* الفريق شنقريحة: جماجم الشهداء كانت محل ابتزاز من لوبيات بقايا الاستعمار  *  ولد قابلية: إعادة جماجم المقاومين "حدث تاريخي" * المؤرخ محمد لحسن زغيدي: الجزائر الجديدة بدأت بتحقيق منجزات  ذات دلالة عميقة

الرئيس تبون وكبار المسؤولين يشرفون على مراسم استقبال رفات الشهداء
استقبل الشعب الجزائري أمس جماجم ورفات 24 من قادة وأبطال المقاومة الشعبية استعيدت من متحف الإنسان بباريس كدفعة أولى، في جو مهيب ومميز، ليدفنوا في الأرض التي استشهدوا من أجلها قبل أزيد من 170 سنة يوم غد الأحد بمربع الشهداء بمقبرة العالية.
عاشت الجزائر برمتها الأمس يوما تاريخيا مشهودا سيبقى محفورا في ذاكرة الأجيال بمناسبة استعادة 24 من  جماجم ورفات قادة وأبطال المقاومة الشعبية من متحف الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس بعد مسار طويل من المفاوضات مع الطرف الفرنسي.
 وقد كان في استقبال جماجم هؤلاء الأبطال على أرضية مطار هواري بومدين الدولي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني السيد ،عبد المجيد تبون، و أعلى المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين على غرار رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، رئيس المجلس الشعبي الوطني، سلميان شنين، رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، رئيس المجلس الدستوري كمال فنيش، وأعضاء من الحكومة، وكبار الضباط السامين في الجيش الوطني الشعبي.
وقد خصصت الدولة على  أعلى مستوياتها مراسم استقبال رسمية وتكريما يليق بمقام هؤلاء الأبطال الذين استعيدت جماجمهم  من فرنسا أمس في مناسبة  لها رمزيتها التاريخية وعزيزة على قلوب كل الشعب الجزائري، كون ذلك يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ 58 لاستعادة السيادة الوطنية والحرية وعيد الشباب.
ففي حوالي الواحدة ظهرا بدأت الاستعدادات لنزول الطائرة العسكرية  التابعة للجيش الوطني الشعبي من نوع «هيركل سي 130 « التي طارت صباحا إلى باريس لجلب جماجم قادة وأبطال المقاومة الشعبية الجزائرية، و قبل نزولها بمطار هواري بومدين الدولي كانت ثلاث مقاتلات حربية من الجيش الوطني الشعبي ترافق الطائرة الحاملة للجماجم والرفات مرت على علو منخفض أمام  المهبط الخاص بالمطار وأمام القاعة الشرفية، قبل أن تعود الطائرة وحدها وتحط على أرضية المطار.
 و على أرضية الاستقبال كانت هناك تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي البرية والبحرية والجوية وتشكيلة من طلبة أشبال الأمة على أتم الاستعداد لاستقبال رفات وجماجم أجدادهم في يوم غلبت فيه عواطف الفخر والحزن في نفس الوقت.
 وبعد توقف الطائرة مرت مرة ثانية أربع مقاتلات حربية من القوات الجوية أمام القاعة الشرفية حيث كان رئيس الجمهورية وكل المسؤولين واقفين، و أدت تحية خاصة لهم بهذه المناسبة التاريخية، في ذات الوقت كان ضابط سامي في الجيش الوطني الشعبي من مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه يتلو كلمة مؤثرة بهذه المناسبة على الحضور.
وكتحية خاصة لهؤلاء أيضا قام  ستة من  المظليين المغاوير بالقفز  من على حوامة خاصة وهم يحملون الراية الوطنية ويطلقون دخانا  بألوان العلم الوطني  ونزلوا على أرضية المطار حيث كان الجميع وقوفا في استعداد.
 وفي حوالي الواحدة ظهرا وعشرة دقائق شرع أفراد من الحرس الجمهوري في إنزال التوابيت التي تحمل جماجم ورفات قادة  المقاومة الشعبية وأبطالها على أنغام موسيقية عسكرية كما تجري العادة في مثل هذه المناسبات، وفي نفس الوقت تحت دوي 21 طلقة  من فوهات مدافع البحرية الوطنية ترحيبا بالقادمين إلى تراب أجدادهم وأحفادهم.
 وفي جو لا يوصف ممزوج بكثير من الفرح و مثله من الحزن شرع في نقل التوابيت الحاملة للجماجم والطاهرة نحو بهو القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين على أكتاف عناصر من الحرس الجمهوري وهي  موشحة بالراية الوطنية، ثم وضعت  كلها بشكل مرتب داخل  القاعة الشرفية.
 وبعد تلاوة فاتحة الكتاب والترحم على أرواح هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الجزائر قبل أكثر من قرن ونصف القرن عزفت فرقة من الحرس الجمهوري كل مقاطع النشيد الوطني،  وبعدها تلا رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة كلمة بالمناسبة تحدث فيها عن تضحيات هؤلاء الذين نسترجع اليوم رفاتهم  و وفاء أجيال من أحفادهم للتضحيات التي قدموها من أجل أن تبقى الجزائر حرة مستقلة قبل عقود من الزمن.
  لقد عاش مطار هواري بومدين الدولي ومن ورائه كل الجزائر وكل فئات الشعب الجزائري لحظات تاريخية وشعورا مميزا جدا، أحس فيها كل مواطن بنوع من الفرح وهو يرى جماجم ورفات أبطاله من قادة المقاومة الشعبية و المقاومين تعود إلى الأرض التي سلبها المستعمر الفرنسي، والتي استشهدت ذات يوم من اجلها وحملت إلى متحف الإنسان بفرنسا، في تعد صارخ على كافة حقوق الإنسان من المستعمر الفرنسي.
ونشير أن استرجاع 24 من جماجم ورفات قادة المقاومة الشعبية أمس هو مرحلة أولى تليها مراحل أخرى لاستعادة كل جماجم ورفات الجزائريين الموجودة في فرنسا كما وعد بذلك رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في أكثر من مناسبة، والذي قال أن ملف الذاكرة لن تتنازل عليه الجزائر وسيتكفل به بشكل كامل.
ولم تتجسد هذه الوعود ونصل إلى هذا اليوم المشهود لولا   الجهود الكبيرة والمثابرة الحثيثة التي بذلتها الدولة الجزائرية على أكثر من مستوى وتلك التي قام بها الخبراء المختصون  والباحثون من أجل إرغام الطرف الفرنسي على تسليم هذه الجماجم  عبر مسار مفاوضات لم يكن سهلا كما قد يتوقع البعض.
سيبقى الثالث يوليو من العام 2020  يوما من أيام الجزائر الخالدة، ويوما من أيام الله، ويبقى محفورا في ذاكرة الشعب الجزائري كيف لا وهو اليوم الذي عاد فيه الشهداء الأبطال إلى أرضهم التي قدموا دماءهم الزكية  فداء لها قبل  عشرات العقود وهم يقارعون الاستعمار الفرنسي حفاظا على شرفهم وسيادة بلدهم، وهو  اليوم الذي استرجع فيه جزء من الذاكرة الوطنية الجزائرية.
 لقد عاد هؤلاء الشهداء إلى أرض أجدادهم وأرض أحفادهم، ليرقدوا في ترابها مطمئنين بعد أن نالت البلاد حريتها واستقلالها قبل 58 سنة خلت.
وبعد نهاية مراسم استقبال جماجم ورفات الشهداء الأبطال بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي نقلت  النعوش الحاملة لها إلى قصر الثقافة ليسمح اليوم للمواطنين بإلقاء النظرة الأخيرة على رفاتهم الطاهرة، على أن يدفنوا غدا بمربع الشهداء بمقبرة العالية.
وتشمل المجموعة الأولى من رفات شهداء المقاومة الشعبية 42 مقاوما جزائريا للاستعمار الفرنسي كلا من الشريف بوبغلة ، عيسى الحمادي ، الشيخ أحمد بوزيان، زعيمِ انتفاضة الزعاطشة، سي موسى والشريف بوعمار بن قديدة ومختار بن قويدر التيطراوي، من بينهم جمجمة سعيد قطع رأسه بالجزائر العاصمة سنة 1481 وجماجم غير محددة الهوية .
كما تضم أيضا جمجمة محمد بن الحاج شاب مقاوم لا يتعدى عمره 81 سنة من قبيلة بني مناصر، جمجمة غير محددة الهوية ، وكذا جماجم كلا من بلقاسم بن محمد الجنادي ، خليفة بن محمد (62 سنة) ،قدور بن يطو ، السعيد بن دهيليس، سعيد بن ساعد، الحبيب ولد.
 إلياس بوملطة

رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يؤكد
الدولـــة عازمــــة على إعـــــادة بـــاقي رفــــــات الشهــــــداء ليلتئــــم شملهم
أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس، أن إعادة 24 رفات من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم إلى أرض الوطن على متن طائرة عسكرية من القوات الجوية الجزائرية قادمة من فرنسا، هي مجموعة أُولى ستلحق بها باقي رفات الشهداء المنفيين أمواتا، لأن الدولة «عازمة على إتمامِ هذه العملية حتى يلتئم شمل جميعِ شهدائنا فوق الأرض التي أَحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون».
وقال الرئيس تبون في كلمة ألقاها، خلال حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط الجيش الشعبي الوطني بقصر الشعب، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال والشباب «بعد ساعات، ومع إطلالة الجمعة المباركة، ستحط بإذن الله في مطارِ هواري بودين الدولي، طائرة عسكرية من قواتنا الجوِية، قادمة من فرنسا وعلى متنها رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورِفاقهم من جل مناطق الوطن، مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن أكثر من 170 سنة، يتقدمهم الشريف بوبغلة والشيخ أحمد بوزيان، زعيمِ انتفاضة الزعاطشة، والشريف بوعمار بن قديده ومختار بن قويدر التيطراوي وإِخوانهم، من بينهم جمجمة شاب مقاومٍ لا يتعدى عمره 18 سنة من قبيلة بني مناصر يدعى محمد بن حاج، وستلتحق بهذه المجموعة الأُولى باقي رفات الشهداء المنفيين أمواتا، فالدولة عازمة على إتمامِ هذه العملية حتى يلتئم شمل جميعِ شهدائنا فوق الأرض التي أَحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون».
وأضاف رئيس الجمهورية بالقول «إِن ذلك لفي صميمِ واجباتنا المقدسة في حماية أرواحِ الشهداء ورموزِ الثورة، وعدمِ التنازل بأي شكل من الأشكال عن أي جزء من تراثنا التاريخي والثقافي، وفي الوقت نفسه وحتى لا نعيش في الماضي فقط، فإن استذكار تاريخنا بكل تفاصيله، بمآسيه وأفراحه، بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وتقييمِ حاضرِنا بمحاسنه ونقائصه، سيضمن لأبنائنا وأحفادنا بناء مستقبل زاهرٍ وآمن، بشخصية قوية تحترم مقومات الأمة، وقيمها وأخلاقها».
وذكر الرئيس تبون في كلمته بأن «من بينِ الأبطال العائدين من هم رافقوا فِي جهاده الأمير والزعيم عبد القادر بن محي الدين ـ رحمه الله ـ الذي أُعيد دفن رفاتِه في مقبرة العالية، بعد الاستقلال، وتضاف أسماؤهم إلى قائمة شهداء انتفاضات لالا فاطمة نسومر وبومعزة و المقراني والشيخ الحداد وثورة أولاد سيدِي الشيخ وناصر بن شهرة وبوشوشة وثورة الأوراس ومظاهرات ماي 1945، إلى أن تحقق حلمهم بثورةِ نوفمبر العظيمة التي قَصمت ظهر قوى الاستعمار الغاصِب وأعادت فرض الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة في المحافِل الدولية ونبراسا للشعوب المناضلِة من أجلِ الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، وقوة إقليمية بمواقف واضحة يحسب لها الحساب، وهِي على ذلك باقية».
كما أعرب الرئيس تبون عن تقديره «لكل من ساهم في الداخل والخارج في انجاز هذا المكسب الجديد لذاكرتنا الوطنية التي نتمسك بها كاملة، غير منقوصة»، خاصا بالذكر «خبراءنا المشكورين على ما بذلوه من جهود في السنوات الأخيرة لتحديد هويات الرفات المحفوظة في أقبية غريبة عن وطنها وعادات أهلها، تمهيدا لإعادتها إلى أرض الوطن إلى جانب الشهداء الآخرين».
 ق و

قال إن حلم الشهداء تحقق بعودتهم إلى الوطن
 شنقريحة: جماجم الشهداء كانت محل ابتزاز من لوبيات بقـــــايـــــا الاستعمـــــــار
قال رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، الفريق السعيد شنقريحة، إن يوم الجمعة 03 جويلية المصادف لـ ذكرى نتائج  استفتاء استرجاع السيادة الوطنية والاستقلال والحرية هو يوم عظيم باستقبال العظماء الذين صنعوا مجد الجزائر، وأضاف أن جثامين شهداء المقاومة الجزائرية، سرقها الاستعمار البغيض وعرضها في متحفه منذ أكثر من قرن ونصف قرن للتباهي دون حياء.
وذكر الفريق السعيد شنقريحة في كلمة ألقاها بمناسبة استقبال جثامين 24 مقاوما بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين “أن حلم الشهداء يتحقق بعودتهم إلى الوطن إلى الجزائر الحبيبة التي سقوها بدمائهم الزكية، هاهي مناسبة تاريخية تمجيدا وتخليدا لهذا اليوم الأغر”، مضيفا “أنها الدفعة الأولى من أبطال المقاومة نقلتهم من فرنسا، أين كانوا محجوزين فأقلتهم طائرة من القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي ترافقهم مقاتلة جوية”.
وتابع الفريق يقول” استقبلهم المجاهدون والأشبال ليؤكدوا لهم الوفاء بالعهد والحفاظ على أمانة الشهداء والصون الوديعة المقدسة، وهاهم أبطال المقاومة الشعبية يعودون إلى الأرض التي ضحوا من أجلها بأرواحهم وحياتهم والعلم الوطني يرفرف فوق رفاتهم الطاهرة التي سرقها الاستعمار البغيض وهربها وعرضها في متحفه منذ أكثر من قرن ونصف قرن للتباهي والتفاخر دون حياء ولا أخلاق ولا اعتبار لكرامة الإنسان إنه الوجه الحقيقي لجرائم الاستعمار ووحشيته".
وأضاف الفريق شنقريحة، “هاهم الأبطال يعودون إلى بلادهم تحملهم الأجيال الصاعدة عرفانا بفضلهم وتضحياتهم للمجد الذي صنعوه والعهد الذي قطعوه على أنفسهم من أجل الوطن وحرية وسيادة الوطن، مضيفا أن مشاعر الفرح والألم تمتزج والتمعن في هذا الموقف الذي نعيش لحظاته التاريخية، لقد تحقق الأمل بعد كثير من الألم وعاد الأبطال مكرمين مبجلين ليلقوا رفاقهم بمربعات الشهداء بلادنا الجزائر”.
وأضاف الفريق:” لقد قضى الأبطال أكثر من قرن ونصف في غياهب الاستعمار ظلما وعدوانا وكانوا محل ابتزاز ومساومة من بقايا الاستعمار والعنصرية ولقد تحقق اليوم المميز الذي نستكمل به مقومات سيادتنا ويفرح به الشهداء الأبرار”.
وقال الفريق إنّ هذا اليوم سيسجله التاريخ من الأيام الكبيرة في مسيرة الجزائر المستقلة ولا بد من التنويه بالجهود المخلصة التي بذلها الرئيس عبد المجيد تبون لنصل إلى النتيجة الملموسة والحاسمة، فله العرفان والشكر من الشعب الجزائري. كما نوّه الفريق بالجهود التي بذلها الخيرون الذين عملوا في صمت وإصرار والصبر ليعود الأبطال إلى أرضهم أرض أجدادهم وأحفادهم جيلا بعد جيل، حيث قدموا التضحية وكانوا أسوة وقدوة.
وقال الفريق شنقريحة إنّ “هؤلاء الشهداء يعدون نموذجا يحتذي الأبطال بهم بكل معنى الكلمة”. مضيفا” لقد كانوا أبطالا خلّدهم التاريخ وهو اليوم يجدد تخليدهم والتذكير بمآثرهم بمكابدتهم بطش الاستعمار لتظل الجزائر أبية وسيدة بوفاء أبنائها البررة واستعدادهم للدفاع عن حرمتها وشرفها”.
وأكد الفريق شنقريحة، أنه لا بد أن نستلهم العبر والدروس من هؤلاء الأبطال وتضحياتهم الجليلة ونجدد لهم العهد والوعد لنظل أوفياء لتضحياتهم والأهداف السامية التي وضعوها نصب أعينهم لتحرير الوطن والحفاظ عليه سيدا ومستقرا موحدا ومزدهرا بين الأمم. وأكد الفريق أن “واجبنا اليوم أن نحافظ على وطننا الجزائر، وأن نحافظ على ذاكرتنا الوطنية في أذهان الأجيال المتلاحقة، وهو واجب مقدس نتحمل مسؤوليته جميعا”.                                   ع سمير

المؤرخ محمد لحسن زغيدي للنصر
الجزائر الجديدة بدأت بتحقيـق منجزات  ذات دلالات عميقـة
قال المؤرخ محمد لحسن زغيدي، أمس، إن الجزائر الجديدة بدأت بتحقيق منجزات عظيمة ذات دلالات عميقة نابعة من الذاكرة الوطنية، منوها باسترجاع رفات المقاومين الجزائريين، أمس، وأضاف أن الجزائر بهذه الخطوة قد أمنت لنفسها أنها ستكون وفية مخلصة في مسارها المستقبلي في إطار ذاكرتها، واعتبر أن العام الحالي هو عام الذاكرة ولن تنتهي هذه السنة -كما قال -، إلا والجزائر استرجعت كل مالها عند أعدائها، داعيا جيل اليوم أن يستعد لبداية الانطلاقة لمسار طويل في مجال التعمير.
وقال المؤرخ   محمد لحسن زغيدي في تصريح للنصر، أمس، بخصوص استعادة رفات شهداء المقاومة، إن هذا اليوم هو من الأيام التاريخية التي تضاف إلى أيام الذاكرة الجزائرية، وأنه اليوم التي استكملت فيه الجزائر السيادة الوطنية والاستقلال وذلك بعودة رموز المقاومة التي واجهت المحتل في بداية دخوله إلى أرض الوطن والتي انتزعت وهجرت كأسرى، وقد دام أسرها 170 عاما.
وأضاف في السياق ذاته، أن هذا اليوم، جاء بعد نضال كبير دام أكثر من 16 سنة، للجزائريين من نخب وجمعيات وعلى رأسها جمعية مشعل الشهيد التي سعت جاهدة للتعريف بهذا الحق والعمل من أجل إحقاقه، لكن الذي كان ينقص خلال هذه السنوات هو القرار السياسي  والقرار الوطني والقرار الشجاع الذي هو الفيصل في استرجاع هذه الجماجم، وتابع قائلا: إنه في العهد الجديد للجمهورية الجديدة يتطبق هذا القرار بقيادة رجل أوفى بما عاهد  وبما تعهد في حملته وفي قسمه وفي رسالته في اليوم الوطني للشهيد في 18 فبراير، على أن يقوم بتعجيل وتفعيل الدبلوماسية التاريخية أو دبلوماسية الذاكرة  وأن  يصل بعون الله إلى تحقيق هذه الأهداف.
 وأكد الباحث في التاريخ، أن هذا التصميم وهذا القرار النابع من جزائري أصيل هو الذي مكن الجزائر، أن تكون هذه المفاجأة تتزامن في يوم 3 جويلية وهو اليوم الذي اعترف فيه الاستعمار بحق الجزائر في الاستقلال.
وأضاف قائلا: ها هو اليوم نفسه له دلالته ورمزيته في عودة هذه الجماجم في اليوم الذي عادت فيه الجزائر منتزعة من العدو في كفاحها الذي دام أكثر من 132 سنة، تعود لتدفن في يوم 5 جويلية، حيث سيكتمل في هذا التاريخ فعلا الاستقلال الوطني، -كما أضاف-وسنصبح ابتداء من 5 جويلية 2020 في الجزائر الجديدة، الجزائر التي استعادت استقلالها بكل مقوماته.
 كما أن هذا العمل له ما بعده وله ماله، -كما قال- ومن أهم مميزات هذا اليوم وهذا العمل هو ربط الأجيال ؛ أي أن الجزائر في هذا اليوم ستربط جيل القرن ال19 بجيل القرن 21، وقال إن مثل هذه الأحداث وهذه الأمور لا تحدث إلا في بلد بطل يقوده بطل ويرعاه ويعيشه جيل من جيل الأبطال، فجيل الحراك هو وريث أساسي وشرعي لهذا الإرث العظيم.
وأضاف الدكتور محمد لحسن زغيدي، ولذلك فرمزية ما شاهدناه وهو هذا الاستقبال لهؤلاء الضباط والقادة، لأن الذين في هذه المقاومة كانوا قادة عسكريين، من طرف كل العناصر القيادية للجيش الوطني الشعبي، دالة على أن الأصالة واحدة والسلالة واحدة وأن الجيش الحالي هو سليل حقيقي لهذه الأجيال التي تعاقبت من أجل الذود عن الوطن ورفع راية الوطن.
وقال في نفس الإطار، إن الجزائر بهذه الخطوة قد أمنت لنفسها أنها ستكون وفية مخلصة في مسارها المستقبلي في إطار ذاكرتها، فنوفمبرية الجزائر هي نوفمبرية أبدية وسنعيش هذا العام، -كما أضاف-عام الذاكرة ولن تنتهي سنة 2020 إلا والجزائر استرجعت كل مالها عند أعدائها.
كما أكد الباحث، أن الجزائر الجديدة بدأت بتحقيق منجزات عظيمة  ذات دلالات عميقة نابعة من الذاكرة الوطنية ، وقال إنه بانت ملامح الجزائر الجديدة التي ستبنى بالوفاء وعلى الوفاء وبتطبيق وعد الشهداء، ولذلك لا نستطيع أن نقول إلا أن جيل اليوم قد أصبح له الأمان في بناء دولة قوية مستقبلا ، منوها في السياق ذاته بهذا الانتصار الكبير الذي تحقق على يد رئيس قدير استطاع أن يأتي بما لم يأت به من سبقوه وهو هذا الاستكمال الحقيقي والكبير للسيادة الوطنية والاستقلال في عودة أجدادنا من الرعيل الأول في المقاومة  وقيادة مسار التحرير - كما قال-.
 وفي هذا السياق، أكد المؤرخ أنه باستكمال عودة قادة مسار التحرير، الآن على جيل اليوم أن يستعد لبداية الانطلاقة لمسار طويل في مجال التعمير.
مراد -ح

مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف الوطني و ملف الذاكرة الوطنية
الجـزائر لـن تتـراجع عن مطلبـها في استـرجـاع كل أرشيفـها
جدد المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، الجمعة، التأكيد على أن الجزائر «لن تتراجع أبدا» عن مطالبتها باسترجاع أرشيفها المتواجد بفرنسا.
وأوضح السيد شيخي في تصريح «لوأج» عشية الاحتفال بالذكرى الـ 58 لاسترجاع السيادة الوطنية، أن «جيل اليوم وكل الأجيال التي ستتعاقب ستظل متمسكة بمطلب استرجاع كل الأرشيف الوطني الذي يؤرخ لعدة حقب من تاريخنا و الذي تم ترحيله إلى فرنسا»، مضيفا أنه «لا توجد إرادة حقيقية لدى الجانب الفرنسي لطي هذا الملف نهائيا».
واستطرد قائلا أن «تصرف ومواقف المسؤولين الفرنسيين المفاوضين في هذا الملف يثبت أنهم لا يملكون صلاحيات لاتخاذ أي قرار».
وبعد أن ذكر بأن كل القوانين والتشريعات الدولية تنص بوضوح على أن الأرشيف ملك الأرض التي كتب فيها، أشار مسؤول الأرشيف الوطني إلى أنه «خلافا لكل الدول الأخرى فان فرنسا لا تعترف بهذا التشريع وتحاول عبر سن قوانين التنصل من هذه الأعراف الدولية».
وعلى سبيل المثال، ذكر السيد شيخي، الذي عين مؤخرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف الوطني و الذاكرة الوطنية، أن فرنسا قامت، في 2006، بسن قانون يقضي بإدراج الأرشيف «كجزء من الأملاك العمومية»، وبالتالي «لا يتنازل عنها ولا تسترد» كما تقرر أيضا إعادة توزيع الرصيد الجزائري من الأرشيف المتواجد بفرنسا على مراكز أخرى «دون علم الجزائر».واعتبر السيد شيخي أن هذا الإجراء هو «خرق لمبدأ عدم رجعية القوانين» سيما وأن ملف الأرشيف هو «محل تفاوض لم يتم الفصل فيه نهائيا»، مذكرا بالمناسبة أن المحادثات بين الجزائر وفرنسا بخصوص هذا الملف «متوقفة منذ ثلاث سنوات أي مند تنحية مدير الأرشيف الفرنسي وبقاء هذه الهيئة دون مسؤول منذ ذلك التاريخ».
وأشار في ذات السياق أنه ستنعقد ربما في الشهر الحالي اللجنة الكبرى الجزائرية-الفرنسية وستكون مسألة استرجاع الأرشيف الوطني ضمن الملفات التي سيتم التطرق إليها خلال أشغال هذا اللقاء. وللتذكير، طالب عدد من المؤرخين و الجمعيات و الحقوقيين بفرنسا، من المسؤولين الفرنسيين الإتاحة الفورية للأرشيف بما فيه المتعلق بحرب التحرير الجزائرية من خلال إلغاء نص القانون المتضمن حماية سرية الدفاع الوطني.
ودعت هذه الأطراف في بيان لها في ذكرى اغتيال موريس أودان إلى «إلغاء» المادة 63 من التعليمة العامة الوزارية المشتركة رقم 1300 المتضمنة «حماية سرية الدفاع الوطني»، معربين عن استيائهم لـ «التشديد الواسع الذي عرفه تطبيق هذه التعليمة بناء على طلب الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطنيين».
كما أشارت إلى أنه في الوقت الذي يدعو فيه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى نقاش حول الماضي الاستعماري لفرنسا «يظل الاطلاع على الأرشيف الذي يتيح دراسة مستنيرة تناقضية لهذه المسائل محل
عراقيل».                              واج

ولد قابلية: إعادة جماجم المقاومين "حدث تاريخي"
أكد دحو ولد قابلية رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة «المالغ» أن إعادة جماجم المقاومين الجزائريين لغزو الاستعمار الفرنسي، التي تم الاحتفاظ بها لأكثر من قرن ونصف في متحف التاريخ الطبيعي في باريس والتي أعيد 24 منها يوم الجمعة، يعد «حدثا تاريخيا».
وأضاف السيد ولد قابلية أن «هناك خبران أسعداني اليوم، الأول هو أن حفل تقليد الرتب و إسداء الأوسمة قد جرى بقصر الشعب من أجل إظهار التلاحم بين الجيش والشعب، أما الثاني فهو إعادة جماجم الشهداء البواسل من القرن الـ 19 الذين كانوا رواد المقاومة ضد المحتل الفرنسي».
كما أشار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط من الجيش الوطني الشعبي نظم بقصر الشعب أن هذا الخبر يشكل «حدثا تاريخيا».
وتابع قوله أن هذا الحدث يعطي «شعورا بالفخر»، مضيفًا أنه من خلال هذه المبادرة «تكون الجزائر قد استعادت كرامتها وهي مجد للثورة والمقاومة وهو بشكل خاص فضل للسيد رئيس الجمهورية». من جانبه أشار يوسف الخطيب (العقيد حسان قائد الولاية التاريخية الرابعة) إلى أن الجزائر انتصرت على الاستعمار الفرنسي، معتبرا أن جيله قام بواجبه تجاه الوطن.
وأكد بذات المناسبة أنه «يجب أن ننقل التاريخ كما ينبغي إلى الشباب الذي ينتمي إليه المستقبل».للتذكير أن جماجم العشرات من المقاومين الجزائريين للاستعمار الفرنسي، بما في ذلك رفات شريف بوبغلة (استشهد عام 1854) والشيخ بوزيان من زعماء ثورة الزعاطشة (استشهد عام 1849) موجودة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس منذ سنة 1880 و مصنفة في المجموعة «الإثنية» للمتحف.
واج

الشريف بوبغلة والشيخ بوزيان : رمزان للمقاومة الشعبية
يعتبر الشهيدان محمد لمجد بن عبد المالك، المدعو الشريف بوبغلة، وأحمد بوزيان, رمزين من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي.
وقد تم أخذ هذه الجماجم باعتبارها غنائم حرب قبل أن تزخر بها محميات متحف الإنسان بباريس حيث تم الاحتفاظ بها منذ قرن ونصف قرن من الزمن.
وكان الشريف بوبغلة, من مواليد 1820, أول من خاض ثورة شعبية تحمل اسمه المستعار ضد المحتل الفرنسي في جبال جرجرة بمنطقة القبائل إلى غاية تاريخ وفاته في 26 ديسمبر 1854.
وفي الخمسينيات من القرن 19, استقر بوبغلة بقلعة بني عباس ونظم فيها حركة ثورية من خلال شد الاتصالات بين القبائل القابعة في الجبال المجاورة.
وفي مارس من سنة 1851, شن هجوما ضد لعزيب شريف بن علي, مسؤول زاوية إيشلاطن وباشاغا مطبقا لأوامر الفرنسيين. وما إن هزم إبان الهجوم الثاني, حتى جمع البطل رحاله نحو عرش بني مليكش (ولاية بجاية حاليا) حيث عد العدة وجعل منه مركز عملياته الجديد.
ولم يتأن الشريف بوبغلة في مضايقة جنود الاحتلال قبل أن يجبر على ان يعيد أدراجه شرق جرجرة حيث التفت حوله قبائل أخرى.
وبهذا نجح الشريف بوبغلة في هزم مفرزة للجيش الفرنسي في مواجهة بالقرب من بوغني يوم 18 أغسطس 1851.
وعلى إثر هذه الهزيمة, مكثت هناك بعثة من الجنود شهرا كاملا تحت أوامر الجنرال بليسيي محاولة منها في وضع حد لأولئك الذين كانت تصفهم بالمتمردين.
وبعد رجوعه إلى بني مليكش, قام الشريف بوبغلة بتوسيع نطاق عمله نحو الجهة الساحلية من منطقة القبائل, وهو ما أجبر حوالي 3000 جندي من المشاة بإعادة فتح الطريق بتاريخ 25 يناير 1852 بين القصر وبجاية.
في يونيو من نفس السنة أصيب على مستوى الرأس خلال معركة دارت رحاها في قرية تيغليت محمود قرب سوق الاثنين.
و استطاع سنة 1853 ان يقود المقاومة مرة اخرى لكن حاكم منطقة العزازقة في القبائل الجنرال روندون قد أرسل بعثة منتصف سنة 1854 لقمع قبيلة آث جناد التي تساند بوبغلة.
وما أن تمت السيطرة على قرية عزيب تمت مهاجمة قرية آث يحيى التي استمرت فيها المشادات لمدة 40 يوم فقد خلالها الجنرال روندون 94 جنديا و جرح فيها 593 آخرين.
و بعد ان اصيب بوبغلة غادر إلى منطقة آث مليكش ليعود إلى المقاومة حيث انضم بعدها الى لالة فاطمة نسومر.
و عندما تمت الوشاية به في سنة 1854 توبع من طرف الاخوة مقراني اللذين انضموا الى الفرنسيين حيث تم فصل رأسه عن جسده و هو حي.
و في 26 نوفمبر 1894 اقترفت القوات الفرنسية أشنع مجزرة  راح ضحيتها الف شخص من اهالي منطقة الزعاطشة قتلا بالخناجر.
اما الشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة فقد تم قطع رأسه ورأس ابنه و سي موسى الدرقاوي تم التمثيل بها في معسكر الجنود في الزعاطشة ثم في بسكرة «ليكونوا عبرة لمن يحاولون السير على خطاهم».

الرئاسة الفرنسية تعتبر إعادة جماجم الشهداء  مبادرة "صداقة وتبصر"  
وصفت الرئاسة الفرنسية أمس الجمعة استرجاع الجزائر لجماجم 24 من قادة المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي والتي كانت محفوظة لأكثر من قرن ونصف بمتحف الإنسان بباريس بمبادرة «صداقة وتبصر».
وصرحت الرئاسة الفرنسية لوكالة فرانس برس بأن «هذه العملية تدخل في إطار مبادرة صداقة وتبصر إزاء كل جراح تاريخنا».
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن «هذا هو معنى العمل الذي باشره رئيس الجمهورية (الفرنسي) مع الجزائر والذي سيتواصل في كنف احترام الجميع من أجل مصالحة ذاكرتي الشعبين الفرنسي والجزائري».
واج

كرونولوجيا ملف
 استرجاع رفات وجماجم شهداء المقاومة
عرف ملف استرجاع رفات وجماجم شهداء المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر و المتواجدة بمتحف التاريخ الطبيعي في باريس مراحل عديدة منذ تفجير هذه القضية سنة 2011، لتتوج مساعي الجزائر الحثيثة بإعلان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس، عن إعادة رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم أمس الجمعة إلى أرض الوطن، على متن طائرة عسكرية من القوات الجوية الجزائرية قادمة من فرنسا.
وفي هذا الصدد، أولت الجزائر اهتماما خاصا لهذا الملف، بموجب ما ينص عليه الدستور من ضمان الدولة لاحترام أرواح الشهداء، وتطبيقا لأحكام القانون رقم 07-99 المؤرخ في 5 أبريل 1999، المتعلق بالمجاهد والشهيد، لاسيما المادة 54 منه التي تمنع «التنازل بأي شكل من الأشكال عن أي جزء من التراث التاريخي والثقافي».
كما جاء الاهتمام بهذا الملف بالنظر لما تحمله قضية استرجاع رفات وجماجم شهداء المقاومة الشعبية المتواجدة بمتحف التاريخ الطبيعي في باريس، من رمزية والاعتناء الذي يحظى به هؤلاء الرموز من طرف الدولة الجزائرية.
وبمناسبة استرجاع رفات 24 قادة من قادة المقاومة الجزائرية، ذكرت وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق أنه منذ 9 جوان 2016، تم تبادل مراسلات مختلفة وعقد اجتماعات تنسيقية عديدة بين القطاعات المعنية (الوزارة الأولى ووزارتي الشؤون الخارجية والمجاهدين)، لإدراج القضية ضمن المباحثات الجزائرية الفرنسية وإيجاد السبل المناسبة لاسترجاع هذه الرفات.
وقد تم عقد أول اجتماع تنسيقي بتاريخ 23 جوان 2016، وتضمن دراسة التقرير الذي أعدته الملحقة الثقافية بالسفارة الجزائرية بباريس بخصوص الإجراءات المقترحة من طرف مدير المجموعات المتحفية بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد تعهد في زيارته للجزائر في السادس من ديسمبر 2017 باستعداده لتسليم جماجم شهداء المقاومة الشعبية المتواجدة بمتحف التاريخ الطبيعي بباريس، و منذ ذلك التاريخ كلف الوزير الأول  وزارة المجاهدين بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية لإعداد الطلب الرسمي لاسترجاعها.
سنة من بعد ذلك تقريبا، استقبل وزير المجاهدين الطيب زيتوني سفير فرنسا بالجزائر، بطلب منه، و الذي سلمه نسخة من مراسلة وجهها وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي إلى وزير الشؤون الخارجية و التي يطلب فيها تحديد سويا بقايا الرفات التي ليست موضوع مناقشة والأخرى التي يجب أن تكون محلا للمزيد من التوثيق العلمي من خلال دراسة ستجريها اللجنة العلمية، وذلك وفقا لتوصيات اللجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى المجتمعة في 7 ديسمبر 2017.
وقد تم عقد اجتماع تنسيقي في 3 سبتمبر 2018  تضمن إدراج تعديلات على الوثيقة الواردة من الطرف الفرنسي حول طريقة العمل وتشكيلة الفوج وتعيين تشكيلة اللجنة العلمية الجزائرية.
وعقدت اللجنة العلمية الجزائرية-الفرنسية، المكلفة بتحديد هوية الرفات، اجتماعات على مستوى متحف الإنسان بباريس، في 12 سبتمبر 2018 برئاسة كل من البروفيسور بلحاج من الطرف الجزائري والمدير العام للتراث بوزارة الثقافة الفرنسية، تمحورت أساسا حول تنظيم العمل وتحديد دور اللجنة المشتركة و التفاوض حول إمكانية توسيع القائمة لتشمل كل الرفات المتواجدة على التراب الفرنسي والمصادقة على جدول الاجتماعات الثنائية و مناقشة الوثائق التي سيقدمها الطرف الفرنسي لتحديد قائمة الرفات الجزائرية الموجودة بفرنسا.
وبتاريخ 5 فيفري 2019، عقدت اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية اجتماعا بمقر وزارة الشؤون الخارجية بالجزائر، تضمن التأكيد على ضرورة تدارك التأخر وتسريع وتيرة العمل، تفعيل قائمة الـ06 جماجم المكتملة وضبط البرنامج الزمني لعقد لقاءات دورية بواسطة تقنية التحاضر المرئي عن بعد و التأكد من مدى مطابقة نتائج الأبحاث للمنهجية المتفق عليها والاتفاق في الأخير على عقد لقاء في 28 مارس 2019 بباريس لعرض نتائج البحث التي توصل إليها الطرف الجزائري.
من 18 إلى 26 مارس 2019، اجتمعت اللجنة العلمية المشتركة لإجراء التحاليل على الرفات المتواجدة بمتحف التاريخ الطبيعي بباريس و لفحص العينات وفقا لبروتوكول العمل العلمي المعتمد.
في شهر مارس 2020، عقدت نفس اللجنة عدة اجتماعات متتالية أسفرت عن إعداد التقرير النهائي و تحديد الرفات و الجماجم القابلة للاسترجاع وتلك الغير قابلة للاسترجاع والتي تحتاج إلى تدقيق.                
واج

الرجوع إلى الأعلى