•الذين لا يؤمنون بوجود الوباء يحتاجون إلى متابعة نفسية
أكد مختصون، أمس، على ضرورة التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا واعتبروا أن لامبالاة وتهاون المواطنين تسببت في ارتفاع عدد الحالات المؤكدة، ودعوا إلى الالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي والحجر  وارتداء الكمامات بطريقة صحيحة في ظل الوضعية الوبائية الحالية التي تشهد تصاعدا في الإصابات.
وأوضح رئيس المخبر المركزي لمستشفى رويبة ورئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة البروفيسور كمال جنوحات في تصريح للنصر،  أمس  بالعاصمة، على هامش لقاء علمي حول كوفيد-19 نظمته الشركة الجزائرية «فيتال كار»،  أن الوضعية الوبائية الحالية في البلاد واضحة، حيث تزايدت الإصابات وهناك مستشفيات أصبحت مكتظة ، وأضاف في السياق ذاته أن الحالات من المتوقع أن تتزايد خلال شهري جويلية وأوت ،  لذلك علينا التفكير في الدخول الاجتماعي والمدرسي المقبل وذلك بالالتزام بالنصائح الطبية والإجراءات الوقائية المعروفة والتي اتخذت من قبل للتصدي للوباء، على غرار احترام  التباعد الاجتماعي، مشيرا في هذا الإطار إلى سلوكات بعض الشباب والذين لا يحترمون هذا الإجراء وأيضا عدم وضعهم الكمامات بشكل جيد، وأضاف أن طريقة وضع الكمامة تحت الأنف أمر خطير جدا، كون الفيروس سينتقل عن طريق الأنف، مؤكدا في السياق ذاته على ضرورة الالتزام بارتداء القناع الواقي لحماية أنفسنا و حماية الآخرين أيضا .
وأضاف أن هناك إشارات إيجابية وتفاعل من قبل العديد من المواطنين الذي يتقيدون بالتدابير الوقائية .
واعتبر البروفيسور في علم المناعة كمال جنوحات، أن تهاون بعض المواطنين وعدم احترامهم  للإجراءات الوقائية كان سببا في  ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس،  مضيفا في هذا الإطار أنه لو تم احترام هذه التدابير  لتراجعت الإصابات في الوقت الراهن، مشيرا إلى بعض الدول الأوروبية والتي عرفت تصاعدا في الإصابات ولكتها تراجعت اليوم.
تزايد الحالات يمس معنويات المهنيين
وأكد البروفيسور جنوحات، أن الأطباء كانوا يأملون وينتظرون  تراجع الحالات بعد الجهد الكبير الذي قاموا بها وهم يواصلون أداء واجبهم في إنقاذ حياة المواطنين وأضاف أن معنويات مهنيي الصحة تتراجع عندما  نسجل تتزايد الحالات.
من جهة أخرى ، أوضح  أن فقدان حاسة الشم والتذوق هي من بين أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وأضاف أن بعض المرضى لم يتحدثوا عن هذه الأعراض من قبل، لكن بعدما أصبحنا نطرح أسئلة حول هذا الموضوع وقد أجرينا دراسة على مستوى مستشفى رويبة بالعاصمة، وجدنا أنه بين 60 إلى 70 بالمئة من المصابين لديهم هذه الأعراض ، والمتمثلة في فقدان حاسة الشم والتذوق أو فقدان حاسة واحدة فقط ، حيث تختلف  الحالات المسجلة، كما أن تطورها يبقى غير معروف لحد الآن، خصوصا وأننا نواجه  مرضا لم نكن نعرفه في السابق، لذلك فإن تطورات هذا الفيروس لا يمكننا أن نتنبأ بها.
ومن جانب آخر اعتبر، أن فرض الحجر الكلي مستحيل بالنظر إلى تأثيراته السلبية على  الأشخاص ومنها ما تعلق بالناحية البسيكولوجية، مضيفا أن الحل الوحيد يبقى احترام التدابير المتخذة من قبل السلطات المعنية لمنع تفشي هذه الجائحة، ودعا في نفس الوقت المرضى الذين يصابون بأعراض خفيفة لكورونا بعدم  تضييع الوقت والذهاب إلى المستشفى ليحصل على الدواء دون البقاء في المستشفى،  مضيفا أنه يمكن للمصاب أن يشفى من المرض من دون أخذ الدواء،  كما أنه يمكن أن يتعقد الأمر ويصبح الوضع خطير في حالة عدم تناول الدواء، لذلك تبقى الوقاية خير من المعالج.
يجب تجنّب الزيارات العائلية في العيد
من جهة أخرى، أكد على ضرورة تجنب الزيارات العائلية في عيد الأضحى ، وذكر أنه من الضروري في حالة شراء الأضحية احترام النصائح الوقائية الضرورية وهذا الأمر غير موجود عندنا، حيث أن  هناك تقارب جسدي وعدم التزام بالتدابير،  وقال إن هناك بعض الأشخاص لا يؤمنون بوجود الوباء وعليهم الذهاب إلى مختص في علم النفس  وأضاف أن المرض ليس خاص بالجزائر، بل هو منتشر على مستوى العالم، كما أن حالات الإصابة على المستوى المحلي واضحة عبر مستشفيات الوطن.
 من جانب آخر أكد أن  تحليل»  psr   « للكشف عن كورونا   وهو التحليل الجيني للفيروس هو الاختبار الذي يمكن من تشخيص فيروس كورونا كوفيد 19 ، وأضاف انه مع تزايد حالات الإصابة وفي حالة عدم توفر الإمكانيات  يمكننا  اعتماد اختبار الكشف السريع عن الفيروس ، لافتا إلى أن الجزائر تستعمل هذه الأجهزة والتي تم استيرادها وأيضا هناك منتج محلي أنتجته شركة «فيتال كار».
من جهة أخرى، أشار في مداخلته خلال اللقاء إلى كيفية تعامل جهاز المناعة مع فيروس كورونا وتطرق إلى  اختبارات الكشف عن  فيروس كورونا و استعرض بالشرح مختلف الحالات المسجلة عند إجراء الكشف ، مضيفا أن تحليل» psr  « يبقى الإجراء الضروري  والمفضل عند وجود الأعراض حسب ما تؤكده المنظمة العالمية للصحة ، مبرزا أن الجزائر تعتمد على هذا التحليل  وفي بعض المراكز التي لا يوجد بها يتم اللجوء إلى اختبار الكشف السريع،  موضحا أن هذا الاختبار يبين  أن الشخص قد أصيب بالمرض من قبل أو أنه مريض .
من جانبه ، أكد  البروفيسور سكحال عبد الكريم ، أنه على المواطنين أن يشاركوا في مكافحة هذا الوباء من خلال التقيد بتدابير الوقاية، مؤكدا على أهمية أن تكون لديهم معلومات حول هذا الفيروس، لافتا إلى طرق انتقال المرض وشدد في هذا السياق على غسل اليدين بالصابون ، وأضاف أن نظافة اليدين إجبارية وأوضح  أن الفيروس يكون متواجدا على مستوى الأنف وعند الكلام أو السعال يتسبب الشخص في نقل العدوى إلى الآخرين، لذلك يجب أن تكون هناك مسافة متر على  الأقل بين الأشخاص لتفادي انتقال المرض، كما أكد  المختص في الطب الوقائي وعلم الأوبئة،  على ضرورة ارتداء القناع الواقي لحماية أنفسنا، مضيفا أن الإجراءات الوقائية ضرورية مادام أن الدواء غير موجود لحد الآن، مشيرا إلى ضرورة وضع الكمامات، بشكل صحيح على الأنف والفم و المكوث في المنازل  والحرص على نظافة المكان الذي نتواجد فيه ، و تفادي التجمعات، لأن إصابة شخص واحد يمكن أن تؤدي إلى نقل العدوى للآخرين وهو ما يتسبب في حالات خطيرة  وقد يؤدي إلى الوفاة ، خاصة بالنسبة للأشخاص كبار السن والذين لديهم مرض مزمن وأضاف أن المستشفيات بها العديد من المصابين، وأكد أن اللامبالاة أدت إلى ارتفاع الإصابات حيث لم يلتزم العديد من المواطنين بالنصائح الصحية .
ومن جانبه، أوضح الدكتور   سعيد قاري المدير الطبي والمكلف بالإعلام في شركة «فيتا كار»، في تصريح له على هامش اللقاء،  أن الشركة تقوم بإنتاج  اختبار للكشف السريع عن فيروس كورونا، موضحا أن  هذا الاختبار السريع للكشف عن وجود أو عدم وجود الأجسام المضادة لفيروس كورونا بدأ إنتاجه في شهر ماي، أما تسويقه فقد انطلق في 1 جويلية  ، ويبلغ السعر 650 دينار هو اختبار يقوم به مهنيو الصحة ومخابر التحليل والمستشفيات  والعيادات الخاصة   ، وأضاف أن المواطن لا يمكنه شراءه بل الطبيب هو الذي يعلمه بأن يجري هذا الاختبار  ويوضح له نتيجة الاختبار .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى