كشف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي أمس عن تشكيل لجنة لصياغة مقترحات حول تعديل الدستور، بقيادة الوزير السابق محمد خذري ستجتمع اليوم للمصادقة على المقترحات المزمع رفعها إلى رئاسة الجمهورية.وأكد أبو الفضل بعجي في أول ندوة صحفية عقدها بمقر الحزب العتيد بعد انتخابه أمينا عاما للأفالان، بأن حزب جبهة التحرير الوطني كان يستعمل ويستغل من قبل «العصابة»، وأنه شخصيا كان من بين الذين تمردوا على القيادة السابقة للأفالان، وقد تم تجميد عضويته وإقالته بطريقة غير قانونية، كما تعرض لضغوط وتهديد.    وبرأ أبو الفضل حزب جبهة التحرير من الممارسات التي كانت تتم باسمه، من بينها تزكية الرئيس السابق لعهدة خامسة، قائلا إن الحزب لم يساند العهدة الخامسة بل أيدتها قيادة غير شرعية جاءت بها العصابة، وأن من اصدر بيان الترشيح هو عضو سابق في المكتب السياسي وليس اللجنة المركزية.
وأوضح منشط الندوة بأن الأفالان هو اليوم حزب كباقي الأحزاب السياسية بعد أن استرجع شرعيته، وما جرى لا يلزمه كمؤسسة وإنما يلزم الأشخاص، وعقب أبو الفضل على الأصوات التي رفضت عودة الأفالان إلى المشهد السياسي، قائلا إنها تمثل الأطراف التي لا تريد أن ترى الحزب يستعيد مكانته وعافيته، متسائلا عن سبب صمتهم خلال الثمانية اشهر السابقة التي غاب فيها الحزب عن الساحة السياسية.  
كما نفى المتحدث وجود أي علاقة تنظيمية بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وحزب جبهة التحرير الوطني، ولا الوزير الأول عبد العزيز جراد، ونفى أيضا صلته باللائحة السياسية التي تضمنت ذلك، قائلا إنه كان مرشحا في الدورة السابقة للجنة المركزية، وان اللائحة كانت مناورة من الإدارة السابقة للحزب بغرض إفشال الدورة.  
أوضح المصدر بأن رئيس الجمهورية تقدم إلى سباق الرئاسيات كمترشح حر، وهو اليوم رئيس كافة الجزائريين،  مذكرا بمضمون جدول أعمال دورة اللجنة المركزية الذي تضمن نقطتين أساسيتين، وهما انتخاب الأمين العام وتأجيل المؤتمر لأن عهدة اللجنة كانت ستنتهي يوم 30 ماي المنصرم.
ولدى تطرقه إلى ملف تعديل الدستور، كشف منشط الندوة الصحفية عن تشكيل فريق يرأسه الوزير السابق محمود خذري وهو محامي وذو خبرة قانونية، إلى جانب الأستاذ والنائب السابق في البرلمان مسعود شيهوب، أوكلت إليه مهمة مناقشة مشروع تعديل الدستور وصياغة المقترحات التي سيتم المصادقة عليها اليوم قبل رفعها إلى رئاسة الجمهورية، كاشفا عن عمل آخر تم القيام به على مستوى المحافظات والقسمات لجمع مقترحات القاعدة.
وفي رده على سؤال يتعلق بإمكانية تغيير تسمية حزب جبهة التحرير الوطني، أكد بعجي أبو الفضل بأن ذلك ليس ورادا تماما، لان التسمية وضعها رجال وهي أمانة سيحافظ عليها، معتقدا بأن أحزابا سياسية ومناضلين في تيارات إيديولوجية أخرى استغلت الحراك للنيل من الحزب، قائلا عنهم «هم لا يؤمنون ببيان أول نوفمبر».
وبخصوص موعد انعقاد المؤتمر القادم للحزب، قال أبو الفضل بأن ذلك مرهون بالوضع الصحي العام، وبالأجندة السياسية، في مقدمتها الاستفتاء حول تعديل الدستور والانتخابات التشريعية القادمة ثم المحلية، وفي نظره فإنه لا يمكن  الذهاب إلى المؤتمر خلال 6 أشهر وأمام مواعيد هامة، لان الأولوية هي للدولة.                             لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى