قرر المكتب الفيدرالي على هامش اجتماع أول أمس، النزول إلى القاعدة وتنظيم جلسات عمل، مع رؤساء وممثلي أندية قسمي الهواة وما بين الرابطات، بغية الوقوف على نظرة فرق الأقسام السفلى، بخصوص مستقبل الموسم الكروي، وبالمرّة محاولة رسم خارطة طريق بشأن المخطط، الذي تعتزم الاتحادية انتهاجه لتنفيذ قرارها الساعي لإكمال الموسم بعد رفع الحجر الصحي.
هذا ما كشف عنه للنصر مصدر من داخل الاتحادية، والذي أوضح في سياق متصل، بأن رئيس الفاف خير الدين زطشي، أبدى إصرارا كبيرا على ضرورة قطع هذه الخطوة، خاصة وأنه أكد بأن شريحة الهواة تمثل نسبة 85 بالمئة، من تركيبة المنظومة الكروية الوطنية، بوجود 1160 ناديا في جميع الأقسام، بإجمالي 220 ألف إجازة، ومستقبل المنافسة لا يجب أن يبقى ـ حسبه ـ محل نقاش على أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، والتي لا تمثل سوى نسبة 15 بالمئة من الهرم الكروي الوطني، بمجموع 5200 إجازة للاعبين، لأن استشارة جميع الأطراف الفاعلة، يبقى ـ على حد قوله ـ ضرورة حتمية، لتفادي أي تأويل بخصوص القرار المتخذ.
وحسب نفس المصدر، فإن قرار زطشي القاضي بضرورة تنظيم جلسات عمل، مع رؤساء أندية الهواة وما بين الرابطات، جاء كرد فعل منه على الخطوة، التي كان المكتب التنفيذي للرابطة المحترفة، قد بادر إلى القيام بها، وذلك بعقد إجتماعات جهوية مع النوادي المحترفة، للوقوف على نظرتها إزاء المرحلة المتبقية من الموسم «العالق»، ولو أن زطشي اعتبر تلك الجلسات بمثابة محطات لطرح المشاكل العويصة، التي تتخبط فيها الأندية، سيما منها تلك المقترنة بالجانب المادي، بعيدا عن المناقشة الجادة للوضعية الراهنة، ومحاولة مواكبة مسعى المكتب الفيدرالي الرامي إلى إكمال المنافسة بعد رفع الحجر الصحي، وتحسن الوضعية الوبائية في الجزائر.
الفاف لا تريد تغييب صوت شريحة الأغلبية !
واستنادا إلى ذات المصدر، فإن رئيس الإتحادية ألح على الإستماع إلى الشريحة الأكبر في المنظومة الكروية الوطنية، وذلك بالتقرب من ممثلي أندية قسمي الهواة وما بين الرابطات، واتخاذها كعيينات للأقسام السفلى، في ظل استحالة إلحاق جميع أندية الجهوي والشرفي بدائرة النقاش، وهذا من خلال برمجة جلسات جهوية، وقد أكد زطشي على ضرورة أخذ مواقف رؤساء الأندية إزاء الوضعية الراهنة، والتوقف الاضطراري للبطولة بسبب انتشار فيروس كورونا، على اعتبار أن أندية المستويات السفلى اعتادت على إنهاء موسمها خلال الأسبوع الأول من شهر ماي، والأزمة الوبائية، أجبرتها على المكوث في غرفة الانتظار لنحو 4 أشهر، وهذا نتيجة ظروف استثنائية يجب على الاتحادية ـ كما قال زطشي ـ التعامل معها، والسعي لإيجاد الحلول الميدانية الكفيلة، بتكيّف جميع الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية، مع مخلفات الأزمة الراهنة.
الجلسة الأولى مبرمجة بقسنطينة
من هذا المنطلق، فإن أعضاء المكتب الفيدرالي سيعقدون جلسات عمل جهوية مع أندية الهواة وما بين الرابطات، والانطلاقة من المحتمل جدا ـ حسب مصدرنا ـ أن تكون من قسنطينة، باجتماع ممثلين عن الفاف برؤساء الفرق، لنقل انشغالاتهم إلى المسؤول الأول في الإتحادية، مع محاولة شرح «البروتوكول» الذي وضعته الفاف قيد النظر على طاولة الوزارة، بخصوص إكمال الموسم، سيما وأن المكتب الفيدرالي تشبث بقراره القاضي بضرورة استئناف البطولة بعد رفع الحجر الصحي، والإشكال يبقى عويصا في المستويات الأدنى، في ظل وجود مشروع نظام جديد للمنافسة كان في مرحلة التجسيد، والتوقف الإضطراري للبطولة وضع الفاف بين المطرقة والسندان، لأن التراجع عنه والعودة إلى نقطة الصفر يبقى أمرا صعب التجسيد، خاصة وأن أغلب بطولات الهواة لم تتبق منها سوى 5 جولات على أقصى تقدير، والصعود من قسم إلى آخر سيكون بنظام «الكوطة»، من خلال اعتماد التحاق 19 ناديا من الأفواج الثلاثة لوطني الهواة بالرابطة الثانية بصيغتها الجديدة، وكذا ارتقاء أصحاب المراكز الثمانية الأولى، من المجموعات الأربعة لقسم ما بين الرابطات الخاصة بالمنطقة الشمالية بقسم الهواة، في الوقت الذي سيتم فيه إلغاء بطولة ما بين الجهات، الأمر الذي سيجعل من السقوط إلى الجهوي الأول، المصير الحتمي لنصف تركيبة أفواج القاعدة الشمالية، وهي معطيات ستكون بالتأكيد محل نقاش واسع، بين رؤساء الفرق وممثلي الفاف خلال جلسات العمل.
للتذكير، فإن المكتب الفيدرالي وعند تشبثه بقرار إكمال الموسم، وافق أيضا على مساعدة الأندية في جميع المستويات لتطبيق «البروتوكول» الصحي، فضلا عن تقديم مساعدات لكل الفرق من الإعانات المالية التي قدمتها كل من الفيفا والكاف إلى الفاف، كتعويض عن الأضرار الناجمة عن أزمة «كوفيد 19»، وهي إجراءات من شأنها أن تخفف من درجة الضغط المفروض على الاتحادية، بسبب «السوسبانس» الذي خلفه عدم الحسم نهائيا في مصير الموسم «العالق»، خاصة وأن أندية الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، كانت قد أعربت عن تأييدها بالإجماع لمقترح إنهاء المنافسة، بحجة عدم القدرة على استئناف النشاط الكروي وفق الشروط، التي يتضمنها «البروتوكول» الصحي، فضلا عن انعكاسات الأزمة الوبائية على الجانب المادي للنوادي، ليزيد قرار التزكية بالإجماع لهذا الاقتراح، من درجة الضغط المفروض على المكتب الفيدرالي، فكانت خرجة زطشي، للنزول إلى القاعدة وتوسيع دائرة الاستشارة بشأن مستقبل
 الموسم.                           ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى