* نلمس نية من فرنسا لمعالجة ملف الذاكرة
 أكد وزير الخارجية صبري بوقادوم، أمس، أن ملف الذاكرة حاضر في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، مشيرا إلى وجود إرادة إيجابية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسوية ملفات الذاكرة بين البلدين. وبخصوص الملف الليبي، قال الوزير بوقادوم، إن الجزائر تقف على مسافة واحدة من أطراف النزاع الليبي، وقال إن الجزائرليس لها إطماع في ليبيا، معتبرا أن البلد الشقيق يعيش حربا بالوكالة محذرا من تحوله إلى صومال جديد.
قال وزير الخارجية صبري بوقادوم، في ندوة بمقر يومية «الشعب» إن الأيام القادمة ستكشف مدى “جدية” فرنسا في حل ملفات التاريخ الاستعماري العالقة مع الجزائر، وأضاف بوقادوم، أن ملف الذاكرة مع فرنسا لا يتلخص في استرجاع الجماجم فقط، بل يجب معالجة ملف الذاكرة مع فرنسا بالكامل. مضيفا في السياق ذاته بأنه لم يتم التعرف بعد على العدد الحقيقي لجماجم الجزائريين في متحف “الإنسان” في باريس.
وأوضح الوزير بوقادوم أن هناك ” 3 ملفات ما زلنا نتفاوض حولها مع فرنسا، أولها استرجاع كل رفات المقاومين” و “هناك أيضا ملف الأرشيف، وملف ثالث وهو التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية”. وأشار إلى هذه المفاوضات “تعطلت بسبب جائحة كورونا (..)، لكن يبدو أن هناك إرادة ايجابية من جانب الرئيس الفرنسي (ايمانويل ماكرون) تجاهها، والأيام القادمة ستكشف عنها، وإن شاء الله تكون صادقة”.
وقال بوقادوم، إن “العلاقات مع فرنسا لها طابع خاص من جانب التاريخ، ووجود الجالية الجزائرية بقوة”. وأضاف “نتمنى أن تكون العلاقات، مبنية على احترام متبادل واحترام سيادة البلدين”. وبخصوص الجالية الجزائرية، كشف بأنها تقدر بحوالي 6 ملايين ، غير أن مليونين فقط مسجلين في القنصليات الفرنسية.
من جانب آخر تطرق بوقادوم خلال المؤتمر إلى الملف الليبي، مشيرا إلى أن الجزائر “تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، وترفض أي تدخل خارجي في هذه الأزمة”. لكنه أعرب عن “تخوف الجزائر من أن تسلك ليبيا مسلك سوريا، وهو ما يؤثر حتما على أمن الجزائر”، معتبرا أن البلد الشقيق يعيش حربا بالوكالة محذرا من تحوله على صومال جديد.
وأضاف بوقادوم “ليس لدينا مصالح، ولا نريد نفط أو غاز ليبيا ومصلحتنا هي استقرارها”. وأوضح وزير الخارجية، أن الجزائر “تعمل باستمرار في الكواليس وبصمت كوسيط في الأزمة”، مشيرا إلى أن “الأيام القادمة ستظهر نتائج هذا العمل”. وأكد بوقادوم أن صراع مصالح في مجلس الأمن عرقل تعيين رمطان لعمامرة مبعوثاً أممياً في ليبيا.
وقال “إن المقاربة التي تعتمدها الجزائر بالتنسيق والتشاور مع أشقائها من دول الجوار تهدف إلى إيقاف التصعيد بجميع أشكاله وجمع الأشقاء الليبيين حول طاولة الحوار دون أي تدخل خارجي ” — وأوضح أن هذا المسار “يبدأ بوقف إطلاق النار والتخلي عن الحسابات الظرفية لاستعادة الثقة بين الأطراف الليبية والبدء في حوار يضم مختلف مكونات الشعب الليبي لاستعادة السلم وتحقيق التطلعات المشروعة لهذا الشعب الشقيق”.
وذكر بما أعلنه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا في مطلع السنة الجارية، حين أكد استعداد الجزائر لاحتضان لقاءات بين الأشقاء الليبيين لاستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في ظل الاحترام التام للإرادة السياسية للشعب الليبي.
 الجزائر متمسكة بمشروع الاتحاد المغاربي
في سياق آخر، أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، أن الجزائر تؤمن بأن التاريخ المشترك والمصير الواحد الذي يجمع الشعوب المغاربية يملي التمسك بمشروع بناء اتحاد المغرب العربي ومنحه المكانة التي تليق به. بما يسمح بتعزيز المنافع الاقتصادية وجهود التنمية، وقال بان الجزائر تتبنى مقاربة شاملة وبرغماتية للتعامل مع مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية من خلال التسوية السلمية للأزمات والمعالجة الشاملة للأسباب العميقة لها من خلال دعم جهود التنمية وإقامة علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.
و أكد الوزير على “الدور الهام للدبلوماسية في تطوير الاقتصاد الوطني، من خلال جلب الاستثمارات الخارجية”، وأشار إلى “وجود عمل مع دول الجوار خاصة الجنوب كمالي والنيجر لتصدير المنتجات الجزائرية”، داعيا المؤسسات العمومية والخاصة الوطنية إلى “لعب دورها في هذا المجال”.
وبخصوص قمة الجامعة العربية التي كان من المفترض أن تحتضنها الجزائر شهر مارس الماضي، أكد بوقادوم أن جائحة كوفيد-19 حالت دون عقد القمة التي لم يحدد تاريخ آخر لها بعد، مذكرا أن كافة الاجتماعات حاليا تتم عبر نظام التواصل عن بعد. وأشار إلى أن “ملف إصلاح الجامعة يعد ضمن أهم المحاور المطروحة للنقاش خلال القمة”، منتقدا تراجع دور الجامعة العربية أمام التحديات التي يعرفها العالم العربي.
 ع سمير

الرجوع إلى الأعلى