تعكف هذه الأيام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على صياغة بروتوكول صحي لتسيير السنة الجامعية الجديدة 2020/ 2021، ومن بين محاوره تقليص العطل الفصلية وتمديد الموسم الجامعي إلى منتصف جويلية المقبل، مع تكريس التزاوج ما بين التعليم عن بعد والحضوري، وتقسيم الطلبة إلى دفعات لضمان التباعد الجسدي.
أفادت مصادر مقربة من قطاع التعليم العالي بأن التحضير للسنة الجامعية الجديدة انطلق مؤخرا، عبر الشروع في التحضير للبروتوكل الصحي الذي سينظم الدراسة على مستوى هياكل القطاع، وسيعيد ترتيب الاقامات الجامعية بما يتناسب مع طبيعة الظرف الصحي الطارئ، على أن يتم رفع المقترحات التي يتم صياغتها من قبل خبراء تابعين لقطاع الجامعات إلى اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا للمصادقة عليها قبل إدخالها حيز التنفيذ.
تقليص عطلتي الشتاء والربيع بأسبوع
 وتتمحور المقترحات حول تقليص العطل الفصلية بأسبوع لتدارك التأخر في تنفيذ البرنامج الدراسي، مع إمكانية تأخير الدخول الجامعي الى بداية شهر جانفي المقبل، أي بعد التأكد من استقرار الوضع الصحي وتراجع حالات الإصابة بكوفيد 19، علما أن البروتوكل الذي أعده القطاع مؤخرا يتعلق بإنهاء الموسم الجامعي 2019/ 2020، وإنجاز ما تبقى من البرنامج وإجراء الامتحانات الفصلية والاستدراكية، حيث التحقت أولى الدفعات بمقاعد الجامعة يوم 19 سبتمبر الجاري بعد انقطاع دام أزيد من 6 أشهر.
كما سيكرس البروتوكول قيد الإعداد، التزاوج ما بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد ما يعرف بالتعليم الهجين، بعد أن كان مجرد حل مؤقت لأوضاع طارئة سببها الظرف الصحي، ويتم حاليا التفاوض مع وزارة البريد لمعالجة إشكالية التذبذب في شبكة الأنترنيت، وبحسب مصادر «النصر» فإن التنسيق ما بين القطاعين يسير في الاتجاه الصحيح وسيتم قريبا الإعلان عن نتائج ملموسة ستكون في صالح الطلبة، عبر تحسين سرعة التدفق.
كما سيتم تفويج الطلبة إلى دفعات، لاستحالة استقبال كافة الطلبة على مستوى المراكز الجامعية التابعين لها دفعة واحدة، وسيتم تحديد عدد الطلبة في كل دفعة بحسب مساحة المؤسسات التابعة للقطاع، بما يضمن التباعد الجسدي للتقليل من احتمال انتقال العدوى داخل الوسط الجامعي، وكذا على مستوى الاقامات الجامعية التي ستتبع بدورها نفس الإجراءات الصارمة، من بينها أن تخصص مساحة 6 متر مربع لكل طالب.
ونفت في هذا السياق ذات المصادر صحة الصور التي يتم تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بخصوص الوضع المزري لبعض الإقامات، على اعتبار أنه ليس كل ما ينشر على هذه المواقع صحيحا، بدليل عدم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس كورونا منذ التحاق الطلبة بالجامعات الاسبوع الماضي لإنهاء الموسم الحالي، بفضل ظروف الاستقبال الحسنة.
كما ينص البروتوكول الصحي على تكريس التقييم عن بعد، بالنسبة للوحدات غير الأساسية، في حين سيكون الطالب ملزما بالحضور إلى الجامعة للامتحان في الوحدات الأساسية، ويهدف هذا الإجراء إلى تخفيف الضغط على هياكل القطاع، بتقليص عدد الطلبة الذين يتوافدون يوميا إلى الجامعة، إلى جانب الأنشطة البيداغوجية مع المستجدات الصحية التي تعيشها كافة دول العالم.
علما أن المراكز الجامعية استقبلت بداية من 19 سبتمبر الجاري أعدادا هامة من الطلبة قصد استكمال ما تبقى من السنة الحالية، بناء على بروتوكول صحي يتضمن تدابير وقائية صارمة، وكذا إجراءات لتسهيل تنقل الطلبة إلى الجامعات التابعين لها، بالتنسيق مع ديوان الخدمات الجامعية، حيث تم منذ يوم السبت الماضي نقل حوالي 50 ألف طالب إلى المراكز التي يدرسون بها، مع استمرار العملية لفائدة أعداد أخرى، في انتظار إعادة فتح خطوط النقل ما بين الولايات.
وبحسب المصدر فإنه من إيجابيات الوضع الصحي تعود الطلبة على التعليم الهجين، الذي يزاوج ما بين الدراسة الحضورية وعن بعد، بما سيسهل على القطاع تكريس هذه الطريقة رسميا خلال الموسم المنتظر انطلاقه بعد بضعة أسابيع، في إطار التكيف مع الفيروس والتعايش معه، وكذا تنفيذا لتوصيات اللجنة العلمية التي طالبت قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بإجراءات عملية مدروسة لتسيير السنة الجامعية الجديدة.  
  لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى