أكد عضو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عبد الوهاب بن جلول أمس بأن حصة الأسد في تنشيط الحملة الانتخابية للاستفتاء على الدستور عادت إلى المجتمع المدني، الذي رمى بكل ثقله في الميدان، بتنظيم لقاءات وإشراك خبراء ومختصين اجتهدوا في شهر محتوى النص، ورفع اللبس عن المواد التي أثارت جدلا، وإقناع الناخبين بجدوى المشاركة في هذا الموعد الهام.
أثنى الأستاذ عبد الوهاب بن جلول في تصريح "للنصر" على  جمعيات المجتمع المدني التي انخرطت في الترويج لمشروع تعديل الدستور، منذ اليوم الأول للحملة الانتخابية التي تشرف على اختتام أسبوعها الثاني، حيث باشرت منذ البداية عملا ميدانيا بإشراك الفعاليات الناشطة في المجال لشرح مواد الدستور، ورفع الغموض واللبس عن المواد التي أثارت جدلا، عبر تنظيم نقاشات معمقة في إطار لقاءات احتضنتها عديد القاعات، وعن طريق العمل الجواري الذي يستهدف الوصول إلى كافة تركيبات المجتمع الجزائري.وأفاد المصدر بأنه من ضمن المواد التي ركز عليها المختصون في القانون الدستوري في إطار اللقاءات المنظمة إلى غاية الآن، تلك التي تنص على منح نظام خاص لبعض البلديات وحرية الأديان وترقية الأمازيغية وإشراك الجيش في عمليات السلام بترخيص من البرلمان، وتمحورت جل تدخلات المواطنين الذين حضروا التجمعات داخل القاعات حول هذه النقاط، لفهم أبعادها ومقاصدها بعيدا عن اللغط الإعلامي والنقاش العام الذي لا يؤطره الخبراء والمختصون في الميدان.
واكد عضو السلطة الوطنية بأن حالة اللبس والتخوف سرعان ما زالت بمجرد أن استرسل الأساتذة المختصون في القانون الدستوري في شرح مضمون تلك المواد بطريقة موضوعية وعلمية، مما ساهم في طمأنة الناخبين وإزالة حالة الخوف والتردد التي أحدثتها النقاشات السطحية التي صاحبت الكشف عن الوثيقة، وذلك بفضل الشروحات الوافية والمعمقة بعيدا عن التجاذبات السياسية ولغة التشكيك والتخويف.
وأوضح عضو السلطة بخصوص الحضور الميداني لفعاليات المجتمع المدني، بأنه كان بارزا منذ تاريخ 7 أكتوبر الجاري موعد الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية للاستفتاء على الدستور، بل إن الجمعيات نالت حسبه حصة الأسد في الترويج للتعديلات الدستورية التي ترمي إلى ولوج عهد جديد وبناء جزائر قوية بمؤسساتها وبوحدتها وبمقوماتها، عبر الخرجات الميدانية.
كما أثنى المتحدث على الأحزاب السياسية التي انخرطت في مسعى تعديل الدستور، بالحث على المشاركة والتحذير من مغبة الانسياق وراء الأصوات المشككة، غير أنه يرى بأن مساهمة  بعض التشكيلات اقتصرت في الكثير من الأحيان على تنظيم لقاءات داخل المقرات، بعيدا عن العمل الميداني الذي يسمح بالاحتكاك بمختلف الفئات الشعبية والانصات إلى انشغالاتهم واهتماماتهم.
وبحسب المصدر فإن مشاركة عدد من الأحزاب ما تزال محتشمة، داعيا إياها إلى تكثيف العمل استعدادا لدخول الأسبوع الثالث للحملة الاستفتائية، باعتباره مرحلة حاسمة لإنجاح العملية التي تعد ثاني أهم محطة سياسية بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ولم يتردد عضو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في منح العلامة الكاملة للمجتمع المدني، بفضل نجاحه في تأطير الناخبين وتحدي الأوضاع الصحية غير المستقرة، وعن كيفية تنظيم اللقاءات التي تحتضنها يوميا جل الولايات، أحيانا بمعدل لقاءين في اليوم، قال الأستاذ بن جلول إن العمل الأساسي يبدأ على مستوى الجمعيات بطلب الترخيص من قبل السلطة التي تحصل بدورها على التراخيص من المصالح الولائية، ثم الاتصال بالأساتذة المختصين لتنشيط الجمعات.
وعن مستوى الإقبال على الحملة الانتخابية من طرف عامة المواطنين، أبدى المتحدث رضاه عن نجاح كافة اللقاءات والتجمعات وقال الأستاذ بن جلول إنها تجري في أجواء ديمقراطية وفي إطار النقاش الحر، وأغلب الحاضرين حاولوا فهم المواد التي شكلت جدلا، وجميعهم غادروا القاعات على قناعة بأهمية التعديل.وتوقع مصدر "النصر" أن تعرف الحملة الانتخابية عملا مكثفا في أيامها الأخيرة، وانخراطا أكبر من قبل الأحزاب السياسية التي تنتظر دنو موعد الاستفتاء لترمي بكامل ثقلها في الشارع، بالتنسيق مع السلطة الوطنية التي تسهر على تجنيد الإمكانيات والوسائل، وتسهيل منشطي الحملة دون التدخل في محتواها.
لطيفة بلحاج 

الرجوع إلى الأعلى