طور فريق بحث مكون من خبير في مجال هندسة الطيران و أساتذة من جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس، كبسولة للتعقيم الشخصي تعمل على تطهير من يدخلها بشكل كلي و القضاء على الأجسام الدخيلة على غرار الفيروسات و الجراثيم و البكتيريا، و هو نموذج أولي موجه لاستخدام الطبي.
 وحسب المهندس المسؤول عن إعداد تصاميم الغرفة و إنجاز و تركيب هيكلها العام، عادل محمد بلعربي، فإن المشروع جاء بناء على فكرة تقدم بها أستاذان من جامعة جيلالي اليابس و هما تيلماتين أعمر و بوخلدة محمد فضيل،  اللذان استطاعا كما أوضح، أن  ينجزا جهازا يقوم بتحويل الأوكسجين إلى غاز الأوزون المضاد للبكتيريا و الفيروسات و الجراثيم، كما تمكنا من تطوير مولدات الأوزون على مستوى مخبرهما في الجامعة، بالرغم من أنها تكنولوجيا صعبة جدا و غير متوفرة بشكل كبير في بلادنا، حيث تعد مبادرتهما سابقة على المستوى الوطني.
 و قد تم بناء على  المخطط الذي قدمه الباحثان، تصميم نموذج كامل لغرفة أو كبسولة تعقيم، مخصصة للأطقم الطبية و العاملين في مختلف المصالح الحساسة على غرار مصلحة الأمراض المعدية و الطب النووي و مصالح الجراحة و غير ذلك، على أن توجه الغرفة مستقبلا لاستخدامات أوسع تخص مجالات الصيدلة و تصنيع المواد الغذائية، على اعتبار أن الكبسولة التي لا يتعدى حجم قاعدتها 1.2 متر عرض على 1.6 طول و 1.6 ارتفاع، قادرة على تعقيم جسد و ملابس الشخص الذي يدخلها خلال دقائق وجيزة، علما أن مبدأ عملها يقوم على عدم احتواء رأس المعني، لأسباب صحية تتعلق بخطورة استنشاق الإنسان لغاز الأوزون، وهو تحديدا ما تطلب كما أوضح المهندس، استخدام  هيكل مصنع كليا من مواد بلاستيكية مقاومة للأكسدة.
المشروع الذي موله مجمع «حسناوي»بسيدي بلعباس، يعتبر جد مهم و مفيد لحماية الأطباء خلال أداء مهامهم كما قال محدثنا، و الأهم هو أن تكلفته مقبولة و مواد تصنيعه و تركيبه متوفرة في السوق الوطنية، ناهيك عن أن المدة التي يتطلبها إنجازه ليست طويلة فقد استغرقت عملية إعداد الرسومات و التصاميم  مدة 12 يوما، بينما تم تركيب هيكل الغرفة بكل لواحقه و تجهيزاته الداخلية في مدة شهر، علما أن العمل بأكمله تم في منزل المعني خلال فترة الحجر الصحي.و حسب المهندس عادل محمد بلعربي، فإن النموذج الأولي جاهز بنسبة كاملة،و قد دخل مرحلة التجريب و المعايرة، وهي عملية يشرف عليها فريق البحث و التطوير تحت رقابة طبية متخصصة، و ذلك للتأكد من نجاعة المشروع، حيث تم في هذا الإطار ضبط بروتوكول تجريب بالتنسيق مع فاعلين في قطاع الصحة يتضمن إنشاء مستعمرات جرثومية و فيروسية و بكتيرية، لاختبار تأثير الجهاز عليها و التأكد من قدرته على القضاء على الأجسام الدخيلة بالكامل، وذلك تمهيدا لاعتماد النموذج الأولي و العمل على تطويره أكثر قبل الانتقال كما قال، إلى مرحلة الإنتاج و التسويق خصوصا وأن النتائج المبدئية لاختبارات المطابقة جد مشجعة و إيجابية.
و بحسب ما أشار إليه المتحدث، فإنه يتم بالموازاة مع ما سبق ذكره العمل على نماذج أخرى لقمرات تعقيم مستقلة تستخدم لتطهير ملابس الأطباء و تجهيزات المصالح الطبية و معداتها و غير
 ذلك.                                 هدى /ط

الرجوع إلى الأعلى