستقرار الذي تعيشه البلاد»، موضحا بأن الجزائر «لا تخفي أي شيء» بخصوص حالة الوباء في البلاد.
وطمأن جميع المواطنين بأن «الجزائر تسيطر على الوضع» و أنها تملك قدرات تسمح حتى بمواجهة الوباء في حال وصوله إلى الدرجة الخامسة خاصة، و أن قدرات الجيش الشعبي الوطني لم تستغل بعد.
وبخصوص القدرات المادية والمالية أكد تبون أيضا بأنه تم لحد الآن تخصيص 370 مليار سنتيم كاحتياط لشراء وسائل الوقاية قبل أن يتم إضافة 100 مليون دولار أخرى لمواجهة الوباء، فضلا  عن اقتراح صندوق النقد و البنك العالمي تقديم مساعدة للجزائر بمبلغ إجمالي يقدر بـ 130 مليون دولار، مشددا على أن الجزائر تملك أحسن الأطباء في العالم.
 ودائما بخصوص الإمكانيات المالية تحدث الرئيس عن 60 مليارا كاحتياطي صرف لدى البلاد في الوقت الحالي، وقال انه مستعد أن يضع مليار دولار لحماية صحة المواطنين ومجابهة الوباء إن اقتضى الأمر ذلك.
وبشأن نقص بعض التجهيزات والوسائل اللازمة للتصدي للوباء قال تبون بأن هذا الأخير فاجأ الجميع  وحالة الطوارئ التي أعلنتها الدولة تسببت في خلق بعض التذبذب في  توزيع الكمامات والأجهزة الأخرى.
 ولتدارك هذا النقص تحدث تبون عن انطلاق الصناعة الوطنية في مجالات مثل المطهرات والكمامات لتصل  إلى  90 ألف كمامة يوميا، فضلا عن الطلبيات التي تقدمت بها الجزائر إلى الصين للحصول على 100 مليون كمامة، و 30 الف جهاز للكشف عن الفيروس ومستلزمات أخرى سيتم استلام جزء منها يوم 4 أو 5 أبريل الجاري.
إلا أنه أشار للضغط الذي تعانيه الصين في هذا المجال بسبب الطلبات الكبيرة التي تصلها من مختلف دول العالم، وتطرق هنا لطبيعة العلاقة التاريخية المتينة التي تربط البلدين وعن المساعدات التي أعلنت الصين تقديمها للجزائر تبعا لذلك.
وبشأن ما تم تداوله بخصوص نقل الطاقم الطبي الصيني إلى مستشفى عين النعجة العسكري قال رئيس الجمهورية أن المؤسسة العسكرية تملك الآلاف من الخبرات الطبية وشبه الطبية ما يغنيها عن أي دعم طبي خارجي بل أكثر من ذلك ستقوم بتدعيم المستشفيات المدنية بأطباء مختصين وممرضين للتصدي لهذا الوباء.
وبخصوص بروتوكول كلوروكين الذي لجأت إليه السلطات الصحية مؤخرا أوضح تبون بأنه و حسب وزارة الصحة قد اظهر نجاعة و فعالية، ومؤشرات ايجابية و ستظهر النتائج بعد عشرة أيام، مضيفا بأن البلاد تملك مخزونا من هذا الدواء يكفي لحوالي 200 ألف شخص.
منحة بين 10 و40 ألف دينار لعمال الصحة وفئات أخرى
وخلال حديثه الصحفي وفي موضوع على علاقة بتوفير الإمكانات والوسائل اللازمة خاصة لمهنيي الصحة وغيرهم من الفئات الذين يواجهون خطورة وباء كورونا في الخطوط الأمامية كشف تبون بأنه وقع أول أمس مرسوما رئاسيا يستحدث منحة جزافية تتراوح قيمتها بين 10 و 40 ألف دينار شهريا لمستخدمي الصحة وشبه الطبي والإداريين ومستخدمي الدعم، ويمكن أن يوسع ليشمل فئات على غرار عمال النظافة وغيرهم الذين يكونون على علاقة بمكافحة الوباء.
 وستحتسب هذه المنحة بداية من 15 فبراير الماضي ولمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، إذا تطلب الأمر ذلك واستمر انتشار الوباء، مؤكدا على استمرار دعم الدولة لعمال الصحة الذين يجابهون في الوقت الحالي وعائلاتهم خطر الفيروس.
لن تكون هناك ندرة في المواد الغذائية
 وفي موضوع متصل طمأن رئيس الجمهورية جميع المواطنين أيضا بأن المواد الغذائية متوفرة بكثرة وبأنه لن تكون هناك ندرة في هذا المجال، وقال بهذا الخصوص أن مخزون المواد الغذائية يكفي لخمسة أو ستة أشهر، وأن هناك طلبيات للتزود بالقمح،  فضلا عن ارتفاع قدرة إنتاج السميد لدى المطاحن إلى نسبة 100 من المائة، وهو ما سيؤدي في خلال  أيام قليلة إلى حصول فائض في هذا المجال.
وشرح تبون بأن احتياطاتنا من الصرف تقدر بـ 60 مليار دولار في حين لا تتعدى فاتورة استيراد الغذاء 9 ملايير دولار سنويا، وعليه لا يمكن الحديث عن ندرة في هذا الميدان، متأسفا للسلوكيات السلبية لبعض المواطنين الذين عمدوا إلى تخزين وتهريب بعض المواد الغذائية والأقنعة، ودعا للتبليغ عنهم.
كما وعد رئيس الجمهورية بالوقوف إلى جانب أصحاب المؤسسات الاقتصادية، خاصة المصغرة منها التي أغلقت أبوابها بسبب الإجراءات التي تسببت فيها أزمة كورونا، وتوفير كل الوسائل التي تسمح لهم بالعودة إلى الإنتاج بعد نهاية هذه الأزمة.وفي السياق هون من تهاوي أسعار النفط على الاقتصاد الوطني، وقال إن البلاد مستعدة لرفع التحدي وإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، وتحدث عن وضع خطة مدروسة للتغيير في هذا المجال.
لا حجر صحي كلي وتمديد غلق المدارس
وعن الإجراءات التي ستتخذها الدولة في الأيام القادمة لمواجهة تفشي وباء كورونا، استبعد الرئيس عبد المجيد تبون اللجوء إلى فرض حجر كلي  في البلاد أو على مدن بعينها على غرار الجزائر العاصمة، وقال أنه يتابع ساعة بساعة تطور تفشي الوباء، و عن العاصمة قال ان كورونا مركز بشكل أكبر في حيين بعدد  معتبر من الحالات، وإذا اقتضى الأمر سيتم الحجر نهائيا على الحيين.
أما بشأن عودة الدراسة فقد أكد تبون تمديد غلق المدارس والثانويات والجامعات لفترة ثانية وثالثة إن اقتضى الأمر، وأنه لن يتم تعريض حياة المتمدرسين وذويهم أبدا، ولن يعاد فتح المدارس إلا بعد التحكم  في الوباء، كما تحدث عن قرار بالشروع في إعادة الجزائريين العالقين في تركيا بعد يومين أو ثلاثة لكن بعد التأكد الصارم من هوياتهم.
 إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى