أعيد افتتاح المساجد، أمس، بعد إغلاقها منذ نهاية مارس الماضي، بسبب الأزمة الوبائية لفيروس كورونا، وأدّى المصلون في بعض المساجد صلاة الفجر وفي مساجد أخرى كانت البداية بصلاة الظهر، وسط تدابير وقائية مشددة، بعد تحضيرات تمت قبل أيام لتعقيم قاعات الصلاة. حيث دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي الجزائريين إلى احترام التدابير الوقائية في أماكن العبادة.
أدى الجزائريون عبر التراب الوطني، أمس، أول صلاة في المساجد، بعد 5 أشهر من الإغلاق. وقد أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، على أول صلاة ظهر، من مسجد العربي خالد ببلدية هراوة، للإعلان الرسمي عن الفتح التدريجي للمساجد.
وصرح وزير الشؤون الدينية بالمناسبة “اقبل الناس في كل مساجد الجمهورية لصلاة الظهر، علما أن 19 ولاية صلت الصبح في المساجد، ممن تم رفع الحجر عنها نهائيا”. وتابع الوزير “وصلتنا صور راقية عن الالتزام بالإجراءات الوقائية، نتمنى تواصل العملية بهذا الانضباط، وندعو كل الجزائريين إلى التجند لحماية الأمن الصحي والقومي للبلد”.
وينبغي على المصلين وفق التدابير الوقائية حمل السجادات الخاصة بهم للصلاة عليها، والالتزام بالتباعد الجسدي، ووضع الكمامة، واحترام تعليمات السلامة الصحية، كما قام المشرفون على المساجد بنزع السجاد، ورسم أمكنة خاصة لوضع السجادات الخاصة بالمصلين تضمن تباعدهم.
واستثنت الحكومة، صلاة الجمعة من الصلوات المسموح بإقامتها في المساجد، لاعتبارات تتعلق بالمخاوف من انتشار فيروس كورونا، كون صلاة الجمعة تعرف إقبالاً كبيراً، ما يصعب من عملية احترام تدابير التباعد، ولاشتمالها على الدرس والخطبة، ما يطيل من فترة بقاء المصلين في المسجد، وقالت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف إن صلاة الجمعة ستتم تأديتها كصلاة الظهر في البيوت.
وحرص القائمون على المساجد على إبقاء أماكن الوضوء مغلقة لإلزام المصلين الوضوء في بيوتهم، توقياً من انتشار الفيروس، كما تم منع استخدام أجهزة التكييف، في حين تكفل عدد من المتطوعين وفرق الكشافة بتحضير المساجد وقاعات الصلاة لاستقبال المصلين.
ودخلت المرحلة الأولى، حيز التنفيذ ابتداء من أمس السبت، على مستوى الولايات الـ 29 الخاضعة لحجر منزلي جزئي، حيث تفتح الـمساجد التي لديها قدرة استيعاب تفوق ألف مصلي وحصريا بالنسبة لصلوات الظهر والعصر والـمغرب والعشاء، وعلى مدى أيام الأسبوع، باستثناء يوم الجمعة الذي سيتم فيه أداء صلوات العصر والـمغرب والعشاء فقط.
وشمل قرار الفتح أربعة آلاف مسجد فقط من بين أكثر من 15 ألف مسجد ومصلى في الجزائر، إذ اشترطت السلطات فتح المساجد التي تتسع لأكثر من ألف مصلٍّ فقط، لضمان إمكانية التباعد، وقررت أن يتم فتح المساجد قبل ربع ساعة فقط من موعد الصلاة، على أن تقام الصلاة مباشرة بعد الأذان، وتغلق المساجد بعد الصلاة بعشر دقائق، منعاً لبقاء المصلين داخلها.
وشددت اللجنة على ضرورة الإبقاء على القناع الواقي الذي يغطي الأنف أثناء الصلاة بما في ذلك السجود، وتضمنت الترتيبات رفع الأفرشة والسجاد الخاص بالمسجد ومنع فتح أماكن الوضوء منعا باتا، بالإضافة إلى سحب المصاحف والكتب والمطويات والثلاجات وأجهزة التبريد.
و سبق أن حدد الوزير الأول السيد عبد العزيز جراد، نظام تنفيذ قرار الفتح ”التدريجي والمراقب” للمساجد في ظل التقيد الصارم بالبروتوكولات الصحية المرتبطة بالوقاية والحماية من انتشار وباء كوفيد-19، حسب ما أورده أمس، بيان لمصالح الوزير الأول.
وجاء في البيان « تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات الـمسلحة، وزير الدفاع الوطني، التي أسداها خلال اجتماع الـمجلس الأعلى للأمن المنعقد يوم 3 أوت 2020، وبعد التشاور مع لجنة الفتوى لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف واللجنة العلمية لمتابعة تطور جائحة فيروس كورونا كوفيد-19 في الجزائر، حدد الوزير الأول، نظام تنفيذ القرار المتضمن الفتح التدريجي والمراقب للمساجد، وذلك في ظل التقيد الصارم بالبروتوكولات الصحية المرتبطة بالوقاية والحماية من انتشار الوباء».
وأوضح ذات المصدر أنه»في مرحلة أولى، وعلى مستوى الولايات الخاضعة لحجر منزلي جزئي، وعددها 29 ولاية، لن تكون معنية إلا المساجد التي لديها قدرة استيعاب تفوق 1000 مصل وحصريا بالنسبة لصلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ابتداء من السبت 15 أوت 2020، وعلى مدى أيام الأسبوع، باستثناء يوم الجمعة الذي سيتم فيه أداء صلوات العصر والمغرب والعشاء فقط، إلى أن تتوفر الظروف الملائمة للفتح الكلي لبيوت الله وذلك في مرحلة ثانية».
أما في باقي الولايات وعددها 19 ولاية، التي رفع عنها الحجر الجزئي، فسيعاد فتح المساجد التي تفوق قدرة استيعابها 1000 مصل ابتداء من السبت 15 أوت 2020، بالنسبة للصلوات اليومية الخمس، وذلك على مدى كل أيام الأسبوع، باستثناء يوم الجمعة الذي سيتم فيه أداء صلوات العصر والـمغرب والعشاء فقط”.
في ذات السياق، أشار البيان إلى أنه” يجب أن يتم الفتح المبرمج للمساجد بموجب قرار من الوالي، يلصق عند مدخل المساجد وتحت رقابة وإشراف المديريات الولائية للشؤون الدينية والأوقاف، من خلال موظفي القطاع بالمساجد، واللجان المسجدية، وذلك بالتنسيق الوثيق مع مصالح الحماية المدنية والمجالس الشعبية البلدية، وبمساهمة لجان الأحياء والحركة الجمعوية المحلية”.
وأغلقت بيوت الله أبوابها أمام المصلين بشكل مؤقت يوم 17 مارس المنصرم إثر قرار لجنة الفتوى بالوزارة بتعليق صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد مع الإبقاء فقط على الآذان كإجراء احترازي لمواجهة تفشي فيروس كورونا.         ع سمير

الرجوع إلى الأعلى