أسفرت مجالس الأقسام المنعقدة الأسبوع الماضي على مستوى الاكماليات عن تسجيل نسب انتقال مرتفعة إلى السنة الأولى متوسط، وتراوحت النتائج التي حققتها جل المؤسسات وفق مصادر نقابية، ما بين 90 و95 بالمئة، كما تجاوزت معدلات النجاح لدى نسبة هامة من التلاميذ 13 من عشرين.
أنهى الأساتذة المعنيون بتأطير تلاميذ السنة الرابعة متوسط مجالس الأقسام التي استمرت مجرياتها طيلة الأسبوع الماضي، وذلك قبل التوقيع على محاضر الخروج إلى العطلة الصيفية، وعبر عديد  الأساتذة عن ارتياحهم للنتائج المحققة هذا الموسم الدراسي رغم الظرف الصحي الاستثنائي بسبب انتشار جائحة كورونا، بفضل تمكن أغلب التلاميذ من تخطي هذا المستوى الدراسي والانتقال إلى الطور الثانوي.
وتراوحت نسبة النجاح وفق معطيات جمعها رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين «ستاف» بوعلام عمورة ما بين 95 و98 بالمائة على مستوى المؤسسات التربوية التابعة لولايات تيزي وزو وبجاية وعنابة، مؤكدا «للنصر» بأن نتائج هذا الموسم هي جد مرضية بفضل قرار وزارة التربية الوطنية بتخفيض معدل الانتقال إلى المستوى الثانوي إلى 9 من عشرين بعد إلغاء شهادة التعليم المتوسط، موضحا بأن لإشكال كان دائما يطرح لدى التلاميذ الذين يحصلون على معدلات ما بين 9 و9.99 من عشرين، وهي الفئة التي كامت تخصص لها امتحانات استدراكية لتحسين المعدل والانتقال إلى السنة الأولى ثانوي.
وكشف المصدر بأن بعض المؤسسات تخطت هذه النسب وحققت نتائج ممتازة، حيث قدرت نسبة الانتقال بها إلى الأولى ثانوي 100 بالمئة، مع تسجيل معدلات جيدة أغلبها في حدود 16 و17 من عشرين، كما تمكن التلاميذ المتفوقون على غرار كل موسم دراسي من التميز وبلوغ معدلات مرتفعة في حدود 18 و19 من عشرين، رغم الظرف الصحي الذي حال دون اتمام الفصل الثالث.
وأضاف من جهته رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في اتصال معه، بأن المعدلات المرتفعة التي حققها التلاميذ تعود إلى الجهود المبذولة خلال الثلاثي الأول والثاني، وأن الفصل الثالث كان يمكن أن يمثل فرصة أخرى للمثابرة وتحسين المعدلات بالنسبة للتلاميذ الراغبين دائما في التفوق والتميز، لولا الظرف الصحي الذي حتم على القطاع  توقيف الدراسية مبكرا اضطراريا.
ويتوقع الأساتذة ارتفاع نسب النجاح التي تم تسجيلها على مستوى مجالس الأقسام، بعد تنظيم شهادة التعليم المتوسط بداية شهر سبتمبر المقبل لفائدة التلاميذ الراسبين الراغبين في إكمال المشوار الدراسي أو في تحسين المستوى العلمي للالتحاق بمعاهد التكوين المهني التي توفر تخصصات عدة مطلوبة في عالم الشغل.
 علما أن إدارة المتوسطات عبر كافة الولايات دعت الأولياء الأسبوع الماضي لسحب الاستمارات خاصة بالتلاميذ الراغبين في اجتياز الشهادة، قصد إحصائهم وتسجيلهم رسميا لدى مديريات التربية، قبل الشروع في التحضير لهذه الامتحانات الرسمية التي منحتها الوزارة هذه السنة استثناء الطابع الاختياري، مراعاة للوضع النفس للتلاميذ نتيجة للظرف الصحي الاستثنائي، واستجابة لمطالب رفعها الأولياء والأساتذة.
وتعد المرة الأولى التي ترتفع فيها نسبة النجاح إلى الطور الثانوي بهذا المستوى، ويفرض هذا الوضع وفق ما أكدت عليه نقابات التربية، على الوزارة الوصية تدعيم قدرات الاستيعاب على مستوى الثانويات تحسبا للموسم المقبل، لاستقبال العدد الهائل للتلاميذ الجدد، مع ضرورة تعزيز جانب التأطير أيضا، لأن مضاعفة عدد الأقسام يفرض كذلك على الوزارة رفع عدد الأساتذة للتكفل بأقسام السنة الأولى ثانوي.
وينتظر أيضا أن يتكفل الأساتذة بالتلاميذ المقبلين على اجتياز الشهادة بعد إعادة فتح المؤسسات التربوية نهاية شهر أوت للمراجعة والمذاكرة، لتعزيز حظوظهم في النجاح وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص لدى جميع التلاميذ.
    لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى