عادت مظاهر التجارة الفوضوية لتكتسح بقوة مداخل مدينة باتنة من طرف باعة الخضر و الفواكه، الذين احتلوا الطرقات على الرغم من حملات المداهمة و التحسيس من طرف السلطات العمومية، التي تقوم في كل مرة بتسخير مصالح الشرطة والدرك الوطني لمحاربة التجارة الفوضوية، من خلال طرد الباعة، وإزالة وحجز الطاولات والأدوات المستعملة في عرض السلع.
وكانت ظاهرة احتلال الأرصفة والطرقات بمداخل مدينة باتنة، قد برزت واستفحلت منذ شهر رمضان الماضي، وبالموازاة مع ذلك شنت السلطات العمومية عدة حملات لإزالة التجارة الفوضوية، إلا أن الظاهرة سرعان ما انتشرت مجددا، حيث يحتل على مدار النهار الباعة المدخل الشرقي لمدينة باتنة عند محور الدوران المؤدي إلى عيون العصافير وبارك أفوراج و تازولت، أين يعرض التجار السلع على جانبي الطريق المزدوج، ويتحول المكان إلى فوضى عند توقف أصحاب المركبات المارين بالطريق.
وتحول مدخل القطب العمراني حملة 3 إلى سوق فوضوي، بعدما عاد الباعة ليحتلوه متسببين في اختناق مروري بعد أن استغلوا جانب الطريق وجزءا من الطريق أيضا، وقد داهمت دوريات للدرك الوطني المكان عدة مرات، لكن الباعة سرعان ما يعاودون احتلال المكان غير آبهين بالإجراءات التحسيسية والردعية، وكانت مصالح الأمن قد تدخلت لمنع الباعة من احتلال طريق تازولت بالمدخل الشرقي لمدينة باتنة، بعدما تحول المكان إلى ملاذ أيضا للتجارة الفوضوية لباعة الخضر والفواكه.
وتصطدم السلطات العمومية بولاية باتنة، بتنظيم التجار الذين يرفض أغلبهم الالتحاق بالأسواق الجوارية التي تحول بعضها إلى مرافق رياضية، بسبب عزوف هؤلاء التجار عن الالتحاق بها بداعي ضيق مساحتها، وهو ما جعل البلدية تقوم باستئجار تلك الفضاءات لنشاطات أخرى، وسعيا منها لتلبية مطالب تجار الخضر و الفواكه، قامت بإعادة تهيئة وفتح أسواق أخرى على غرار فتح سوق للخضر بتامشيط بطريق الوزن الثقيل، وسوق طريق حملة، وقامت أيضا بتهيئة سوق العواوطة بحي بوعقال الذي ظل لسنوات بؤرة تلوث ومحل استياء السكان القاطنين بجواره، حيث تمت إعادة تهيئته بطريقة تتماشى ومطالب الباعة دون حصرهم المربعات التجارية.
مصالح البلدية رصدت أغلفة مالية كبيرة لإعادة تهيئة سوق برج الغولة، من خلال هدم المربعات لاستقطاب التجار مجددا، بعد هجر الباعة السوق وقامت بنفس الإجراء بالنسبة لسوق كشيدة الجواري، غير أن مظاهر التجارة الفوضوية ظلت على حالها واستفحلت خصوصا بمداخل المدينة.              يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى